بين حلف الفضول وحلف الخليج..!؟
|
- قل زميلي (مستحضراً واقعة حلف الفضول قبل الاسلام): لقد اثبت زعماء من ورثوا هذه الارض الطاهرة في الجزيرة العربية تحالفهم ليس على اسس الفضل والعدل والانسانية، بل خلاف ذلك!
- قلت: تقصد مجلس التعاون الخليجي؟
- قال: نعم.
- قلت: حلف الفضول – كما أشرت- هو حلف ضمَّ زعماء وشيوخ القبائل العربية في مكة المكرمة عندما سمعوا بالظلم والحيف الذي يقع على بعض الناس فتحالفوا من اجل عون المظلوم ومخاصمة الظالم وعدم الاصطفاف معه، وكان للرسول الاعظم (ص) – وهو لماّ يصدع بالرسالة والنبوة- شرف الانتماء الى هذا الحلف- كما كان (ص) يفتخر بذلك-.
- قال: احسنت.. فالرسول الكريم وهو لم يبعث بالنبوة يفتخر بحسنة وسنته طيبة وان كانت زمن الجاهلية، ولكن - مع الاسف- جماعتنا من سلالة ابناء الجزيرة العربية – كما يدّعون- وهم مسلمون وآمنوا برسالة الاسلام والنبي محمد بن عبد الله (ص) – قد ارجعوا الامة الى ماقبل.. قبل الاسلام؟!
- قلت: انها العصبية..
- قال (مقاطعاً): ان التعصب للحق هو المطلوب، وهذا هو فحوى وركائز حلف الفضول - فهؤلاء- لا ادري – يبدوا لم يأمنوا برسالة الرسول (ص) لامن زمن الجاهلية ولا في ما بعد الاسلام!
- قلت: لا تتطّرف بالطرح.. فأين تكمن المشكلة؟
- قال: كما تعرف.. يرسلون ويصطفون مع (المحتلين) الناتو لضرب ليبيا وزعيم هذا البلد ولكن يرحم على العراقيين ان يتحرروا بواسطة - (المحتلين) الامريكان – وان غزا صدام الكويت والخفجي في السعودية... ثم انهم في الوقت نفسه يرسلون قوات (غازية ومحتلة) الى البحرين لا لكي يدافعوا عن الثورات العربية السلمية في هذا البلد بهدف قمعها والدفاع عن حاكم البحرين (قذافي آل خليفة!!)... ثم يصدرون فتاوى من خلال وعاظ سلاطينهم (آل الشيخ والقرضاوي) لتأييد سقوط النظام في سوريا، ولكن يمنعون سقوط على عبد الله صالح على يد الشعب ومحاكمته – كما منعوا ذلك في تونس ومصر... وهلجّرا...!!
- قلت: اتذكّر ان كاتباً فلسطينياًَ كتب مقالاً قبل عدة سنوات في احدى المجلات العربية – دعا فيه الى اعتبار يوم (حلف الفضول) هو يوم (حقوق الانسان في العالم) باعتبار ان النبي محمد (ص) ورسالته عالمية - وان حلف الفضول ذو رسالة انسانية – وان الجميع حتى اذا لم يؤمنوا بنبوة محمد (ص) فانهم يقبلون به كشخصية عالمية نزيهة... فنأسف ان لا نتأثر نحن المسلمين بمبادئ الاسلام ورحمته وعدالته، في الوقت الذي يستبعدنا الاخرون الى ذلك.
- قال: من هنا.. اني ارى ان هذا المجلس (مجلس التعاون الخليجي) أخذ يقدّم صورة سيئة عن الاسلام وانه (يتعاون) على الاثم والعدوان وليس على البر والتقوى، لاسيما انهم يسيطرون على قوة مالية ضخمة وهو النفط وقوة معنوية كبيرة وهي مهبط الرسالة الخاتمة للرسول (ص) ووجود الحرمين الشريفين.
- قلت: المهم ان تعي شعوبنا الابية مسؤوليتها الشرعية – فأبناء الاسلام في الصدر الاول أدّوا واجباتهم وكانوا مثالاً للعالم. ويبقى علينا ان نثور على الواقع الفاسد مع الثورات العربية ولايمكن لبلدان خارجية ان تمنعنا لمصالحها الخاصة.
|
|