الحَـجّ .. حَـجّـان
|
بمناسبة رحلة قوافل الحجيج الى الديار المقدسة. مقتبسات من كراس"35 حكمة من حِكم الحج" لسماحة آية الله السيد هادي المُدرّسي.
الحجُّ حجّان:حجّ يقترب المرء فيه إلى البيت. وحجّ يتقرّب فيه إلى ربّ البيت. حجّ يرحل المرء فيه إلى الأرض المقدّسة. وحجّ يرتحل فيه إلى الروح المقدّسة. حجّ يترك المرء فيه عياله. وحجّ يهتم فيه بعيال الله. حجّ يتعرّف فيه المؤمن على الناس ليصادقهم. وحجّ يتعرّف فيه على النفس ليقاطعها. حجّ يسافر المؤمن فيه إلى بيت الله بجسده. وحجّ يقيم بيت الله في روحه. حجّ إلى الكعبة ينتهي. وحجّ من الكعبة يبتدئ. حجّ يلبس فيه الحاج لباس الإحرام.وحجّ يلبس فيه لباس التقوى. حجّ يطلب فيه مقام إبراهيم، ليصلي فيه. وحجّ يطلب فيه إبراهيم، ليقتدي به. حجّ يهرول فيه المرء في المسعى. وحجّ يعرج فيه إلى السما. حجّ يطلب الحاج فيه مِنى. وحجّ يترك فيه ما تمنّى. حجّ يطلب المرء فيه الدار. وحجّ يبحث فيه عن الديّار. حجّ يعود المرء منه ليقول: لم أر ربّي. وحجّ يعود منه ليقول: لم أكن لأعبد ربّاً لم أره. حجّ يترك المرء فيه الفسوق والعصيان في حين الإحرام. وحجّ يترك فيه المعاصي في جميع الأيام. حجّ يقف الحاج فيه بمنى ليطلب من الله رحمته. وحجّ يقف فيه ليستلم منه جائزته.
اكتشاف الموطن
في الحج أنت غريب بين الأحبة، وقريب في الغربة، فمع أنك بعيد عن أهلك ودارك، إلاّ أنك تشعر أنك في وطنك.. ففي الحج تكتشف موطنك الحقيقي، لأنّ من يكون مع الله لن يكون في غربة، فالإيمان هو الوطن، والوطن ليس ما تكون فيه، بل ما يكون فيك. ففي الحج تكتشف أن لا شيء غير الإيمان يستحق السُكنى فيه، أو السكون معه، أو السَكن إليه.
أمر مختلف
في الحج تفقد الألوان، معناها. وتفقد الامتيازات، قيمتها.وتفقد الوجوه، تميّزها .فالعمائم والتيجان تتساقط على الأرض، أو يخفيها أصحابها كأنها «عار» عليهم، لا «فخار» لهم. ففي الحج يتساوى الناس أمام الله كأسنان المشط. ومايميّزهم ليس ما يُرى بالعين، بل ما لا تراه العيون.الامتياز هنا فيما لا يُرى، وفيما لا يُقال، وفيما لا يُوصف.هنا أمر مختلف عن كلّ أسفارك، فأنت في كلّ رحلاتك خلال العام تبحث عن شيء يرتبط بمصالحك أوملذاتك، إلاّ ما يرتبط بقلبك.أمّا هنا فأنت تبحث عن شيء واحد هو ما يرتبط بقلبك، وتهمل كل ما عداه .
|
|