قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الاعتراف بالحق
علي عبدالهادي
نشاهد الأحداث المتوالية في العالم، والعاقل من يتخذ منها دروساً وعبراً حتى لا يقع في مثل ما وقعوا، فتكون ردة الفعل مساوية له بالمقدار، بل قد تفوق، ومغايرة ومخالفة للاتجاه، فلا بد حتى تستقر الأوضاع أن تكون مبادرات الاصلاح سريعة يلمسها الناس حتى تعود الثقة المفقودة وتطمئن النفوس، بل ويُغلق الباب أمام من يريد للبلاد عدم الاستقرار والتقدم. وهو علامة على القوة، فالاعتراف بالخطأ والرجوع الى الحق علامتا القوة، والعناد والاصرار على الباطل وحماية الفساد والتبرير الممل للفشل وسوء الاداء، دليل على الضعف وفقدان الحجة.
ولا بد من الاسراع في معالجة الخطأ بدل تركه يتبلور ويكبر ويستخدمه كل شخص حسب ما يريد ويهوى، ولا بد من المساواة والعدالة في ادارة شؤون الحكم وتوزيع الثروات وفي تطبيق القانون والدستور بدل تطبيقه او تفصيله حسب المزاج والمصالح السياسية الخاصة..
كلمات قليلة اسأل الله أن تصل الى من بيدهم الأمر ليباشروا سريعا بالاصلاح الفعلي والتنمية الجدية والبعد عن سياسة الترضية والبحث عن الاعذار لتجاوز الموقف من دون الحرص على الوقوف على الخلل والاعتراف به واصلاحه.
ونصيحة لمن اُعطي شيئاً من المسؤولية في البلد أن يحرص كل الحرص على عدم الاستخفاف بعقول الناس بتكذيب حق أو التقليل من مهم أو السخرية به وكأنه أمر تافه، والامثلة التي وقعت على هذا كثيرة لا مجال لذكرها، فنحن في زمان وعي الناس للأمور لم يكن كالسابق، فوسائل الاتصال بلغت مكانة لا يمكن أن يقول أحد عنها الا أن الاعتراف بالحق خير من أن تُكشف الحقائق بوقت سواء قرُبَ او بَعُد، فتكون بيد جوقة من الكذابين او الشامتين. .
والله المستعان.