ظاهرة
|
*حسن الحسني
بعد ثلاثة عقود...
"الخريف" يولد شتاءً "غاضباً"!
ـ قال زميلي (وهو يستعرض بحماس بالغ يوميات ثورة الشعب المصري(: اين خالد الاسلامبولي؟ اين "خريف الغضب" للكاتب المصري حسنين هيكل!؟
ـ قلت له: الى اين ترمي؟
ـ قال: هل نسيت شعارات الضابط المصري الذي وجه بندقيّته صوب "رجل السلام" مع اسرائيل انور السادات وأرداه قتيلاً في الاستعراض العسكري مطلع الثمانينات والى جانبه جُرح حسني مبارك ولكنه نجا من الموت..
ـ قلت: ياترى.. وهل ترى ان مبارك بعد تلك الواقعة التي رافقت انتصار الثورة الإسلامية في إيران، سوف ينجو...؟!
ـ قال: والعجيب، هذه الايام نعيش الذكرى الواحدة والثلاثين لانتصار ثورة الخميني في إيران، والتي عبّر عنها حسني هيكل بـ "مدافع آيات الله ".
ـ قلت: في اعتقادك، هل سوف يكتب هيكل عن ثورة شعب مصر كتاباً تحت عنوان "شتاء الغضب" بعد كتابة "خريف الغضب"؟!
ـ قال: حسنين هيكل لازال ـ مع الاسف ـ كالكثير من زملائه لم يعرفوا حقائق ومغزى هوّية ومقومات الامّة، فلم يتمكن فهم حقيقة أهداف انتفاضة خالد الاسلامبولي ضد "عميل اسرائيل" انور السادات، ولو فهمها حقاً لكان يفهم اليوم سرّ انضمام أبناء الجيش المصري الى الضابط المقدام خالد الاسلامبولي وحركته التاريخية.
ـ قلت: بالتأكيد. فلا حسنين هيكل ولا النظم العلمانية ولا الغرب قد عرفوا مرتكزات شعوبنا المسلمة.. ان الغرب وعملاؤه يجيدون فن المكر والخداع، وهذا لم ولن يغيّر الحقائق، بل مجرد يؤخر وقت كشف الحقيقة.
ـ قال: اذاً.. بعد ثلاثة عقود عرف الشعب المصري حقيقة منهج وفكر خالد الاسلامبولي ـ لأن الشعوب عادة تتأخر في فهم مغزى الاحداث وذلك لانشغالها بهموم العيش ـ
ـ قلت: ليس فقط الشعب المصري، بل قبله كذلك الشعب التونسي فهم ان الذين دعمهم الغرب أمثال زين العابدين بن علي هم الارهابيون وليس"الشيخ راشد الغنوشي" زعيم حركة الاتجاه الاسلامي (النهضة سابقاً)، بعد ان وجّه الغرب التهم الرخيصة ضد الاسلاميين أمثال جهة الانقاذ التي فازت بأغلبية ساحقة في الانتخابات الجزائرية.
ـ قال: أفهم ان الغرب خاف ان تقع ثورات اسلامية متوافقة في الروح والشعارات مع ثورة السيد الخميني فقمع كافة الحريات الاسلامية واتهمهم بـ(الارهابيين)، واليوم انكشفت الحقيقة مَن هو الارهابي الحقيقي؟!
ـ قلت: لايخفى، ان دور اسرائيل في اذلال الكرامة الاسلامية والعربية والفلسطينية ومحاصرة غزة وضرب المقاومة، في مقابل صمت وتأييد هذه الدول العربية لهذا الاذلال، فضلاً عن الفقر والبطالة والتخلف العلمي والتقني، كان ولا يزال له الأثر الاكبر في تحريك الشارع الشعبي.
ـ قال: أفهم من كلامك، ان الحبل على الجرار وسوف تلتهب الشوارع في كافة البلدان العربية التي أسهمت في اذلال شعوبها في مقابل عنجهية الصهاينة.
ـ قلت: ولكن، اليوم يواصل أصحاب المكر السابق الذين خدعوا شعوبنا وجعلوا من الضحية ارهابياً ومن الحاكم الجلاّد ضحية، سوف يواصلون مكرهم لتركيب قيادات وتلبيسها لتهدئة الشارع التونسي والمصري و... ليسرقوا جهود وجهاد شعوبنا.
ـ قال: اين العراق وحكومته المتنافسة على الكراسي ازاء مايحدث في مصر؟
ـ قلت: انها "قلقة" فباتت لم تستعجل في توجية الدعوات للمشاركة في القمة العربية للرؤساء، لأنها لا تعرف مَن منهم سوف يبقى او يغادر الكرسي!!
ـ قال: وهل تعتبر حكومتنا في العراق من الذي يجري ؟ ام ان الشارع العراقي عقيم الولادة تجاه ازمات الامن والخدمات والصراع السياسي و...؟
ـ قلت: كفى بسقوط صدام عبرةً لهم، واذا لم يعتبروا وفكّروا في ان يكون حزبهم " عصابة سياسية" حاكمة بالوراثة.. فالشارع العراقي بالمرصاد!!
|
|