الاربعين.. ارقام قياسية وامثلة فريدة للنبل والعطاء والولاء قدمها الشعب العراقي
كربلاء المقدسة.. (أمم متحدة) ضمت ممثلين من اكثر من خمسين بلداً
|
بحق كانت كربلاء الحسين عليه السلام، على مدى الاسابيع الماضية، عراقا (كبيرا) وليس مصغرا، بل (أمم متحدة) للايمان والعزيمة والاخلاق والحيوية والولاء، قدمت اروع الصور والنماذج بممثليها من الحشد المليوني الذي ضم شتى الجنسيات والبلدان، والطبقات والاعمار من كبار السن الى الشباب وصولا الى الاطفال والرضع، نساءً ورجالاَ.. وقد اعرب زوار من بلدان عربية واجنبية، بينها الجزائر ومصر ودول الخليج، وآخرون قدموا من شمال افريقيا، واوربا وامريكا الشمالية واسيا، اعربوا في احاديث لـ"الهدى" عن انبهارهم واعجابهم الكبير بروح البذل والعطاء والتواضع والاخلاق العالية التي لمسوها من الشعب العراقي خلال نحو ثلاثة اسابيع عايشوا فيها مختلف طبقات والوان الطيف العراقي بعد قدومهم لإحياء زيارة اربعين الامام الحسين عليه السلام. وأكد بعضهم انهم يستغربون كيف يستطيع هذا الشعب الذي يواجه الارهاب و يعاني ظروفا صعبة لاسيما في الجانب الاقتصادي والأمني، من تقديم هذا الكم الهائل وغير المسبوق، نوعا وحجما، من الخدمات التطوعية، بالاضافة الى روح الآلفة والتعاون التي تسود كل هذه الجموع المليونية القادمة من اقصى البقاع مشيا على الاقدام، معتبرين أن هذا يدل بلا ادنى شك على مدى ولاء هؤلاء الناس وتمسكهم بقيم الامام الحسين (عليه السلام) ونهضته التي تتسع تموجاتها عاما بعد أخر منطلقة من العراق و كربلاء خاصة، نحو العالم اجمع. وقدرت مصادر متعددة، رسمية، ودينية، واهلية، أن جموع الزائرين في الاربعينية ربما يكون قد تجاوزهذا العام 15 مليون زائر على مدى نحو ثلاثة اسابيع، بينهم نحو 500 الف زائر ومئات المواكب، قدموا من خارج العراق من اكثر من 50 بلدا من جميع قارات العالم، فضلا عن مشاركة اناس من اديان وطوائف ومذاهب مختلفة. كما سيرت الحشود الزاحفة، الاف المواكب، ونصب الاهالي الاف اخرى منها وقدموا في جميع انحاء البلاد افضل الخدمات على مختلف الطرق والازقة، وعلى مدى مئات الكيلوا مترات. وبهذه الكثافة البشرية من الزحف والتزاحم، سجل الشعب العراقي، وتسجل كربلاء المقدسة، صورة فريدة في العالم كله من حيث هذا التجمع المليوني الذي احتشد لزيارة الامام الحسين عليه السلام ولمبايعة الله ورسوله واهل البيت عليهم السلام للثبات على القيم التي دعا اليها الاسلام في الاخوة والسلم الاجتماعي والرفض لكل انواع الظلم ومصادرة الحقوق.
وبالتزامن مع زيارة الاربعين، ذكرت مصادر من محافظة واسط ان عددا من الأشخاص الراغبين باشهار اسلامهم عبروا الحدود العراقية من منفذ بدرة الحدودي متوجهين الى كربلاء المقدسة والنجف الأشرف يبلغ عددهم 530 شخصا وهم من سبع وأربعين دولة. في حين سبقهم الدكتور الألماني (كيرهارد شنايدر) من جامعة هامبروغ الالمانية، لاشهار اسلامه في الروضة الحسينية، واكد شنايدر الذي اصبح اسمه (حسن) في تصريحات للصحفين بالمناسبة انه طالع كثيرا عن الاديان بما في ذلك الدين الاسلامي، مما جعله يستنير بهدى الاسلام ورسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم واله الاطهار. وكان شنايدر قد وصل كربلاء المقدسة على راس وفد من جامعة هامبروغ الالمانية لتوقيع مذكرة تفاهم مع جامعة كربلاء لارسال البعثات الدراسية للطلبة والاطباء العراقيين الى جامعة هامبوغ الالمانية.وقال ان هذه زيارته الثانية للعراق وهي جاءت خصيصة لاشهار اسلامه موضحا انه عندما دخل الصحن الحسيني الشريف قبل هذا اللقاء "احس باحساس غريب لم يشعر به من قبل"واضاف "انني عندما رايت حشودا من الزائرين يقطعون آلاف الكيلو مترات لاجل وصول هذا المقام احسست انني قريب جدا من هذا الدين وهذه العقيدة فاحببت ان ادخل الى الاسلام عن طريق هذه العقيدة التي لمست قلبي قبل تفكيري"
|
|