قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الحكومة والبرلمان 2011
عشنا سنوات (مرّت) كانت عصيبة ازدادت حدتها ( بالخصوص خلال العام الماضي 2010 منذ الانتخابات ولغاية 9 اشهر على الاقل) واشتد صخبها للدرجة التي أشغلتنا عن الكثير من القضايا المهمة وعن أولويات، كان يفترض أن يجتهد الجميع ( حكومة ونوابا بالدرجة الاولى) ) في صياغتها وجدولتها. ولسنا هنا في مجال التقليل من الاهمية التي قد يراها البعض في الحراك السياسي الصاخب ، بل ندعو نواب الشعب في البرلمان الجديد والمسؤولين في الحكومة الجديدة، لأن يجعلوا العام الجديد 2011 نقطة فاصلة بين ما قبله وما بعده، وألا يجهدوا انفسهم والشعب والوطن بفتح ابواب جديدة على من العرقلة والخلافات والصراع والتناحر والبحث عما يعمق الخصومة ويزيد من حدة التشرذم، وما يزيد من مشاعر الحزن والاحباط وخيبة الامل بين الناس..
عليهم جميعا أن يعملوا بكل جدية وان يركزوا في حواراتهم ونقاشاتهم ومفاصل عملهم ومهامهم على المستقبل بعيدا عن نكأ الجراح و نبش الماضي القريب فيما بينهم، وان ينشغاوا بالخطة وبرنامج عمل البرلمان و الحكومة ومراجعة نقدية شفافة لما تم انجازه وماتم الاخفاق فيه، ومايجب ومايأمله وينتظره الناس من انجازات ملموسة تخفف عن كاهلهم وتحقق ولو جزءا من تطلعاتهم .. وكل ذلك ياطلب منهم قراءة فاحصة للواقع، وللسنوات الاربع الماضية، والاربع المقبلة، ومايجب تنفيذه وتحقيقه من خطط عمل وتنمية..والأهم ان يفتحوا عقولهم وقلوبنهم على طموحات المواطنين والوطن ليشرعوا نوافذ الفكر والعمل على آفاق المستقبل .
ان الفرصة بلا ادنى شك مواتية لتحقيق كل ذلك واكثر، وكل ما يحتاجه الامر هو العزم الجاد على الخروج من الحالة المؤسفة التي عشناها خلال بضع السنوات الماضية، الى توحيد الكلمة ورص الصفوف. ولنوصد الابواب امام اي دعوة لتهييج الحلافات والصراعات السياسية، ولأي مسعى يدعو للدوران في حلقات التأزيم المتتابعة التي أنهكت الوطن وأحبطت المواطنين وأضاعت الفرص. نحن في حاجة للعمل الجاد الذي من خلاله نحقق مطلب البناء والاعمار( للانسان والمكان معا) وتوفير الخدمات، وتفعيل وتطبيق الكثير من بنود الدستور التي تؤكد على حق حوقو الناس، وندفع بالمسيرة الديمقراطية للامام لتصبح حقا نموذجا يحتذى، ولن يتم ذلك مالم نحقق التنمية التي يستحقها الوطن والمواطنون.
ولنتفائل .. بأن يكون عام 2011 عام الانجاز والعمل حقا، وألا يشغلنا الصراع والجدل.. وكل ذاك متوقف طبعا على مدى الارادة والنية الصادقة لدى الساسة والمسؤولين في البلاد في كلا السلطتين، التنفيذية والتسريعية، وهم يتحملون امام الله والتأريخ والشعب كامل المسؤولية..