قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
السلطات لم تتحل خطبته فاستدعاه(الأمير) للتحقيق والتعهد بعدم الحديث في السياسة !؟
إمام جمعة العوامية بالسعودية: الإرادة الشعبية هي الطريق لنيل الحقوق والكرامة
الهدى/ علي القطيفي:
أخضعت السلطات في إمارة المنطقة الشرقية في السعودية إمام وخطيب جمعة العوامية بالقطيف سماحة الشيخ عباس السعيد للتحقيق عقب خطبته في صلاةالجمعة الفائتة، والتي تحدث فيها عن الاوضاع في تونس ومصر ، والاستقرار السياسي في دول المنطقة وتأكيده على أن الإرادة الشعبية هي الطريق للتحرر و لنيل الحقوق والكرامة، و دعوته الشعوب والمجتمعات المضطهدة إلى التحرر من الخوف . و تم استدعاء الشيخ السعيد من قبل نائب أمير المنطقة الامير جلوي بن عبدالعزيز للقاءه ، حيث طلب منه( بعد اللوم الشديد) التوقيع على تعهد بعدم الخوض في مثل هذه المواضيع مستقبلاً. وأرجع مراقبون إخضاع الشيخ السعيد للتحقيق والتعهد لخشية الإمارة من الإستفادة من أحداث خارجية للضغط الداخلي خصوصاً وأن حالة المطالبة بالحريات والديموقراطية تنتقل من بلد لآخر بشكل لم يسبق وأن شهده العالم العربي قبلاً.
وكان الشيخ السعيد قد دعا في حطبته الشعوب والمجتمعات المضطهدة إلى "تجاوز حجب الخوف واليأس"، موضحاً أن "الإرادة الشعبية هي طريقها لنيل حقوقها وكرامتها" . وأشار إلى أن "الإرادة الشعبية قادرة على أن تصنع المعجزات، متى ما تحررت من ثقافة الخوف التي تمنع الشعوب من السعي لنيل حقوقها". وانتقد أمام جمع من المصلين في مسجد الإمام الحسين (ع) بالعوامية "الوعي الشعبي الدارج الذي يختزل الحقوق والكرامة في خصوص الحقوق المادية"، موضحاً أن "أي انتقاصٍ لشيء من الحقوق الطبيعية هو انتهاكٌ لكرامة الإنسان". وأضاف أن "الوعي الاجتماعي لقيمة الكرامة هو الذي يشعل الإرادة الشعبية ويمدها بالحرارة والامتداد" مستشهداً بالشعب المصري والتونسي "الذي اشتعلت إرادته بحثاً عن حقوقه وكرامته". وتابع أن هذا المشهد لا يختص بهاتين الدولتين، وإنما هو "مشهد قد يتكرر متى ما تكررت الأسباب والظروف"، ودعا السعيد الحكام والشعوب إلى "الاعتبار بحوادث التاريخ والحاضر، والتبصر بسنة الله سبحانه، حيث جعل الله الأيام دول". وفي سياق حديثه عن أسباب الاستقرار السياسي، أوضح بأنه "لا ينبغي التعويل على الأجهزة الأمنية أو على صناعة الخوف والإكثار من الممنوعات والإجراءات الردعية في حفظ الاستقرار السياسي". وتابع بأن "مجرد الوعود أو الإصلاحات السطحية لا تكفي لامتصاص غضب الشعوب". وأشار إلى أن "الاستقرار ينبغي أن يستند على إرادة الشعوب لا على أساس إرادة خارجية"، موضحاً بأن الدول الغربية "هي أول من سيتبرأ ممن تسميهم بـالدول الصديقة حينما ينفرط عليها العقد في الداخل". و أن "الاستقرار يتحقق من خلال ثقة الشعب بالنظام، الأمر الذي لا يتحقق إلا من خلال الاستجابة إلى تطلعات الشعب ومطالبه" وأضاف بأن الأنظمة السياسية "بحاجة إلى المصالحة مع الإرادة الشعبية لا الاصطدام معها" موضحاَ أن "الشعب الذي ينال حقوقه كاملة، ويشارك في صنع خياراته السياسية، من الطبيعي أنه يتمسك بنظامه السياسي". وأشار الشيخ السعيد إلى أن "الشعوب لا تنتفض على الأنظمة السياسية، إلا حينما تقودها الأنظمة إلى اليأس والإحباط". مؤكداً أن "الاستقرار له دعائمه وأسبابه العميقة"وقال إن "عدم وجود الإصلاحات الحقيقية الشاملة لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما تخبئه الأيام القادمة".