( حياة قلم لم يمت )
المؤرخ السيد حسين ابن السيد احمد الابرقي النجفي المعروف بـ( السيد حسون البراقي )
|
قراءة :
علي حسن علوان الجنابي/باحث وكاتب
عن دار البراقي للطباعة والنشر والتحقيق في النجف الأشرف صدرت الطبعة الأولى من كتاب ( حياة قلم لم يمت ) والذي هو عبارة عن ترجمة مفصلة لسيرة حياة وآثار المؤرخ الشهير السيد حسين ابن السيد احمد الابرقي النجفي المعروف ب(السيد حسون البراقي) 1266هـ -1332هـ ، لسماحة العلامة المحقق السيد محمود المقدس الغريفي (دام ظله)، يقع الكتاب في مجلد حوى (350) صفحة من القطع الوزيري ، تضمنت الصفحات من (1-4) عنوان الكتاب وهويته، فيما تضمنت الصفحات من (5-8) على مقدمة المؤلف والتي أجاب فيها على التساؤلات الممكن طرحها، عن ماهية سبب الاهتمام والكتابة عن المترجم له - رحمه الله - وما الهدف من فهرست مصنفاته وذكر آثاره ، فأجاب المؤلف بان إعداد هذا البحث كان لحاجة في نفس يعقوب قضاها ، وكذلك لتناثر وانتشار ما خلفه المترجم له من آثاره المعرفية والثقافية و التاريخية في المكتبات العامة والخاصة وغيرها من الحواضر العلمية والأدبية ، وما حوته مكتباتها وشخصياتها ، فضاع منها ما ضاع ، لذا جاء هذا الفهرست منضماً ومبوباً لمصنفات المترجم له وما خلفه من آثار معرفية جمة.
وفي الصفحات من (9-20) تحدث المؤلف عن المترجم له اسماً ونسباً ولقباً ، أما الصفحات من (21-25) فقد حوت تاريخ ولادته وكيفية نشأته وما صاحبها من ظروف قاسية وتحصيله الدراسي وتدرجه في طلب العلم والمعرفة ، وفي الصفحات من (27-37) تحدث المؤلف عن سيرة المترجم له ونزر من أحواله العامة وواقعه الاجتماعي المليء بقساوة الحياة بكل تفاصيلها في ذلك العصر المعروف بشيوع الفقر والبطالة وتفشي الأوبئة والأمراض وانتشار الجهل والتخلف، فيما تحدث في الصفحات من (39-49) عن بعض معالم شخصية المترجم له بقلم من عرف فضله وعاصره كالشيخ محمد رضا الشبيبي (1889-1965م) والسيد محسن الأمين العاملي (1282-1371هـ) والشيخ أغا بزرك الطهراني (1293-1389هـ) والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء (1294-1373هـ) والشيخ محمد رضا المظفر(1322-1383هـ) والشيخ محمد هادي الاميني (1355-1422هـ) والسيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي (1315-1411هـ) (رحمهم الله) وغيرهم.
وفي الصفحات من (51-60) تحدث المؤلف عن أسلوب المترجم له ومنهجه في التأليف وطريقة كتابته التي تمحورت في شتى العلوم وسائر المعارف والتي منها تاريخ البلدان والحواضر الإسلامية والسير والمغازي ، ولاسيما سيرة أهل البيت عليهم السلام وأولادهم والذراري ، وما يحوط ذلك من سلاسل الأنساب والمنازل ، وعلوم الفقه والعقائد ، وتراجم الرجال ومعارفهم ، وتحديد القبور وتشخيصها، وتمييز الألقاب وشهرتها ، وتاريخ الشعوب والقبائل ، فيما ضمت الصفحات من (61-67) تاريخ هجرته من النجف الأشرف وما صاحبها بسبب ضيق المعاش وكثرة العيال ، وكذلك تحدث المؤلف عن وفاته وتاريخها ، ثم عرض نماذج مصورة من خط المترجم له وختمه وصورة لقبره ضمتها الصفحات من (69-74) ثم تطرق المؤلف مسهباً عن مصنفات المترجم له وآثاره في الصفحات من (75-326) وقد أسهب المؤلف شرحاً لهذا الموضوع والذي قسمه على ثلاثة أقسام هي :
القسم الأول: مصنفاته ومؤلفاته ، حوتها الصفحات من ( 78-197). فعرضها عرضا جميلا بعد تثبيت اسم الكتاب ، وموارد نسبته إليه ، وذكر شيء عن أحواله ، وإذا عثر على أصل المخطوطة، ذكر مكان وجودها وصفاتها ، ثم عرج على ذكر شي من المقدمة والخاتمة ، وتوقف عند الكثير ليعلق التعليق المناسب .
القسم الثاني: منتخباته ومختصراته، حوتها الصفحات من (199-238) . وقد رتبها المؤلف في هذا الباب ، لغرض فرز الكتب والمؤلفات الشخصية عن كتب الآخرين ، والتي نسخها المترجم له بخط يده ، وقد أورد نبذة عن كل كتاب انتخب منه آو اختصره المترجم له من كتب الفهارس للاطلاع على هوية الكتاب ومحتواه ، ومعرفة مدى أهميته .
القسم الثالث: منتسخاته ومنقولاته ، ضمتها الصفحات من ( 239-326) . فمن الأعمال الاحترافية في عصر المترجم له وما قبله ، هي عملية نسخ الكتب، والتي تحتاج إلى صبر ودقة ، واحتياط وورع ، وجودة الخط وحسنه ، وهذه العملية مارسها جملة من أهل العلم والمعرفة ، رغبة منهم في نشر العلم ، أو احتفاظاً بكتاب لندرته وصعوبة الحصول عليه ، أو لأهميته وفائدته ، أو ارتقاء بمستواهم ألمعاشي على سبيل الصناعة والحرفة ، وفي عملية نسخ الكتب دلالة واضحة على نباهة الناسخ وثقافته ، وعمق اهتمامه ومعرفته ، ودرايته في اختيار الكتب القيمة والموضوعات المهمة ، وتتبعه في انتقاء النسخ الجيدة التي يستنسخها من غيرها ، وقد اهتم المترجم له بها ملياً ، والتي أخذت دوراً مهما في حياته وجهده وثقافته ، فقد أسهب المؤلف في الحديث عن هذا الجانب بشكل موسع ولائق .
وقد رتب المؤلف جميع الكتب في الأقسام الثلاثة الأنفة الذكر على نسق حروف المعجم العربية ، وفي الصفحة (327) تحدث المؤلف في آخر المطاف، عن ما عثر عليه واهتدى إليه، وفي الصفحات من (329-332) تحدث المؤلف عن مكتبة المترجم له وما حوته من ذخائر الكتب وكنوز المعرفة ، فيما ضمت الصفحات من (333-338) على قائمة بالمصادر والمراجع التي اعتمد عليها المؤلف في تصنيفه لهذا الكتاب والتي حوت على أربعين مصدراً ، وضمت الصفحات من (339-348) الفهرس لمواضيع الكتاب ، فيما تضمنت الصفحتان (349-350) جدولا بإصدارات سماحة السيد المؤلف.
ومن خلال تجوالنا بين أروقة البحث لمسنا كيف أغنت الجهود الواضحة لمصنفات ومؤلفات السيد البراقي المكتبة العربية والاسلامية ، وأصبحت فيما بعد طرقاً معبدة للكثير من المواضيع التي دون فيها ، وأحاط نظره عليها ، ولملم شواردها ، بعد جمع المتفرقات ورسم الحدود ، فكان رائداً في الغوص في مناجمها ، مما هو بغية الدارسين والباحثين ، لما تتمتع به من تدوين أحداث العصر بوقائعه الخطيرة وأحداثه الغريبة والجديدة وما يدور في فلكها مما جرى في تلك البلدان وأزمانها ، مما لانجده في كثير من المصادر والمراجع .
لقد أضاف المؤلف بكتابه الرائع هذا إلى المكتبة العربية كتاباً مهما لايستغنى عنه طالب العلم والباحث والمتتبع في حقل التراجم والسير والفهرس
يذكر أن سماحة السيد المؤلف، هو نجل سماحة حجة الإسلام والمسلمين شيخ علماء بغداد ونقيب أشرافها السيد الشهيد كمال الدين المقدس الغريفي (1360- 1426هـ) ، وله العديد من المؤلفات القيمة والتي تبحث في شتى علوم الشريعة الإسلامية ، وهو من فضلاء الحوزة العلمية ومن رجال البحث والتحقيق المعروفين لدى الأوساط العلمية .
|
|