الهدى – خاص ..
قال استاذ الحوزة العلمية، سماحة الشيخ علاء الكعبي، ان السعادة الحقيقية لا تتحقق السعادة في متع الدنيا، بل في اتصال الروح بالله، وتجديد الإيمان، والاستعداد للتضحية في سبيل الله، مما يجعل التضحية جزءًا من رحلة الإيمان نحو السعادة والفلاح.
واضاف الشيخ الكعبي خلال استضافته في الندوة الأسبوعية التي تقيمها حوزة الإمام القائم المنتظر عجل الله فرجه الشريف، ان التضحية والإيمان، والوصول إلى الإيمان الحقيقي يتطلب التضحية في سبيل الله، إذ يعد العطاء والتضحية انعكاسًا للإخلاص لله.
واستهل سماحته محاضرته التي حملت عنوان (أبعاد التضحية في تحقيق نهضة الأمة)، بقول الله تعالى سورة المؤمنون: بسم الله الرحمن الرحيم (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ.)).
وفي تعقيبه على مجموعة بصائر التي حوتها هذه الآيات المباركة، اشار الى الإيمان والفلاحن موضحا حول ذلك ان الآية الكريمة تبدأ بتأكيد فلاح المؤمنين، وتطرح التساؤل حول مفهوم السعادة وهل تتحقق بإشباع الشهوات الدنيوية أم من خلال الإيمان بالله.
وفيما يتعلق بامثلة من التضحيةن في الايات الكريمة، أوضح يانها قُدمت أمثلة على التضحية مثل امرأة فرعون التي ضحت بحياتها من أجل إيمانها، والسيدة أم البنين التي ضحت بأبنائها حبًا في خدمة الإسلام.
وبين ان التطلع إلى الآخرة، حيث السعادة الأبدية هي في الآخرة، فلا ألم ولا حزن هناك، ولذلك يسعى المؤمنون لتحقيق رضا الله كغاية أسمى، معتبرين التضحية جزءًا من سعيهم للسعادة الحقيقية.
وعن جوهر الإيمان، لفت سماحة الشيخ علاء الكعبي، الى ان الإيمان الحقيقي لا يقتصر على أداء العبادات، بل يتطلب التزامًا عميقًا، واستعدادًا للتضحية والبذل، مما يعكس الصدق في عبادة الله.
وتابع ان في تلك الايات ايضا أمثلة على التضحية في التاريخ، فقد تجسدت التضحية والعطاء في سير الأنبياء وأهل البيت والصحابة والتابعين، الذين قدموا أمثلة رائدة للعطاء من أجل الحقن مضيفا ان التضحية في سبيل الحق جسدها الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه في كربلاء، فهم مثالاً للتضحية الحقيقية والإيمان العميق، حيث قدموا أرواحهم نصرةً للحق ولإعلاء كلمة الله.
وتحخدث حول التضحية والإيثار في سبيل الله، مشيرا في ذلك الى أم البنين عليها السلام والتي قدمت مثالًا للتضحية والإيثار، حيث كرست حياتها لخدمة بيت علي عليه السلام وأبناء فاطمة الزهراء، مظهرةً تواضعها وشجاعتها.
وختم محاضرته في ندوة حوزة الإمام القائم المنتظر عجل الله فرجه الشريفن الاسبوعية، بالتطرق الى أثر التربية على الأبناءن حيث انعكست تضحيات أم البنين على شخصية ابنها العباس عليه السلام، الذي جسد أسمى معاني الشجاعة والتضحية في يوم عاشوراء، مما جعله رمزًا للإخلاص والولاء.