رأي

عاشوراء العالمية

هذا ليس من بُناة افكارنا لتنباهى بأن عشوراء لها طابع عالمي، فقد كان العالم في عاشوراء سنة 61للهجرة، ومنذ الساعات الاولى للمواجهة بين الحق والباطل، كان حاضراً بالتنوع الديني (وهب المسيحي)، والعرقي (جون العبد)، والرجل الطاعن في السن، والرجل الشاب، والمرأة والفتاة، وحتى الطفل، بل والحيوان! (فرس الإمام الحسين).

حضر العالم ليشهد المطالبة العتيدة عبر التاريخ بالحرية، والكرامة الانسانية، والأمن، والسلام، والعدل، فوجدها بأروع صورها لكن! مضمّخة بالدماء، فهاجت الأحزان وانسابت الدموع انهاراً في مشارق الارض ومغاربها، وانطلق المضطهدون والمظلومون رافعي رايات تلك المطالب الحضارية والانسانية من جديد لتكون لهم الأمل الكبير لتغيير واقعهم السيئ.

إن قطعة قماش مكتوب عليها: “ياحسين” في وديان كشمير، أوفي أعالي التبت، او في غابات افريقيا، او في سهول افغانستان، وايضاً؛ بين أزقة “دولة البحرين”! تمثل باباً كبيرة للأمل تفوق في صورتها الذهنية أبواب قصور الاباطرة والقياصرة في تاريخ العالم، في نفس الوقت تشكل خطراً ماحقاً على الحكام المتسربلين لباس يزيد وابن زياد والشمر، وهم –ربما- لا يشعرون، هذا فضلاً عن سائر الفعاليات الحسينية التي نتابع اخبارها في هذا البلد او ذاك بالعالم، وكيف أن المؤمنين والموالين لأهل البيت، عليهم السلام، يتسارعون لإقامتها في هذه الايام، وايضاً في مناسبة الاربعين. 

📌من يريد أن يعرف أن نهضة الامام الحسين ليست محدودة بمدينة صغيرة، وبعض الطقوس والفعاليات في ظروف مشجعة للغاية، عليه إلقاء نظرة الى فعاليات أولئك الأبطال الغيارى في بلدان يطبق عليها الحقد الأموي الموروث والمتجسد حالياً في بعض الحكام

فمن يريد أن يعرف أن نهضة الامام الحسين ليست محدودة بمدينة صغيرة، وبعض الطقوس والفعاليات في ظروف مشجعة للغاية، عليه إلقاء نظرة الى فعاليات أولئك الأبطال الغيارى في بلدان يطبق عليها الحقد الأموي الموروث والمتجسد حالياً في بعض الحكام.

صرخة تلك المرأة المؤمنة في جمهورية اذربيجان سمعها المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي، كما ننشر اخبار الاعتقالات في البحرين للخطباء والرواديد واجبارهم على التوقيع على شروط حكومية خاصة لاستذكار قضية الامام الحسين! بيد اننا لا نعلم بما يجري في الهند، وفي كشمير، وفي افغانستان، وفي افريقيا وبعض البلاد العربية وغير العربية يشهد فيها المؤمنون مضايقات واستفزازات من جهات حكومية او غير حكومية تشعر بالخطر من التطبيق الحقيقي لتلك القيم والمبادئ التي نادى بها الامام الحسين واستشهد من اجلها في كربلاء.

إن نصب البوسترات واللافتات المذكرة باخواننا المؤمنين في البلاد المأزومة طائفياً، على واجهة الهيئات والتكايا والمواكب ستكون وثيقة تضامن للوقت الحاضر وللتاريخ، وسينظر اليها الزائرون من تلك البلاد ايام الاربعين بعين الفخر والاعتزاز، علماً إن هذا العمل بالاساس لا يرتجى منه الشكر كونه مجرد تطبيق لإحدى تعاليم النبي الأكرم في تعزيز أواصر الوحدة بين المسلمين؛ “مثل المسلمين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه جزءٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى”.

عن المؤلف

محمد علي جواد تقي

اترك تعليقا