مناسبات

زيارة الأربعين من علامات المؤمن الخمس

الحديث عن زيارة الأربعين حديث عن حالة خاصة وظاهرة ليست عفوية الحدوث بل نجدها حدثا قد أكد عليه أأمتنا عليهم السلام في الكثير من الأحاديث التي يظهر منها أهمية وعظمة هذا الزيارة وهذا الحدث التاريخي المهم، حتى أنها وكما ورد في رواية عن الامام أبي محمد العسكري، عليه السلام.

📌 زيارة الأربعين هي زيارة متعلقة بالإمام الحسين، عليه السلام، وحادثة استشهاده، وهذا يظهر منه ان المسير في هذه الزيارة وتفعيلها بأي شكل من الإشكال التي لا تتعارض مع قيمة وأهداف هذه التضحية

أنها من علامات المؤمن، يقول عليه السلام: “علامات المؤمن خمس صلاة أحدى والخمسين وزيارة الأربعين و التختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم“، وهذا التكريم وهذه الأهمية لم يأتِ اعتباطاً لو ألتفتنا الى الحديث ذاته، بل نجد كل علامات المؤمن الأخرى يتوقف وجودها بل يتعطل دورها إلا من خلال تفعيل هذه الزيارة المهمه ويكن ذلك من أمور:

  1. ان زيارة الأربعين هي زيارة متعلقة بالإمام الحسين، عليه السلام، وحادثة استشهاده، وهذا يظهر منه ان المسير في هذه الزيارة وتفعيلها بأي شكل من الإشكال التي لا تتعارض مع قيمة وأهداف هذه التضحية، وذلك يعد تأكيداً وتأييداً لما قدمه الإمام الحسين، عليه السلام، من خلال هذه التضحية العظيمة التي على أساسها بقي الدين محفوظا من التشوه والانحراف والتحريف.
  2.  أن غاية الدين، وغاية إيمان الفرد هو التفاني بحب الله ـ سبحانه ـ الذي أكد على حرية وكرامة الإنسان فكل علامات المؤمن لم يعد لها نفعا امام التخاذل وأمام القبول بالذل وأمام الرضا بالمنكر، و هذه الزيارة وجودها بمثابة الاستنكار الواضح والإخبار الصريح بالمطالبة بالحرية والكرامة من خلال الوقوف عند قبر هذا الشهيد وزيارته والمساهمة في ذلك بأي شكلٍ من الإشكال.
  3. في زيارة الأربعين يكون كل فرد مسؤول في إيصال هذه الرسالة العظيمة التي قدمها أو خطها الإمام الحسين، عليه السلام بدمه الشريف الى الأجيال المتعاقبة، وبذلك يكون قد أدى أمانته ودوره ومسؤوليته في الحفاظ على علامات المؤمن الأخرى.
  4. ما ورد في زيارة الأربعين عن الإمام الحسين، عليه السلام: “فأعذر في الدعاء، ومنح النصح وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة”، فالاستحقاق جاء نتيجة هذا الفناء ونتيجة هذه التضحية التي تفسر أن الاسلام دين العمل، وأن علامات المؤمن الأخرى؛ كصلاة أحدى والخمسين و التختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم بلا عمل فلا قيمة لها.

📌 في زيارة الأربعين يكون كل فرد مسؤول في إيصال هذه الرسالة العظيمة التي قدمها أو خطها الإمام الحسين، عليه السلام بدمه الشريف الى الأجيال المتعاقبة

ومن ذلك نجد أن زيارة الإمام الحسين، عليه السلام، في يوم الأربعين من الزيارات المخصوصة التي لها من الأهمية ما يظهر قيمة التضحية التي قدمها الإمام ولها من الدور ما يشكل وتداً قوياً لتثبيت دعامة الدين والمذهب، فالعمل بكل ما يمكن على إحيائها والمساهمة في تقديم ما يُيسر هذه الشعيرة التي تعدل كفتها كفة كل علامات المؤمن الأخرى.


المصدر

أثار زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، تأليف وإصدار مدرسة القران والعترة.

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

اترك تعليقا