بأقلامکم

الحجاب وأبعاده الاجتماعية والأخلاقية

{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}. (سورة النور).

في هذه الآية الكريمة من سورة النور التي من خلالها وضّح الله  ــ تعالى ــ الحجاب وحدوده ومن هم المسموح بأظهار الزينة أمامهم وماهي  الزينة المقصود بها وماهو هو الحجاب الذي يريده الله وماذا يريد به من منفعة للمراه والمجتمع.

 ونحن في دوامة من التمدن والثقافات الدخيلة التي بدات تجرف اغلب نسائنا إلى الانفتاح والانكشاف والتنصل من الحجاب شيئا فشيئا، وحقيقة هذا جزء من عمل خارجي حاله حال اي حرب فكرية ثقافية عقائدية ولا ننكر ان هذه الحروب والتقاليد الدخيلة.

الحجاب الإسلامي الشرعي هو ان تستر المرأة جميع بدنها وأما الوجه والكفان فيجب سترهما اذا كان في الوجه أو اليد زينة، أو كان هناك ناظر ينظر إليهما بلذه أو ريبة أو كان هناك خوف من الوقوع في الفتنة.

🔺 أوجب الله الحجاب على المرأة حفاظا عليها من سراق الأعراض فهي جوهرة ثمينة يهتم بها المجتمع الإسلامي ويحاول بشتى الطرق ان يجعلها مربية للأجيال المؤمنة

يجب على المرأة ان لا تظهر زينتها للاجانب من الرجال، ولا يجوز لبس الحجاب للزينة وإثارة الآخرين، و موجود والكثير من بناتنا يرتدين الحجاب الذي يعد بحد ذاته زينة.

  •  لماذا الحجاب؟

أوجب الله الحجاب على المرأة حفاظا عليها من سراق الأعراض فهي جوهرة ثمينة يهتم بها المجتمع الإسلامي ويحاول بشتى الطرق ان يجعلها مربية للأجيال المؤمنة، فهي تعتبر نصف المجتمع بل اكثر، لذلك يحافظ عليها الإسلام كما يحافظ صاحب الكنز والجواهر على جواهره من السراق .

اما المرأة التي لا تعتمد عليها ولايهتم بها الإسلام فتلك المرأة السافرة التي ينظر إليها الجميع كما ينظر الناس إلى الفستان المعروض للجميع في واجهة المحل، فهذه المرأة في الشارع لا تحافظ على نفسها ولا على حجابها فهي حجارة يدوسها الجميع لا جوهرة محفوظة من الاعين ويرغب إليها الجميع وتشتري بأغلى الأثمان.

 وحتى الرجل الذي يبحث عن اللذة الحرام من النساء غير المحجبات بحجاب إسلامي كامل، لكنه اذا أراد الزواج من امرأة يبحث عنها في البيوت المستورة ولا يبحث عنها في الشارع، لانه يريدها مربية لاطفاله، لا مفسدة لاخلاقهم.

  • حقيقة  الحجاب الإسلامي

ستر البدن وهل فقط ستر البدن يكفي؟

  • عدم الميوعة في التصرفات: ما بالك محجبة وهي ترقص بنص الشباب بمنتهى الميوعة لتشهد للناس ان هذه الشهادة نزلتها للحضيض دون أن ترفعها .
  • عدم التعطر للاجانب: العطر للمرأة طبعا من المحرمات لانه يجلب التلذذ والفتنة.
  • عدم لبس الحجاب المزين لأنه يجذب الآخرين.
  • عدم التصرف بأي تصرف خلاف الأخلاق الحميدة.

هناك هدف سامٍ من الحجاب وهو حماية المرأة وسد المنافذ أمام عملية استغلالها واستدراجها نحو السقوط في مستنقع الرذيلة، وتحويلها إلى أداة لتمييع المجتمع من حولها وبالتالي تدميره.

  • لماذا المرأة فقط ؟

الحقيقة لا يمكن أن نتجنبها ويفهمها كل عاقل منصف ان سبب تخصيص الستر بالمرأة فحسب يعود إلى خصوصيتها الجسمية والعاطفية، فجانب الأغراء لدى المرأة أقوى منه لدى الرجل بدرجة عالية.

 فكفاءة المرأة من ناحية الاثارة عالية جدا ثم ان لديها نزوعا غريزيا للظهور بمظهر جميل، ومن هنا تكون الزينة والتزيّن من خصوصيات المرأة بالدرجة الأولى ان لم يكن مقتصر عليها .

إن هذه الخصوصية الطبيعية في المرأة والتي تجعل منها اقدر على كسب الرجل واثارته، هي التي جعلت الإسلام الحنيف يعالج هذا الموضوع بالستر، إذ ليس من الطبيعي ان يطلب من الرجل ان يستتر كما تستتر هي في حالة لا يملك الرجل على العموم خصوصية الاثارة.

إحدى المفكرات الغربيات طرحت هذا الموضوع حيث قالت: “نحتاج إلى الحجاب لحل الكثير من المشاكل التي نعاني منها والتي ادت إلى الوقوع في المفاسد الاخلاقية التي أصبحت تؤثر على نظام الدوله وتهدد امنها واستقرارها وتهدر اموالها وتهدد هذه المشاكل التي سببها عدم الحجاب إلى زوال الحضاره الغربية”.

  • سوء فهم الحجاب

حقيقة هنالك سوء فهم للحجاب، و عن تجربة ذاتية وجدت الحجاب يضيف هيبه قوة شخصية احترام اضافه للجمال الخفي الذي ينبع من رضا الله .

الحجاب في ميادينه المختلفة لا يمنع المرأة من الثقافة وطلب العلم والتميز بكل المجالات، و لا يمنع الحجاب عن ابداء الرأي والتعبير ابدا ولايمنعها من الثروة والتملك.

🔺 الحقيقة لا يمكن أن نتجنبها ويفهمها كل عاقل منصف ان سبب تخصيص الستر بالمرأة فحسب يعود إلى خصوصيتها الجسمية والعاطفية، فجانب الأغراء لدى المرأة أقوى منه لدى الرجل بدرجة عالية

وكذلك لا يمنع المرأةَ من العمل لكنه يمنع العمل ان يكون سبب لتدميرها، وتدمير اسرتها وبالتالي تدمير المجتمع، لكن إذا توافر في العمل الطريقة الاسلامية الصحيحة في التعامل بين المرأة والرجل فلا مانع من ذلك.

و الحجاب امر يتعلق فقط بحشمة المرأة وعفتها وكرامتها وطهارة تعاملها مع من حولها من الناس.

اذن؛ الحجاب يقوّي شخصيةَ المرأة الحجاب الإسلامي الصحيح والكامل يزيد من قيمة شخصية المرأة ويرفع من مكانتها في المجتمع.

ولنا أمثلة في نساء محجبات يحدثنا التاريخ عن بطولاتهن وتضحياتهن ومواقفهن في بناء المجتمع ووضع أساسه؛ فهذه السيده خديجة، عليها السلام، زوجة الرسول، صلى الله عليه وآله، بذلت كل ما تملك لنصرة الدين الحق والوقوف إلى جانب زوجها النبي الأكرم، صلى الله عليه وآله، حتى قال:  ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب”.

 ومدحها الرسول الأكرم في مواقف عديدة ومما قال عنها: “صدقتني إذ كذبني الناس وواستني في مالها إذ حرمني الناس”.

وهذه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، عليها السلام، لاتزال كلماتها المدافعة عن الدين مدويةً يتناقلها الناس إلى هذا الزمان، وموقف بطولي آخر من شريكة الإمام الحسين، عليه السلام، في كربلاء زينب بنت امير المؤمنين عليه السلام، فقد تبنّت هذه المجاهدة مهمة الإعلام وشرح ثورة الإمام الحسين، عليها السلام، بعد استشهاده واستطاعت ان تقلب الأمور على الظالمين وتحوّل نصرهم إلى عار وهزيمة.

هذه النسوة وغيرهن مارسن العمل العبادي والانساني، والاعلامي، والجهادي، واصبحن رموزاً على مر التأريخ مع شدة التحفظ والعفة والحجاب.

عن المؤلف

آمنة الأسدي

اترك تعليقا