قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

فضائيات الأطفال ومسؤولية الآباء
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة عبد الستار جابر الكعبي
من خلال مطالعتي لأغلب المقالات في صحافتنا المحلية، لم أجد موضوعاً يعالج مسألة مشاهدة الأطفال الى الفضائيات المخصصة لهم من أقطار الأرض لا من الناحية الإيجابية ولا من الناحية السلبية إلا ما ندر، وما يخص مسؤولية توجيه وتربية الأطفال وما يقع على عاتق الآباء، فلا بد من أن يراقبوا سلوكيات أطفالهم من خلال ما يسمح به الوقت عندهم، وبالواقع فإن وسائل الإعلام في هذه الفضائيات يستخدمون كلمة (ثقافة) وبالمعنى الذي يكون كذلك في معظم الكتابات (الإنثروبولوجية) والذي يقصد به بوجه عام إسلوب الحياة السائد في المجتمع، وقد يفرض على المجتمع أنماطاً جديدة من السلوك والقيم الإجتماعية والأخلاقية لم تكن سائدة من قبل، ونحن في مجتمعنا الذي يختلف بمزاياه وقيمه العريقة،حيث نسعى الى تأصيل الهوية الإسلامية وترسيخ مبادئ وقيم القرآن الكريم وما جاء به نبينا المصطفى محمد (ص) وسارت عليه عترته الطاهرة، ونحن نلاحظ بلا شك في وقتنا الحاضر الى الإنسان المسلم والعربي بوجه خاص وننظر الى الآفاق المستقبلية والمتغيرات التي تحصل من وراء ذلك والتشويش لأذهان الأطفال، فعليه يجب علينا لا من الناحية الشرعية فقط ولكن من النواحي الأخلاقية والاجتماعية، الاهتمام بالأطفال وخاصة من الآباء والأمهات والتربويين وعلماء النفس و المسؤولين عن مؤسساتنا الثقافية والاجتماعية لأنها تتعلق بمصير أجيالنا المقبلة، وقد وضح الاستاذ بهاء الدين الزهوي مبدأ أعمار الأطفال وتقبل أذهانهم لما يعرض في الفضائيات من برامج تختص بالطفل، ومما جاء به بأن الأطفال ما بين سن الثالثة والسادسة يعيش في هذه المرحلة في عالم أسرته بأشخاصها المحيطة به، وعالم اللعب التي يقتنيها، والحيوانات الأليفة والطيور التي يشاهدها وفي هذه المرحلة يعدّ الإيقاع والتكرار من عوامل الاستمتاع بالنسبة إليه، كما تجذب انتباههم الأسماء المضحكة والغريبة والحيوانات التي تتقمص شخصيات انسانية، وأن الأطفال ما بين السادسة والتاسعة يكونون أكثر انجذاباً للشخصيات الخيالية، ويستطيعون التركيز مدة أطول على أحداث أكثر تركيباً وتعقيداً تتضح فيها خطوط الصراع، بينما الأطفال ما بين التاسعة والثانية عشرة يكون ميلهم الى مسرحيات الشخصيات الواقعية أو الأسطورية التي تحقق أعمالاً بطولية ويبدأ اهتمامهم بالموضوعات التاريخية، أما الذين ما بين الثانية عشرة والخامسة عشرة يظهرون نوعاً من التعطش للشخصيات والمعاني المثالية ويتوافر لديهم قدرة الاستجابة للمواقف التهكمية والحوار الساخن بعد تنامي حصيلتهم اللغوية، ولو رجعنا الى التحليل العلمي الدقيق لمراحل نمو الطفل، فإننا نجد ان هذا التقويم المتعارف عليه عالمياً سليم ودقيق، ولكن السؤال الهام الذي يعنينا هو: هل استطعنا أن نلبي احتياجات كل عمر من أعمار اطفالنا طبقاً للخصائص النفسية والمنحى العقلي والوجداني والاجتماعي لكل مرحلة؟ فلذا علينا ا لنجاح لا الفشل في معاونة أطفالنا على التطور والنمو السليم والأمر يحتاج الى برامج من فضائيات إسلامية وكتاب يلمون إلماماً واسعاً بعلم تربية الطفل وبالحقائق (السيكولوجية) التي تكشف من واقع الدراسات الشاملة لعلماء النفس.