الكهرباء: رفع الاسعار لايكفي.. لدينا "الاعدام" أيضا !؟
تريد الاحتجاج ؟: إمشِ "حافياً" على أسلاك الضغط العالي !
|
لجأ احدهم، إلى تسلق عمود كهرباء حافي القدمين، والسير على أسلاك الضغط العالي مسافة 100 متر، وذلك للفت الانتباه إلى معاناة سكان قريته من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي !.
وهذا طبعا ليس لدينا، فالكهرباء متوفرة والحمد لله، وقد مللنا من دوامها، الى درجة اننا "نتمنى" أن تخطىء الوزارة يوما، فتقوم بقطعها ولو لدقائق، على الاقل لـ"الصيانة والادامة" !، او لتبدل "الوقود" الذي تشكو الوزارة بفيضانه عن الحاجة، وتطالب وزارة النفط دائما بالتخفيف او القطع "المبرمج" للامدادات التي توفرها للكهرباء !، الى درجة تثير تساؤلات المواطن عن السبب الذي يدفع وزارة الكهرباء " المنورة" لأن "تفسد" علاقة الود و"الدهن والدبس" مع "ضرتها" النفط "المدلهمة" !.ولأنه لا توجد "اعذار" ومبررات "جاهزة" و"بالجيب" تدفع لقطع تدفق شلال الكهرباء، لاسيما ونحن نمر بموجة " تجمد" صيفي مفاجىء، فإن البعض تبرع بأن يتم "تجاوز" واسع على الشبكة، لكنه تردد في اللحظات الاخيرة، لأنه قرأ تصريحات "كهربائية" من بعض المسؤولون، تهدده بدفع "اضعاف" سعر التسعيرة، لتصل الى نصف مليون دينار او اكثر، ويبدو ان هذا التهديد كان خفيفا، فتمت المسارعة الى التهديد بـعقوبات خول مجلس الوزراء الوزارة بتطبيقها على المتجاوزين على الشبكة "الوطنية" تصل في اقصاها الى حدّ "الاعدام"!؟. وفق المادة 197 من قانون العقوبات (الفقرة الاولى)، بحسب تصريح تناقلته وسائل الاعلام، الاثنين الماضي، للناطق الاعلامي للوزارة ابراهيم زيدان.
وبالعودة الى الماشي على اسلاك الضغط العالي "حافي" القدمين"، فهو ليس مزحة، بل حقيقة، وقعت قبل يومين، حيث قام السعودي محمد معيض القحطاني في احد قرى عسير بجنوب السعودية بتسلق عمود كهرباء حافي القدمين، والسير على أسلاك الضغط العالي مسافة 100 متر، وذلك للفت الانتباه إلى معاناة سكان قريته " تهامة قحطان " من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي. ورغم خطورة الموقف والموت المحقق الذي يتعرض له في كل مرة يعتلي فيها عمود الكهرباء وعودة التيار المفاجئ، فإنه برّر فعلته بأنها "احتجاج صادق" على "معاناة السكان المستمرة مع انقطاع التيار، وطول المدة التي يقضيها الأهالي من دون كهرباء، والوقت الذي تستغرقه الشركة في إعادة التيار" وأضاف: " الأهالي سئموا انقطاع التيار المتكرر، والذي ينتج عنه في الأغلب خسائر مادية ومعنوية". وقبل أن نختم : الا يبدو كلام هذا السعودي عن الكهرباء وكأنه يعيش في قرية "عراقية" !؟.
وردا على الحادثة عزا المدير التنفيذي لشركة الكهرباء علي بن صالح البراك، أسباب انقطاع الكهرباء خلال الأيام الماضية، إلى الأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف الرعدية والسيول والعواصف الترابية التي شهدتها المنطقة. ومرة اخرى: الا تبدو اعذار هذا المسؤول، وكأنها "عراقية" أيضا!؟، نعم في اثنين فقط "العواصف الترابية والامطار" فهي استعملت عندنا أيضا، أما السيول، فلا يمكن مقارنتها الا بـ"سيول" مماثلة لدينا، ولكنها "سيول الوعود" التي باتت ممملة ومقرفة !.. والتي بدأ المواطن يتمنى من كل قلبه أن "يتوقف" المسؤولين عن اطلاقها، رحمة بالشعب، وحفاظا على كرامة وماء وجه المسؤول وماتبقى من صدقيته !.
ومع ذلك كله، واذا كان لابد من تقدير موقف المسؤول، واعطائه بعض الحق في عدم القدرة على تحقيق الوعود وتوفير الخدمة، ربما لاسباب خارجة عن قدرته، و غير معروفة للناس، الا أن عدم اطلاق تصريحات ووعود لا يتم انجازها بالتأكيد أفضل واسلم من تكرارها ! اليس كذلك؟. وهنا ويرى بعض المراقبين، أن من حق الوزارة (الكهرباء) او اي ادارة عامة في الدولة، السعي الى تطبيق القانون، ومنع التجاوز على الحق والصالح العام، ولكن قبل ذلك، و الاهم، أن تقوم بنشر التوعية والثقافة حقوقية العامة، بطريقة ايجابية سلسلة ومؤثرة اولاً، وثانيا تقديم نموذج لـ"الوفاء بالوعود" والبرامج والمشاريع، وأداء المسؤولية الملقاة على عاتقها بكفاءة ونزاهة لتوفير القدر الكافي من الخدمة للمواطن تشجعه على عدم القيام او التفكير في "التجاوز" للحصول على تلك الخدمة.. مايغني هذه الوزارة او تلك عن التهديد بـ"رفع جنوني" لاسعار خدمتها، فضلا عن "الاعدام"، وهي بالمناسبة العقوبة التي طالما يتساءل المواطن عن سرّ "الافراط" في "عدم تطبيقها" على مئات الارهابيين القتلة الذين سلم كثير منهم الى "بلدان المنشأ"!، التي قدموا منها، او لا يزالون في السجون ينتظرون الافراج عنهم، والغريب أن كبار القادة الامنيين والساسة لايتورعون عن الاعتراف و"الشكوى" من أن الارهابيين الذين يحضون بـ"منح ومكرمة" الافراج، عادوا أشد إرهابا ودموية، ونفذوا عمليات تفجير وقتل جماعي للابرياء..!؟
|
|