الحكومة والقابلة المأذونة
|
حامد الحمراني
في لقاء لها متلفز هو الاول بعد انقطاع دام خمسة اشهر وخمسة ايام وسبع ساعات، حذرت ام صبحي القوى السياسية والكتل الفائزة والخاسرة والمعترضة والراضية بالانتخابات التي مضى عليها نحو ستة اشهر وسبعة ايام واربع ساعات، حذرت من تشكيل الحكومة في الشهر الثامن بالذات، فيما سمحت بتشكيلها في الشهر السابع او التاسع من عمر المفاوضات بعد الانتخابات التي جرت في اذار الماضي.
وقد كان لتحذير ام صبحي هذا ردود افعال كثيرة وكبيرة في الاوساط السياسية وخاصة الادارة الامريكية التي اخذت هذا التحذير على محمل الجد وعقدت جلسة طارئة بعنوان (ام صبحي والشهرالسياسي) لمعرفة جدية هذه التصريحات من مزاحه وما علاقة الاشهر بتشكيل الحكومة .
ومعروف ان ام صبحي لم تكن يوما من الايام معادية للعملية السياسية او انها ترغب في اجهاضها ،ولكنها لم تعول كثيرا على تشكيل الحكومة بعد الاحباط الذي انتابها مؤخرا، وبالتالي فعندها سيان ان تشكلت او اختلفت او سب بعضها بعضا .
لكن الارقام التي اوردتها في تصريحاتها المقتضبة والتي اشارت فيها انها تخاف على الحكومة اذا ولدت في الشهر السابع كما سمتها (سبيعية) والثامن (ثمينية) قابلته اغلب الاوساط بالرفض حيث قالوا انه لا يمت الى العلم السياسي المعاصر بصلة ما عدا وسائل الاعلام التي (عايزه كنازه تشبع فيها رقص) استقبلت هذه التصريحات بمزيد من التسليط والتحليل والتهريج .
وام صبحي بعيدة عن استفزاز السياسيين وقوائمهم، ولم تعترض على تاخير تشكيل الحكومة او تفسيرات المحكمة الاتحادية حول الاكثرية، وهي فوق هذا كله تؤمن بالحداثة ولكنها تقول ان ما ورد من تحذيرات خاضع للعلم البايلوجي الاخلاقي وليس التوافقي السياسي .
واضافت في مؤتمرها التوضيحي الذي اقامته في مستشفى الولادة بالكرادة وسط بغداد وحضرته اغلب الامهات، ان ولادة الحكومة مثل ولادة الطفل وان الشهر السابع يحمل معه ارهاصات مخيفة تحتاج الى رعاية خاصة (خدج) لان اعضائه لم تكن مكتملة بايلوجيا ودستوريا وسيكون عرضة للتقلبات الاقليمية والخارجية وفي كل الاحوال سيتكون ولادته عن طريق عملية جراحية يشترك فيها الطب الامريكي والنفط العربي والتفخيخ السياسي !!!
اما الشهر الثامن ـ والكلام لام صبحي ـ فان الحكومة تولد ميتة خاصة بعد انقطاع التيار الكهربائي حيث يولد الجنين وقلبه وضميره متعلق بـ(المولدة) لا اقصد بها القابلة الماذونة، وانما اقصد المولدة الكهربائية غير الماذونة.
ام صبحي وامام غباء اسئلة المراسلين واستفساراتهم التي تقول انها سخيفة قالت غاضبة : ليس المهم المولود الذي لا نعرف تفاصيله ومستقبله او انه سياتي ام لا، وانما المهم الحفاظ على (امه العظيمة) التي ان ماتت لا سامح الله ؛ فلا حكومة ولا عملية سياسية ولا بطيخ.
|
|