ظاهرة
|
(الموبايل) نعمة..
و(السنّ الأزرق).. أليس كذلك؟!
ـ قال زميلي: لقد قرأت تحقيقاً عن مؤسسة الشباب العراقي قبل فترة تحت عنوان (تحقيق عن ظاهرة في مجتمع الشباب الكربلائي)..
ـ قلت (مقاطعاً): هل الظاهرة أخلاقية؟ وهل مرتبطة في كربلاء المقدسة فقط؟
ـ قال: نعم.. انها مرتبطة بالموبايل وتداعياته وآثاره، وانها لا ترتبط في كربلاء، بل في كل العراق، وان المؤسسة هذه ـ فرع كربلاء ـ قامت بهذا التحقيق.
ـ قلت: ماذا يقول هذا التحقيق؟
ـ قال: يقول هذا التحقيق: (هذا الجهاز الذي جاء نعمة من نعم الله علينا ليسهّل الاتصال ويقرّب المسافات ويختصر الزمن خصوصا في اجواء ندر فيها الأمان حيث إنك تستطيع ان تطمئن على جميع من يهمّك أمرهم بدقيقة واحدة، الا ان هذا الجهاز (الموبايل) حوّلناه الى وحش يفتك بنا ويهدم مجتمعنا فتحول الى غول يبطش بالمال والأخلاق والحياء.. خصوصاً ونحن الذين نملك خبرة طويلة في صناعة الدكتاتور وصناعة الآلهة المصطنعة.. حولنا النعمة الى وحش يدمّر أبنائنا.. لا أتحدث هنا عن خطورة امتلاك المراهق للجوّال دون توعية من قبل أهله بإيجابياته وسلبياته فحسب وإنما نصل الى ماذا فعلنا في الاجراءات الاجتماعية؟ ما خططنا كآباء ومربّين تجاه حماية أبناءنا من التلوّث الفكري للجوال؟.. لست مع منع المراهقين من استخدام الجوال ولكن مع وضع آليات تشذيب لما فيه.. نعم انه الاستخدام الخاطئ للموبايل وبعض ميزاته مثل (البلوتوث) هذه التقنية التي طالما تساءلت عن سبب تسميتها (بلوتوث) والتي تعني (الأنياب الزرقاء) التي تبين لي أخيراً معناها من خلال ممارساتنا..)..
ـ قلت (مقاطعاً): معلوماتي ان سبب تسمية (بلوتوث) ليست (السن الأزرق) او (الأنياب الزرقاء) بل (هارالد بلوتوث) هو اسم الملك العاشر من ملوك الدنمارك، وقد كان له السبق في طرح موضوع وحدة الدول الاسكندنافية، وبما ان (الموبايل) هو صناعة اسكندنافية منذ البدء فتكريما وتعريفا له ولأجيالنا تم تسمية (بلوتوث) على هذه الخدمة بهدف التواصل مع الآخرين.
ـ قال: أحسنت، ولكن لو استمعت لبعض أجزاء التحقيق لطالبت بتغيير اسم هذا الملك المسكين عن هذه الخدمة!
ـ قلت: وكيف؟
ـ قال: يقول التقرير: (بعد استطلاع خطير وجريء لنا شمل عينات كبيرة من الشباب في كربلاء ضمن مجموعة من المدارس المتوسطة والثانوية ومكاتب الموبايل وبعض الشرائح المهمة من الأوساط الشبابية وجدنا انتشار واستفحال (المقاطع الاباحية) والصور الجنسية في موبايلات الشباب.. ان مؤسستنا أرسلت كتاباً الى السيد المحافظ عرضت فيه المشكلة وطالبت فيه بأن تقوم الحكومة بواجبها، فبادر مكتب السيد المحافظ (مشكوراً) الى الاستعلام عن بعض المقترحات لحل المشكلة.. الا ان في كربلاء اليوم اخوتنا من الأجهزة الأمنية يبادرون الى تفتيش موبايلات الشباب، لكن الظاهر انهم يبحثون عن شيء آخر غير الذي نتحدث عنه الآن.. فهم يعتبرون هذه (المقاطع الإباحية) حرية شخصية اما صور وأناشيد بعض الرموز السياسية والدينية فهي المحظورة وهي التي يعاقب عليها القانون..!!
ـ قلت: بحاجة الى وقفة تربوية تاريخية من قبل الجميع، لأن الكل مسؤول.. ولات حين مندم!
|
|