ركزوا على الحل وليس المشكلة
|
فيصل محمد
عندما بدأت وكالة الفضاء الأميركية) ناسا (قبل سنين مضت تجهز لرحلات الفضاء الخارجي لكن واجهتها مشكلة هي عدم استطاعة رواد الفضاء استخدام أقلام الحبر، بسبب انعدام الجاذبية، وعدم خروج الحبر من الأقلام، فماذا فعلوا؟.
قاموا بدراسات وأبحاث استمرت عشر سنوات وكلفت الوكالة أكثر من 12 مليون دولار ليطوروا قلماً يمكن استخدامه في الكتابة داخل مركبات الفضاء، وعلى أي سطح أملس وفي درجات حرارة تصل إلى 300 درجة مئوية.
أما علماء الاتحاد السوفيتي، فعندما واجهتهم المشكلة نفسها، فإنهم ببساطة قرروا استخدام أقلام الرصاص كبديل عن أقلام الحبر، وبلا دراسات وبلا صرف فلوس.
العلماء الروس ركزوا على حل المشكلة وليس على المشكلة نفسها كما فعل علماء (ناسا)، فكان الحل سريعاً وبأقل تكلفة.
مسؤولونا ـ مع الفارق ـ لا يختلفون كثيراً عن نظرائهم الأميركان في وكالة الفضاء الأميركية، فكل مشكلة عندنا يتم طبخها وغليها وشويها من قبل لجان واجتماعات لا اول لها ولا آخر، ليس لحلها ولكن لمعرفة من يلام عليها ومن استفاد منها ومن تسبب بها، ومن شارك فيها،و...، وكم لجنة إضافية نحتاج إليها.
أما حل المشكلة، فيأتي (إن أتى)، متأخراً، بعد أن تبلغ الأضرار قمتها. ولنا في هذا المجال ألف مثال ومثال والف تجربة و تجربة.
وإلى أن يكون عندنا مسؤولون يفكرون في حل المشكلة قبل التفكير في كيفية الاستفادة منها فما علينا إلا الصبر والدعاء.
|
|