قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
سماحة المرجع المُدرّسي"دام ظله" في كلمته الاسبوعية:
طريق الخروج من الفتن يبدأ بمعرفة الله تعالى ثم ممارسة المسؤولية وتشخيص القيادات الصالحة
أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" أن التمادي في الخلاف او "الصراع على المناصب" لم ولن يفيد ويخدم الشعب والبلد ولا أيا من الاشخاص والقوى، و أن الصراع لايمكن أن يسمى "تنافسا" وأن هذا التنافس أيضا يجب أن يكون في الخيرات والمسارعة اليها والاهداف صالحة ومشروعة، وليس لغير ذلك من الاهواء والمصالح الشخصية والفئوية. واشار سماحته في جانب من كلمته الاسبوعية التي القاها على حشد من الوفود والضيوف من الزائرين، بمكتبه في كربلاء المقدسة، الى ضرورة وجود ماوصفها بـ"خارطة طريق للخروج من دوامة الازمات و الفتن، وبالذات سحب الفتن العامة التي تخيم على الامة بين فترة واخرى"،، وأن ذلك يبدأ من ضرورة أن يجرد الانسان نفسه عن مؤثرات المحيط السلبي والاهواء ليفكر ويعي كل منّا "مسؤوليته" ويتحملها ويمارس دوره الايجابي المطلوب .
واوضح سماحته أن ربنا سبحانه في الكثير من آيات القرآن الكريم يذكّرنا بأن الطريق للخروج من الفتن والازمات إنما يكون بمعرفته تعالى واليقين بأنه المهيمن والرقيب، ومن ثم فإن هذه المعرفة يترتب عليها تحملنا للمسؤولية التي تؤدي بنا نحو معالجة الازمات والخروج من الفتن سالمين، حيث يقول تعالى : (وقفوهم انهم مسؤولون ). وتابع بالقول : فنحن اذا عرفنا الله عرفنا اننا مسؤولون امامه، و تحملنا هذه المسؤولية، ونعرف اننا فردا فردا سنقف امامه للحساب والسؤال، حيث لاينفع ولايجدي هنالك كذب ولادجل ونفاق وتبرير (بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره) لذا فإننا لو وصلنا الى هذه المعرفة فأننا بالنتيجة نتشبع وعيا وارادة ويتحلى كل فرد بالمسؤولية التي على عاتقه، ثم البحث عمن يتحمل المسؤولية مثله، فالتفتيش عن القيادات التي يمكن ان تؤدي هذا الدور الهام، وهي التي تكون حجة بالحق والعدل وليس بأمتلاك امكانيات او سيطرة على حكم وماشابه. مبينا ان ممارسة هذه المسؤولية في الصلاح والاصلاح من قبل الانسان مهما علا او قل شأنه ومنصبه، تنطلق من اننا يجب : ان نراقب ربنا في قلوبنا وننقيها مما يكتنفها من وساوس واهواء، وجوارحنا وسلوكياتنا من تنجرف وراء التهمة والغيبة وسوء الظن وغيرها من الانحرافات ..