ظاهرة
بعد الكهرباء.. هل أضحى قطاع السكن ورقة سياسية؟!
|
حسن الحسني
ـ قال زميلي (متسائلاً): ألا ترى ان الأراضي وتوزيعها وإحياء قطاع السكن في بلادنا أضحى (لغزاً) كـ(لغز) الكهرباء؟!
ـ قلت: تقصد عدم وجود الأراضي الموزعة ام الموزعة ولكن غير المشيدة.. أم...
ـ قال (مقاطعاً): أقصد؛ ذلك وغيره.. اي عدم توزيع الأراضي أو توزيعها في فترة وتوقفها، أو توزيعها على أوراق بيضاء (خارطة) للمواطنين ولكن من دون أي خدمات.. وكذلك ظاهرة التجاوز أو.. فألا ترى ان (القوم) جعلوا من الأراضي ضمن الأجندة السياسية للتنافس بين القوائم، كما هو حال الكهرباء؟
ـ قلت: يبدو تريد ان تقول شيئاً ولكن يصعب عليك ذلك او يخونك التعبير!
ـ قال: لي عدة أسئلة حائرة بحاجة الى إجابة سريعة، لأنها تعبّر عن معاناة المواطن الذي جعله المولى تعالى (في الارض خليفة) وصرحت الرواية الشريفة: (الأرض لمن أحياها) و(الناس شركاء في ثلاث؛ في الماء والمأوى، والمأكل).. فأقول: من (يحتكر) الأراضي؟..
ـ قلت (مقاطعاً): تقصد ان الحكومات هي التي تحتكر الأراضي من دون مسوّغ، أو الاحتكار يتم تحت رحمة (الروتين) فيلجأ المواطن مضطراً لما يسمى بـ(التجاوز)؟
ـ قال: بدأت أحس كما ان دولاً وشركات متعددة متورطة في العراق بعدم إيصال الكهرباء للعراقيين لجعل هذا القطاع جزءاً من (الأمن القومي)، الا اذا ارتأوا منح هذه الخدمة فحينها تتغير الأمور، والا لسمعنا من الأمريكان ولو بتصريح واحد بأهمية هذا القطاع للعراقيين، كذلك قطاع السكن فالكل يعلم ان قرار منح الأراضي بيد وزارات عراقية وأمانة رئاسة الوزراء، فرغم صيحات هيئات الاستثمار في محافظات العراق كافة بضرورة تحديد وتوزيع الأراضي، ولكن من دون جواب..
ـ قلت (مقاطعاً): تقصد، ان هناك جماعات وقوائم سياسية تؤخر توزيع الأراضي للمواطنين لحسابات سياسية؟
ـ قال: بالتأكيد.. كما ان الأمريكان لا نسمع منهم منذ غزوهم العراق 2003، ولحد الآن الا حديث (الأمن)، لأنه لا يهمهم سوى ذلك في العراق، فيبدو ان بعض (جماعتنا) وقعوا في هذا الفخ من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فبدأوا يؤخرون فتح ملف توزيع الأراضي وقبله الكهرباء إلا بعد تحقيق (أسطورة الأمن) المنشودة.
ـ قلت: يا ترى.. لماذا التأخير المتعمَّد وماذا يستفيدون ـ كما زعمت ـ؟
ـ قال: مع الأسف.. لقد (مرحَلوا) المسيرة السياسية في الحكم، فالأربع السنوات القادمة يرغبون ان يكونوا (أبطال) الخدمات والإعمار، لأن هذا هو المطلب الحقيقي للمواطن..
ـ قلت: تقصد؛ أنهم لم يوزعوا الأراضي وتسببوا في ظاهرة (التجاوز) من قبل الفقراء والمعوزين تعمداً..
ـ قال: مع الأسف.. هكذا حصل، عندما يكون (البقاء على الكرسي) هو الوسيلة الوحيدة لهوية المسؤول وأداء الواجب ولا غير!!
ـ قلت: أرجو ان لا نكون في (غفلة) عن أمرنا بسبب الهوى والهوس السياسي، أم نسينا كيف تعامل قدوتنا صوت العدالة الإنسانية علي أمير المؤمنين (ع) على الحكم والكرسي الدنيوي العاجل، حينما قال مخاطباً ابن عباس: (ان إمرتكم هذه أدنى من هذا النعل، إلا ان أقيم حقاً وأدحض باطلاً)..!!؟
|
|