قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

بناء شخصية الطفل .. رؤية في المنهج النبوي (2 ـ 2)
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة * الشيخ محمد علي الحرز
أبعاد المنهج النبوي:
أولاً: البعد الروحي
يقول رسول الله ( ص ) : (مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً)، ويقول : (علّموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعاً واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً ، وفرقوا بينهم في المضاجع)
ثانياً: البعد النفسي
عن الإمام الصادق عليه السلام : أنه قال : (صلى رسول الله ( ص ) بالناس الظهر فخفف في الركعتين الأخيرتين ، فلما أنصرف قال له الناس : هل حدث في الصلاة حدث؟ قال : وما ذاك ؟ فقال لهم : أما سمعتم صراخ الصبي؟!).
وكان من صفات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه يصافح الغني والفقير والصغير والكبير، ويسلم مبتدئاً على كل من استقبله من صغير أو كبير ، أسود أو أحمر ، حر أم عبد. وقد نقل عنه انه يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو ليسميه. فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله. فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين بال. فيقول (ص): لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله ، ثم يفرغ من دعائه أو تسميته فيبلغ سرور أهله ، ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم ، فإذا انصرفوا غسل ثوبه. و روي عن أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب ـ مرضعة الحسين عليه السلام ـ قالت : أخذ مني رسول الله ( ص ) حسيناً أيام رضاعه فحمله فأراق ماء على ثوبه ، فأخذته بعنف حتى بكى. فقال ( ص ) : مهلاً يا أم الفضل: إن هذه الإراقة ، الماء يطهرها ، فأي شيء يزيل هذا الغبار عن قلب الحسين؟!
ثالثاً: البعد الأسري
اهتم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالبعد الأسري في تربية الطفل والنشئ الجديد، وذلك بعدم اهمال أي جانب من جوانب الحياة الأسرية حيث يقول: (الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة). فعن البيئة المناسبة يقول: (خير بيوتكم بيت فيه يتيم تحسن إليه وشر بيوتكم بيت يساء إليه). و (من عال يتيماً حتى يستغني عنه اوجب الله بذلك الجنة). وعن إبراز مشاعر الحب جاء رجل إلى النبي ( ص ) فقال : ما قبلت صبياً قط. فلما ذهب، قال النبي ( ص ) :هذا الرجل عندنا من أهل النار! ويقول (صلى الله عليه وآله): (نظر الوالد إلى ولده حباً له عباده) وقال: (أكثروا من قبلة أولادكم ، فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة).
ويقول (صلى الله عليه وآله): (أحبوا الصبيان وارحموهم ، وإذا وعدتموهم فأوفوا لهم فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقونهم) وكان يقول : (إذا وعد أحدكم صبيه فلينجز).
وكان فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلام : (وارحم من أهلك الصغير و وقّر الكبير) وجاء في الحديث : كان النبي ( ص ) إذا أصبح مسح على رؤوس ولده.
وقال (صلى الله عليه وآله): (الهدية تورث المحبة)، ويؤكد المعنى بكلمة أخرى: (الهدية تفتح الباب المصمت).
ونهى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) عن الضرب: وقال: (لا تضربوا أطفالكم على بكائهم ، فإن بكاءهم أربعة أشهر شهادة أن لا إله إلا الله ، وأربعة أشهر الصلاة على النبي ، وأربعة أشهر الدعاء لوالديه).
وذات مرة نظر (صلى الله عليه وآله) إلى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الآخر ، فقال النبي : فهلاّ ساويت بينهما ؟ ويقول في العدل: (أعدلوا بين أولادكم ، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف). ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القبل) .ويقول : (من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كالحامل صدقة إلى قوم محاويج .. ثم يضيف الرسول قائلاً : ويبدأ بالإناث قبل الذكور).
رابعاً: البعد المعرفي
قال (صلى الله عليه وآله): (الولد سيد سبع سنين ، وعبد سبع سنين ، ووزير سبع سنين). ويفسر أمير المؤمنين الحديث بقوله: يرجى الصبي سبعاً ، ويؤدب سبعاً ، ويستخدم سبعاً. ويقول الإمام الصادق عليه السلام : (دع أبنك يلعب سبعا سنين ، ويؤدب سبعاً ، والزمه نفسك سبع سنين).
وذات يوم مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مجموعة من الأطفال ، وبعد أن نظر إليهم قال: ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم! فقيل : يا رسول الله من آبائهم؟ المشركين ؟ فقال: كلا.. بل من آبائهم المؤمنين، لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض ، وإذا تعلموا أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرض يسير من الدنيا ، فأنا منهم بريء.. وهم مني براء.
ويقول رسول الأعظم ( ص ) : إن المعلم إذا قال للصبي: (بسم الله) كتب الله له ، وللصبي ، ولوالديه براءة من النار). ويقول: (كلموا الناس على قدر عقولهم). وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أدبّوا أولادكم على ثلاث خصال : حبّ نبيكم ، وحبّ أهل بيته ، وقراءة القرآن)، وقال صلى الله عليه وآله : (مثل الذي يتعلم في صغره كالنقش على الحجر). وقال: (حفظ الغلام كالوسم على الحجر).
ويؤكد الرسول الأكرم هذا المعنى ليصل به إلى درجة الأمر: (مروا أولادكم بطلب العلم). وجعلها من موجبات الرحمة: (رحم الله عبداً أعان ولده على بره بالإحسان إليه والتآلف له وتعليمه ، وتأديبه). وقال: (من حق الولد على والده ثلاثة : يحسن اسمه ، ويعلمه الكتابة ، ويزوجه إذا بلغ).
ـــــــــــــ