حذّر من "أخطار" محيطة .. واعرب عن "تفاؤل" بانفراج وأتفاق قريبين بين الفرقاء
سماحة المرجع المُدرّسي": ايها المسؤولون تنازلوا و اجلسوا للحوار ولاتضيعوا أمانة الشعب والبلاد
|
الهدى/ كربلاء المقدسة:
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" السياسيين في البلاد، مجددا، الى احترام ارادة الشعب والوفاء له بالتعهدات والحفاظ على "امانة" اصواته، وادائها اليه ، من خلال الجلوس على مائدة الحوار للتوصل الى توافق و حلول جدية للوضع السياسي تسهم بالاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة وانعقاد البرلمان، لممارسة المسؤوليات والمهام الكبيرة المناطة بهم في ادارة وبناء البلاد، وتحقيق مايصبو اليه الشعب العراقي من خدمات وطموحات على اكثر من صعيد، واوضح أن "الاخطار تحدق بنا و تأتينا كالسحب"، و شدد على ضرورة أن يقوم كل من جانبه بتقديم تنازلات بسيطة للوصول الى نتيجة ، وعدم الاستمرار في الخلافات واشاعة اجواء التشنج وعدم الثقة، وتضييع الوقت والفرص المتاحة. معربا عن أمله وتفاؤله بأن تشهد الايام القليلة المقبلة عن توصل الفرقاء السياسيين في البلد الى حل وإتفاق بهذا الشأن.
جاء ذلك في جانب من كلمته الاسبوعية ، التي القاها سماحته عشية إحياء ذكرى شهادة فاطمة الزهراء (ع) ، بحضور حشود غفيرة من الوفود والزائرين وطلبة العلوم الدينية، في جامع الامام موسى الكاظم (ع) بمدينة كربلاء المقدسة. هذا وتناول سماحته في كلمته ، ذكرى شهادة الصديقة الزهراء عليها السلام، ودورها الرسالي في الأمة والحفاظ على الدين ورفض الظلم والانحراف، ومالاقته من المعاناة والمظالم بعد رحيل ابيها المصطفى (ص)، كما دعا الى التفكير في جعل يوم استشهاد ها عليها السلام، يوما عالميا للاسرة، لتعريف العالم اجمع بقيم الاسرة الاسلامية ، من خلال اسرة النور وبيت الرحمة الفاطمي، والاقتداء به.. كما شدد على ضرورة العودة الى القرآن الكريم وتعاليم ونهج الرسول (ص) وآهل البيت(ع) ، وامتدادا لهم ، المرجعيات الدينية، في حل المشاكل والخلافات عندما تواجه المجتمع، في شتى المجالات، لمعرفة البصائر الهادية الى الحلول والمعالجات، بدلا من الضياع والصراع و التخبط في الاهواء..
وبخصوص التطورات في البلاد ، قال سماحته انه " ليس هناك مشلكة في وجود تعددية او اختلاف، ولكن المشكلة أن يتحول الاختلاف الى ضياع الفرصة ، الى ضياع دماء الشهداء لاسمح الله، فيااخواني، ايها المسؤولون و يانواب البرلمان الذين اعطاكم الشعب ثقته، فكروا في مشاكل هذا الشعب ، في اليتامى والمعوقين و الارامل، في هذا الشعب الذي عانى ودخل على مدى ثلاثين عاما من ازمة الى ازمة، وفكروا في هذه التضحيات وارواح ودماء الشهداء، حتى ـ لاقدر الله ـ لايقول لكم ابناء الشعب غدا انكم ضيعتم كل شيء بعد أن وصلتم الى هذا الكرسي بفضل الشهداء و دمائنا وارواحنا وشبابنا ومرجعياتنا .." واضاف ".. نجيركم بالله ان لا تؤدوا الامانات الى اهلها، و (ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها)، فهذه اصوات الشعب في اعناقكم اليست امانة عظيمة؟، إن امانة البلد والوطن كله بيدكم، فكونوا عادلين و (واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل) ". وتابع سماحته بالقول أن " في بعض الاحيان هناك مسائل بسيطة لاتستحق شيئا ، فلا تدعوها تمنع وحدتنا ، وانا ادعو الله سبحانه وتعالى ان يجعل اخواننا المتصدين للعمل السياسي يتمحورون حول الحق والعدل وأن يوحد وا كلمتهم ويألفوا بين قلوبهم ، ويفكروا في هذه المصلحة وهذه الامانة ،الى اهلها، فإن الاخطار ايها الاخوة تأتينا كالسحب..". ودعا سماحته القوائم القريبة من بعضها، بالقول : " ايها الاخوة المؤمنون ، وأنتم قريبون بعضكم من بعض.. ليتنازل كل واحد وطرف منكم عن حقه ولو بمقدار شبر ، وابحثوا الامور بشكل جدي، وبإذن الله تعالى ، اذا صفت القلوب وخلصت النيات وطهرت الانفس ، فإنه سبحانه يوفقكم ويهديكم الى الطريق السليم، ل (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ).. وان شاء الله وبتوفيقه ودعاء المؤمنين، ، حين نتكلم في مجلس كهذا في الاسبوع القادم، نرى ان الله سبحانه وتعالى قد فتح على هذا البلد، و على السياسين، الطريق الصحيح وتوصلوا الى اتفاق وحلول مُرضية لشعبنا..".
|
|