قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
محذراّ من أمواج الضغوط والهجمات الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية
المرجع المُدرّسي : تخلّي الأمة عن ركائزها يُعرّض (هويتها وثقافتها) للاستلاب
كربلاء المقدسة/ الهدى:
قال سماحة المرجع المُدرّسي (دام ظله) أن الأمة اليوم ( تتعرض لسلسلة من الهجمات على الأصعدة الاقتصادية و السياسية والعسكرية، ولكن اخطرها هو الهجوم الثقافي). وشدد على إن ذلك (يؤكد لنا أهمية ومحورية الثقافة والهوية الثقافية للأمة في ظل الصراع العنيف الذي يشهده العالم فيما يسمى بحرب الافكار).واوضح سماحته في حديثه الاسبوعي خلال استقباله وفود علمائية وفعاليات ثقافية وأهلية من محافظات عدة، بمكتبه في كربلاء المقدسة، أن (الامة اذا كانت متمسكة بهدى ربها وسنة نبيها وتاريخ اوليائها وائمتها، فانها تستطيع ان تدافع عن نفسها، فهي تمتلك من الركائز القيمية والثقافية، و الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية وغيرها ما يمكنها من الدفاع عن نفسها وبقوة، و يمكنها أن لا تركع للقوة العسكرية ولا تنخدع بالمؤامرات السياسية ولا تخضع للضغوط الاقتصادية،).وقال أن من أهم تك الركائز التي اراد الله تعالى لهذه الأمة أن تتميز بها، وكما جاء في القرآن الكريم، هي: (الوسطية، بمعنى انها أمة ليست متشددة ولا متميعة، لا هي متوغلة في الماديات ولا هي متوغلة في الروحانيات، ولذا عليها أن تأخذ العدل في حياتها في كل شيء وتلتزم به.. ومن ميزاتها ان دينها يُسر لا عسر فيه، وانها من جانب أمة اصيلة تتصل بالنبي ابراهيم عليه السلام، وهي من جهة اخرى أمة منفتحة ،على الظروف و على المعاني الموجودة في الحياة، فهي امة عصرية واصيلة.. هكذا يجب أن تكون وكما اراد الله تعالى لها) واضاف أن (هذه الامة، مع كل تلك المواصفات والميزات ، تتعرض اليوم لظروف قاسية تستهدف هويتها وشخصيتها وتستهدف ميزاتها وركائزها.. فهناك من يتربص الدوائر بهذه الامة، كالصهيونية العالمية والصليبية بما تملكان من قدرات وامكانيات ، فضلا عن القوى الالحادية في العالم .. بمعنى ان الامة اليوم تتعرض لسلسلة من الهجمات على شتى الأصعدة ، ولكن اخطرها هو الهجوم الثقافي، فاذا سُلبت من هذه الامة ثقافتها وهويتها وعقائدها وقيمها، لن يبق منها شيء، فتتلاشى وتنتهي، لذا فالعدو حينما عرف ذلك بدء يركز على هذا الجانب دون الجوانب الاخرى..) . وبيّن سماحته إن كل ذلك (يؤكد لنا أهمية ومحورية الثقافة والهوية الثقافية للأمة في ظل الصراع العنيف الذي يشهده العالم فيما يسمى بحرب الافكار، وإلا فلو كان عندنا تقدماً اقتصادياً – مثلا- ونصنع كل شيء ونحصل على كل شيء من المنتجات المتطورة ونحظى بالتكنولوجيا الحديثة، لكننا نفتقد هويتنا وشخصيتنا فماذا تنفعنا كل تلك التقنية والتكنولوجيا؟ بمعنى ان إعداء الامة يفكرون اليوم بطريقة من يسلبون العين ثم يعطون لهذا الانسان المكفوف بستاناً جميلاً وكبيراً، فهل يتلذذ به ويستفيد منه؟! لذا علينا ان نفتش في داخل امتنا وفي مؤسساتنا عن ذواتنا وعن شخصيتنا وثقافتنا، ولا ريب ان من هذه المؤسسات و الركائز القرأن الكريم وأهل البيت (ع) و فريضة الحج التي ستجمع المسلمين عما قريب عند الكعبة المشرفة في اجتماع ولقاء مليوني لايوجد له مثيل في أي أمة في العالم وبهذه التفاصيل والطقوس والالتزامات، وهو ركيزة اساس لوحدة الامة الاسلامية ) وأضاف أن (حالنا اليوم كالانسان المصاب بمرض خطير وهو يمتلك اموالاً طائلة، فهل يبخل بها على علاج نفسه؟! لذا يجب أن لا نقصر في الاستفادة من هذا الرصيد وهذه النعمة الالهية الكبيرة..، لذا يبرز دور العلماء واصحاب البصائر ليركزوا جهودهم على هذا الجانب. وفي هذه الحالة يمكن ان نطمئن الى ركائزنا ودعائمنا في مواجهة الاستلاب والتحديات الثقافية الماحقة التي نواجهها اليوم)
( التفاصيل س6)