كان لاينسى
|
*صلاح حسن السيلاوي
كان لاينسى وينسى قلبه
فوق اكواخ القرى سقفا تراه
كان كل العمر همساً عيشه
بينما تسمع في العرش خطاه
كانت الكوفة سجادته
ولكم صلى الفراتان وراه
شهق النخل وصلى عندما
صاغت القرآنَ ماءً رئتاه
ناعم القلب بثوبٍ خشنٍ
ملك الارض ولم ينعم رداه
كلما فرّ يتيم جائعاً
لايرى في الارض مسؤولا سواه
يقبض الظلمة من أرواحها
ويغذي العمي بالنور مساه
كان في الاعين يبني جامعاً
بينما لم تهدم الدير رؤاه
أحمديٌ ويرى قساً اذا
لدغت عيش المسيحيين آه
كلما فكّر شفت روحه
شفف الدين فأدمنا هواه
يعشق الناس ويحيا عشقهم
وتصوغ الحي بالحب يداه
ضرب الصحراء بالماء فما
شرب الذئب ولم يهدأ عواه
ورأى الارض شغافا وظما
فجرت من بين كفيه المياه
كفّر الفقر مبيحاً دمه
أمر الشجعان أن ردوا لواه
قال للشجعان: أفنوا رأسه
يفتح الايمانُ في الروح مداه
إنه المخرس فيكم فطنة
ويطأ ما يشتهي منكم يطاه
طالما يبذر في اعماركم
معدن الذل فهل حنى الجباه؟
وبكى الناسَ عليٌ حينما
أربك الفقرُ خطاهم ثم تاهوا
العراقي الذي فينا له
الف جدٍ ولنا منه سماه
قبل ابراهيم كنا جده
دارت الازمان فينا مقلتاه
وقف النهران ذا اليوم له
ونخيل البصرة الآن رثاه
فالعراقيون نادوا بيعة
فعلت وجه السماوات الشفاه
|
|