قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

ظاهرة دعاوى اجتماعية... رؤية عراقية *حسن الحسني ـ قال زميلي : هل تتابع ما يحدث في المحاكم العراقية هذه الايام؟ ـ قلت : ايُّ منها ؟ على الجانب السياسي او الاجتماعي؟ ـ قال : هناك احداث اجتماعية تحصل في العراق وتحدث ازمات نفسية كبرى على المواطن العراقي ـ قلت : على سبيل المثال؟ ـ قال : شكاوى ذوي العمل على المقاولين عندما يتعرض العمال الى حالة تؤدي الى وفاة او جرح و و ... ـ قلت : فماذا يحصل حينها؟ ـ قال : الذي يحصل شكوى تتوج من ذوي العامل الى المقاول باعتباره "مجرم" وان كان المقاول او صاحب المبنى خارج الاحداث؟ ـ قلت: انت تفتح ملفا ً كبيراً في الساحة الاجتماعية العراقية وهناك امثلة اخرى مثل؛ شكاوى ذوي المقتولين على يد الشرطة، عشائرياً وان كان الشرطي او موظف الحماية له أمر باطلاق النار اثر تظاهرات شعبية! ـ قال: وهناك "فصل عشائري" يتم ولابد ان يدفعه المأمور بالرمي ـ قلت: لم تقل لي، ماهي قصة شكاوى ذوي العمل على المقاولين واصحاب المساكن والمباني؟ ـ قال: قبل عدة اسابيع وقع عامل بناء من قُبّة مسجد في احدى احياء كربلاء فوافاه الاجل فوراً " رحمة الله عليه " ولكن سرعان ما ابترى ذوو الفقيد باتهام البناء اولاً ثم التهمة الثانية وجهت لإمام المسجد باعتباره هو المسؤول على الجامع و .ــ وتصور ان البناء يحضر امام القاضي ثم يحضر امام الجامع ـ الذي له مكانة في مجتمعنا ـ وان كان هو مسؤولاً على الجانب الديني والثقافي فقط! ـ قلت: المشكلة ـ اين تكمن؟ هل ذوو الفقيد يريدون "حق" ؟ واين يكمن حقهم؟ ـ قال: البعض يطلب اموالاً او "فصلاً" عشائرياً. ـ قلت : يطلبون " فصل " من بيت الله ! ؟ ـ قال : قد يكون العامل وعائلته ضعيفة الحال وليس له مكسب مادي آخر ـ قلت: هل بهذه الطريقة؟ بتوجيه المتهم الى البناء او امام الجامع لكي يصلوا الى "هدية" مالية او " الدّية"؟ ـ قال: قد يكون بدافع الاهمال من قبل المقاول او صاحب المبنى ـ قلت: هذا يعني توقيف حركة البناء والاعمار في البلد، وبعبارة اخرى توجيه التهم لكل صاحب مشروع بناء او اعمار . ـ قال : هل يجّر مسؤول كبير للقاضي فيما إذا أراد بناء او تعمير دار له وحدث حادث لعامل بناء في بيته؟! ـ قلت : ما أدري لنسأل عرفنا الاجتماعي؟ ام ان الجميع مهتمون في احداث كهذه؟ ـ قال : هذه مشكلة عريضة لا بد لرجال الحوزة ان يكون لهم فصل الخطاب بالتعاون مع رجال الفضاء؟ ـ قلت: ينبغي ان لا تكون التهم الموجهة للآخرين الاّ بعد القطع والتثبيت للشاكي والقاضي، ويتحمل الشاكي مسؤولية رفع الدعوى من دون ركائز سليمة حتى لا يتهم الابرياء من دون دليل علمي. ينزل بدلا عن خبر بلاك ووتر الحكم على وزير الكهرباء بالاحتجاز في منطقة إنقطع عنها التيار نورد هذا الخبر من مصدره (وكالة ايتار تاس) الروسية، فهو ينطق بدلالاته ومعانيه لمن يقرأه من العراقيين الذين يعانون الأمرين من سوء الخدمات ومن المسؤولين عن الخدمات وفي مقدمتها (عقدة الكهرباء). فقد أمر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ثلاثة مسؤولين بينهم وزير الطاقة قضاء ليلة رأس السنة مع سكان منطقة في موسكو محرومة من الكهرباء وذلك لانهم (لم يفوا بوعودهم) واطلقوا تصريحات (لم يطبقوها) باصلاح الاضرار التي تسببت بها العواصف الثلجية. وقال بوتين كما ظهر في لقطات عرضها التلفزيون الروسي: (قلتم ان كل شيء سيتم اصلاحه ( يوم الجمعة، قبل الساعة 18,00)، ما كان عليكم ان تقولوا شيئا ما لم تكونوا متأكدين منه)!. واضاف متوجها بالحديث الى وزير الطاقة سيرغي شماتكو وحاكم منطقة موسكو ومدير شركة الكهرباء المحلية: (عليكم قضاء ليلة رأس السنة معهم).وفي المساء اشار حاكم منطقة موسكو بوريس غروموف الى انه سيتوجه الى بلدتين للقاء سكانهما المحرومين من الكهرباء وفقا لوكالة ايتار تاس. ويعاني نحو ستة الاف شخص في تلك المنطقة من انقطاع التيار الكهربائي منذ عدة ايام بعد سقوط اعمدة كهرباء تحت ثقل الجليد الناجم عن امطار ثلجية شديدة الغزارة. وقد حولت هذه الامطار الثلجية التي لا سابق لها ـ موسكو وضواحيها الى ساحة شاسعة للتزحلق على الجليد حيث غطت الثلوج الارصفة والاشجار واعمدة الكهرباء لساعات. نأمل أن يقرأ الخبر، المسؤول قبل المواطن، علّها تكون عبرة (وما اقل المعتبرين) ، ودرساً لمن يستسهل نكث العهد مع المواطنين، و(الحكمة ضالة المؤمن)، لنأخذها حتى وان كانت من اقصى الشمال الروسي، بعد ان عجزنا ان نأخذها من بعضنا البعض.