المرجع المُدرّسي يستقبل وفدا من كتلة الاحرار:
بناء البلد بحاجة الى استقرار سياسي وإدارة ناعمة للازمات
|
توسيع صلاحيات المحافظات أفضل من الاقاليم ومشاكلها
الهدى / كربلاء المقدسة:
استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي ( دام ظله) بمكتبه في كربلاء المقدسة وفدا من كتلة الاحرار النيابية ضم رئيس الكتلة ورئيس لجنة النزاهة النائب بهاء الاعرجي، والنائب جواد الحسناوي، والنائبة ايمان الموسوي، وعضو مجلس محافظة كربلاء جاسم الفتلاوي. وجرى خلال اللقاء التطرق لمجمل الاوضاع والتطورات في البلاد. وقدم الوفد تصورات عن بعض الملفات والقضايا، من بينها ملف الموازنة العامة، وموضوعات تخص كربلاء المقدسة ، فضلا عن مسألة صلاحيات مجالس المحافظات ونسبة هذه الصلاحيات واولوياتها.
وفي جانب من حديثه الوفد الزائر اشار سماحة المرجع المُدرّسي الى ضرورة "التحلي بروح من المرونة وبعد النظر في التعاطي مع الكثير من القضايا ومعالجتها" مشيرا الى أن "فقدان هذه الروح والانشغال بالهوامش والابتعاد عن اصل الاهداف، عادة ما يؤدي الى مشاكل معقدة لا يحمد عقباها ". واوضح في هذا السياق أن البلاد " في غنى عن اثارة التوترات في الساحة وتعميق هوة الخلافات وزعزعة الثقة، بل نحن بحاجة الى استقرار سياسي وادارة ناعمة للازمات والملفات لكي نستطيع ان نبني البلد، لاننا ولأسباب متعددة تخلفنا في هذا المضمار عن الكثير من البلدان.. فعلينا اليوم تفعيل دور الكتل المخلصة في سبيل الخروج من كل تلك التوترات التي من الممكن ان تشغلنا عن القضايا المهمة في بلادنا". من جانب اخر نوّه سماحته الى ضرورة السعي الجاد والحكيم من أجل تجديد النظر في الدستور والقوانين في البلاد ، لأن هناك تناقضا وعدم انسجام مع واقع البلاد ، وبالتالي لابد من مراجعة هادئة وجادة للدستور وكل القوانين لتشخيص ما الذي ينفع وما الذي لا ينفع شعبنا وبلادنا"، كما ابدى سماحته تأييده لاقرار قانون توسيع صلاحيات مجالس المحافظات وعدّه مساهما في التقليل من نزعة الدعوات نحو تشكيل اقاليم قد تضر بوحدة ومستقبل البلاد ، معتبرا أن توسيع صلاحيات المحافظات رغم انه قد ينتج عنه بعض المشاكل في بعض المحافظات الا انه افضل بكثير من فكرة الاقاليم ومشاكلها. وبخصوص كربلاء المقدسة اوضح سماحته انها عانت ولاتزال الى اليوم بلحاظ انها تحتاج الى بنى تحتية وخدمات كبيرة في كافة القطاعات لأنها تحتضن سنويا ملايين الزائرين من داخل وخارج البلاد وتعتبر في ذلك عراقا مصغرا ولابد من ايلائها التخصيص والاهتمام الكافي الذي يليق بها وبمكانتها وبمنزلة الامام الحسين عليه السلام وزوراه الكرام ومايحتاجونه من توفير الخدمات اللازمة،موضحا " لذا لابد أن يكون هنالك دراسة وتخطيط لكربلاء كمحافظة، وتخطيط دراسة اخرى لكربلاء كمحتضنة لملايين الزائرين سنويا". وفي هذ االسياق اشار سماحته ايضا الى أن اهالي كربلاء المقدسة كانوا ولازالوا وسيبقون فرحين و مرحبين دائما بزوار الامام الحسين عليه السلام ولم ولن يمتعضوا من ذلك ابدا ، رغم تحملها مسؤوليات جمة لاستقبالها لكل هذه الملايين لاسيما في زيارة الاربعين، وأن اي فكر او منهج وأداء يحاول ان يتعرض بسوء للشعائر والقضية الحسينة، او يتهجم على الزوار بطريقة واخرى ويتهمهم بالتدمير او عدم الثقافة مثلا، يصب في خانة التشويه من حيث يدري او لايدري من يقوم بذلك. مشيرا الى أن مايتم الحديث عنه من معاناة ومشاكل تواججها كربلاء على هذا الصعيد، لايجب أن يتم بالتهجم على الزوار واتهامهم بالسوء، لأن قدرات وامكانيات المحافظة هي بالاساس قليلة ولا تتلائم مع واقع الاحتياجات الفعلية، لذا ليس من المستغرب ان تواجهنا عقبات ومشاكل ادارية او خدمية وماشابه حين تحتضن كربلاء اكثر من 16 مليون زائر، مؤكدا أن لفت الانتباه لاحتياجات كربلاء و معالجة مشاكلها وماتحتاجه من الخدمات والبنى والتخصيصات اللازمة من غير اللائق أن يتم بالتهجم على الزوار وكيل الاتهامات اليهم.. بل يجب أن يقوم به المسؤولون والنواب والجهات المعنية بطريقة صحيحة من أجل الحصول على تلك التخصيصات والقيام بمشاريع ملحة هي بالتالي لكل هذه الملايين من الناس الذين يزوونها.
|
|