قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

إحتفال في الذكرى التاسعة لتأسيس حوزة الإمام القائم(عج) الرسالية في القطيف
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة علي العوامي/ القطيف:
أشعلت حوزة الإمام القائم(عج) الرسالية/ فرع العوامية، بمحافظة القطيف بالسعودية، شمعتها التاسعة بحفل أقامه جمع من المشايخ الاعلام، والفضلاء، وجمهور من ابناء بلدة العوامية، الاسبوع الماضي في جامع الإمام الحسين عليه السلام، بمناسبة ذكرى تأسيسها السنوي. و افتتح البرنامج عريف الحفل الطالب مصطفى آل صمخان متحدثاً في مقدمته عن التغيير الجذري والإصلاح الشامل الذي فجره الرسول الأعظم (ص) خلال 23 عاماً من حياته الشريفة المليئة بالعطاء والتفاني. ثم ابتدئت أولى فقرات الحفل بتلاوة مباركة لآيات من الذكر الحكيم تلاها عضو لجنة "سبل السلام" للعلوم والمعارف القرآنية القارئ محمد فوزي الفرج. فيما ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الله آل مويس كلمة الحفل الأولى وكانت نيابة عن أساتذة الحوزة والتي عنونها بـ "الحوزات ونهوض الأمة". وتحدث في جانب منها عن قدسية بيوت الله عز وجل وما يجب على الأمة اتجاهها من التعظيم والتقديس منوها إلى أن بيوت الله تعالى لا تقتصر على المساجد فحسب بل تشمل كل مؤسسة دينية قائمة على أساس التقوى والعمل الصالح. وأشار سماحته إلى أن سبب أولوية الحوزات الدينية وأفضليتها على سائر المؤسسات هو أن المؤسسات الدينية الأخرى ما هي إلا نتاج قام بفضل الحوزات الدينية وتوجيه مراجع وعلماء الدين الكرام. وفي إشارة لأسباب المشاكل الإجتماعية قال الشيخ آل مويس "إن السبب الرئيس الذي يقف وراء ذلك هو ابتعاد الكثيرين وانفصالهم عن الحوزات الدينية وعدم الارتباط بعلماء الدين.." مؤكدا على أمرين من شأنهما المساهمة في نهوض الأمة: الأول "تشجيع الأُسر جميع أبنائها (ذكوراً وإناثاً) للالتحاق بالحوزات الدينية في مناطقنا" موجهاً وصيته لحرص العوائل على تدريس ابنائها العلوم الدينية والتفقه كحرصها على تدريسهم العلوم الأكاديمية. و الثاني " أهمية الارتباط بعلماء الدين والاتصال بهم ومجالستهم بأكبر قدر ممكن للاستفادة من علومهم وتوجيهاتهم من أجل الإقتداء بهم في خدمة الدين والمجتمع". والقى بعدها الرادود علي اللباد بعض التواشيح الولائية في مدح النبي(ص) وأهل بيته (ع). كما ألقت الأستاذة في القسم القرآني النسائي في الحوزة السيدة أم باقر آل نمر، كلمة حملت عنوان "المعجزة الخالدة" تحدثت فيها عن القرآن الكريم كمعجزة إلهية خالدة أنزلها الله على نبيه الاكرم لهداية الأمة، والبشرية جمعاء. ونبهت الحضور لجملة من الممارسات السلبية في المجتمع مع القرآن، كهجرانه وعدم التدبر فيه والعمل ببعضه ونبذ البعض الآخر مؤكدةً على ضرورة الارتباط المتين بالقرآن الكريم.
ثم القى سماحة الشيخ اسماعيل آل عجيان قصيدة معبرة بالمناسبة بعنوان "أجنحة الملائكة" تميزت بإلقاء رائع ومتميز. وأختتم الحفل بكلمة ألقاها سماحة الشيخ عباس السعيد نيابة عن إدارة الحوزة، بين فيها أن الفقهاء هم أمناء الرسل والأئمة، واوضح ذلك في أمرين: الأول هو الاستحفاظ على كتاب الله، مبيناً أن "القرآن بما بيّنه من معارف ومناهج يمثل الهدى الإلهي وينبغي ألا يختلط بالتصورات البشرية القاصرة عن بلوغ الهدى.." وتابع "حينما يصف القرآن فقهاء الوحي بأنهم مستحفظون على كتاب الله فهذا يعني أن وظيفتهم تعقل الوحي لا أن يرغبوا عنه إلى غيره من الفلسفات البشرية" مبيناً أن علاقة الفقهاء مع الوحي تبدأ بالعلاقة مع القرآن الكريم لكونه الأساس الذي تتفرع منه العلوم الدينية. والأمر الثاني هو "الشهادة عليه" وبين أنها تعني "الرقابة على تطبيق الوحي وإتباعه" مضيفاً أن "الواقع العلمي هو بحاجة إلى مراقبة حتى لا يحيد عن قيم القرآن وبصائره في المعارف وفي التشريع " مؤكداً أن منهج الرسول وأهل بيته هو الإرجاع إلى القرآن والعرض عليه. وفي ختام حديثه دعا سماحته الحوزات الدينية إلى أن يأخذ القرآن فيها نصيب الأسد من الدرس والتدريس ابتداءً من المناهج التي تؤسس إلى فهمه وختاماً بتأصيل العلوم الدينية منه خصوصاً فيما يرتبط بالمعارف. واختتم الحفل ببعض التوشيحات الولائية والمدائح النبوية بصوت الرادود حسن آل خميس .
يذكر أن حوزة الإمام القائم (عج) في العوامية تأسست على يدي سماحة العلامة الشيخ نمر باقر النمر عام 1422هـ وقد خرجت جملة من طلبة العلوم الدينية الذين يمارسون أدوارهم الدينية كإمامة صلاة الجمعة والجماعة والتدريس في الحوزة بالإضافة إلى نشاطاتهم الكتابية و الثقافية والاجتماعية.