ظاهرة
الشعب.. وثورة الكهرباء والخدمات
|
هل أفرزت المظاهرات نتائج إيجابية؟!
حسن الحسني
- قلت لزميلي: ما رأيك بظاهرة المظاهرات في بلادنا وبالعراق بالذات؟
- قال: المظاهرات بشكل عام ظاهرة أيجابية وهي تعبر عن (إلفات نظر) للمسؤولين والمتصين في الحكومات، بأن الشعب أو بعض طبقاته لم ترض عن بعض أولويات الحكومة.
- قلت: بالتأكيد، وكما يقول الحديث الشريف: (الولايات مضامير الرجال) .. فإن حقيقة الحاكم تتجلى عندما يجلس على كرسي الحكم..
- قال (مقاطعا): بل تتجلى حقيقته أكثر عندما يرى الشعر يعترض، فترى كيف (يتصرف) وشاهدنا (العجاب) في ثورة الكهرباء الأخيرة في العراق.
- قلت: ما هو (العجيب) و (العجاب) في ذلك؟
- قال: أرأيت كيف (انهزم) ممثلو الشعب عن المواجهة..
- قلت: عندما يرون الحجارة وكسر الزجاج، بالتأكيد يختفون عن الانظار.
- قال: الكل لا يرضى باستخدام وسائل العنف كالحجارة وكسر الزجاج، ولكن هل تواجه الحجارة بالرصاص؟ ثم لو عرف هذا العسكري (الباسل) الذي يرمي أبناء شعبه بالرصاص، بأن هذا المواطن هو السيد وأن الجالس خلف (المدرعة) هو العبد، بل راتبه الذي يتقاضاه بفضل هذا المتظاهر، بالتأكيد لم يفعل ذلك.
- قلت: أكيد، نحن لدينا أزمة ثقافة، وأرى كان من المطلوب (انخراط) اعضاء مجالس المحافظات مع الجمهور وا لمتظاهرين وأن لا يصغوا للشياطين من بعض زملائهم بأنك (فوق الناس) لا سيما أن مشكلة الكهرباء هي مشكلة مركزية.
- قال: لكن، حدثني عن موقف الرموز والحكومة تجاه التظاهرات.
- قلت: معلوماتي، المرجعان الشيخ بشير النجفي والسيد المدرسي الوحيدان اللذان أعطيا مشروعية لحق التظاهر من قبل الشعب وأن السيد المرجع المدرسي حذر في بيانه من خطر المندسين وعدم التعدي على الممتلكات العامة..
- قال: لا شك أ، موقف المرجعية مع الشعب (على الرأس).. ولكن أقصد موقف رجالات الحكومة (الاشاوس)!
- قلت: لقد (تلعثم) الجميع، فالسيد رئيس الوزراء (يضغط) على وزير الكهرباء (النزيه والكفوء) حسب تعبير رئيس الوزراء للاستقالة فيستقيل الوزير أخيراً..
- قال (مقاطعاً): أتساءل: هل (شرعاً) و(قانوناً) جائز إقالة (الكفوء والنزيه) من سدة الوزارة، ومن يفعل ذلك ما هو حكمه؟!
- قلت (مازحاً): لا بد أن تستفتي مراجع الدين في لك!
- قال: أكبر دليل على أن الحكومة مقصرة وأن الشعب بتظاهراته نزل للشارع للدفاع عن حقوقه (المهضومة) هو اتخاذ (قرار شجاع) من الحكومة لـ(قطع) الطوارئ عن لمنطقة الخضراء وبيوت المسؤولين في بغداد والمحافظات، بل حتى عن المعامل والمصانع (رأفة) بالمواطن الملتهب بحرارة الصيف.
- قلت: هذا (الارباك) أو (التلعثم) في المواقف أثبت أن اشعب مظلوم وأن (الحاكم) كان يعيش في (عالم آخر).
- قال: ولكن (كالعادة) يتهم الحكام أن التظاهرات كانت (مسيّسة) من جهات..
- قلت (مقاطعاً): ما ضير ذلك، المهم أن (لا تسيّس) من قبل (البعث والقاعدة) الذين يحاربون (العملية السياسية) برمتها.. فهل كان (المسيّسون) من هذا النوع؟
- قال: كلا.. بالتأكيد.. بل يقصدون (التسييس) من نوع آخر..
- قلت: ما هو..؟
- قال: كما يقول الحديث الشريف: (الولايات مضامير الرجال)..!!
|
|