قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
محملاً الساسة "نجاح او فشل" التجربة: "التنازل" لبعضكم البعض " تصاعد" يحفظ البلاد ويخدم العباد
المرجع المُدرّسي: حاضرنا ومستقبلنا يتطلبان حواراً و إصلاحاً لكي نكون "مثلاً صالحاً لا إمثولة"
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى/ كربلاء المقدسة:
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" القادة السياسيين في البلاد مجددا الى التصدي لمسؤولياتهم، وللازمات بعقلية منفتحة وادارة حكيمة واعية للمخاطر المحدقة، وعدم اضاعة المزيد من الفرص والوقت بالخلافات والصراع فيما بينهم بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة، محذرا من أن الاستمرار في هذا المسلك العقيم قد تكون له عواقب وخيمة وسيئة على البلاد ومستقبلها. واكد أن على الساسة والاطراف المختلفة أن يسرعوا في تقديم حلول مقنعة حتى وإن كانت بالايثار على انفسهم ومواقعهم، و"بتنازلات متبادلة "، وان الوضع في البلاد ومستقبلها يتطلبان حواراً و إصلاحاً لكي نصبح "مثلاً صالحاً لا إمثولة""، ومحذرا بأن "لا يفكر بعض المسؤولين والاطراف باستغلال الظرف الصعب ويحاولوا أن يحسنوا ويقووا مواقفهم ومواقعهم هنا وهناك على حساب الوحدة الوطنية"
جاء ذلك في جانب من كلمته الاسبوعية التي القاها بحضور حشد من الوفود والشخصيات، نهاية الاسبوع، حيث اوضح سماحته أن "مواجهة الازمات والظروف الصعبة" على مستوى الشعوب والدول وحتى الافراد، لايمكن ان تتم وتنجح الاّ حين تسود أخلاق وروح التعاون والايثار والصدق والوفاء والالفة، و العقلية المستنيرة بالمعرفة والحكمة العميقة، ونبذ اسباب النفاق والغل والازدواجية وسوء الظن الذي يجعل البعض يحاور و يعاهد بعضا، و في جانب آخر يحفر كل منهم تحت الاخر ويتربص به". واضاف " ونحن في العراق اليوم وفي ظل هذه الظروف بأمس الحاجة الى أن نعود الى ذخائرنا الاخلاقية والى بصائر القرآن الكريم وقيم الدين الحنيف، لانها هي من تنفعنا في مثل هذه الظروف الصعبة، حتى نستمد منها العقل والقوة وتجاوز الذات وبناء المستقبل..".
واشار الى أن الازمات و " التجربة اليوم، الناجحة أو الفاشلة، في العراق، هي على حائط النهار، وأمام انظار العالم اجمع، ، بالصوت والصورة وربما بصورة مكبرة و نوع من المبالغة احيانا.. فهذه ازمة الخدمات والكهرباء و التظاهرات في البصرة، و الناصرية، او في كربلاء وبابل والانبار وفي غيرها، ومن ثم تصاعد الخلافات و تأخير تشكيل الحكومة، تثير التساؤل كيف ان هؤلاء الذين عاشوا في ظروف صعبة و أيام المحنة لايمكن لاحدهم أن يندمج ويتفق مع صاحبه لمواجهة المحنة؟ ولماذا يختلفون؟ وماهذه المواقف والكلمات المتبادلة بين هذا الجناح وذلك الجناح وهم متحالفون ويعيشون في سفينة واحدة إن رست في مرساها الأخير فالجميع نجوا وإن غرقت فالجميع غرقوا؟، ألم يقرأوا؟ ألم يسمعوا؟ ألم يروا ما جرى ويجري في الصومال أو افغانستان اوقيرغيزستان أو هنا وهناك؟".
واكد في هذا السياق أن على هؤلاء الساسة والاطراف أن يسرعوا في ايجاد وتقديم حلول صحيحة حتى وإن كانت بالايثار على انفسهم ومواقعهم، و"بتنازلات قليلة ومتبادلة كل عما يراه حقا له" وضرب بهذا الخصوص مثلا بمواقف للأمام علي و الامام الحسن عليهما السلام، في تقديم المصالح العامة للدين والامة على استلام مقاليد الحكم والمنصب السياسي(رغم حقهما الشرعي بذلك) حينما استشعرا خطورة بعض اللحظات و الظروف والازمات، فعاش كل منها سنوات "كوزير وليس كأمير وكان يبادر بخدمة الأمة في لحظات الحاجة" واضاف سماحته بالقول" فإن لم نكن نفهم التاريخ، تعالوا نعش و نكن حضاريين، وقد رأيتم بالامس في استراليا كيف أن رئيس الوزراء وبمجرد أن يتبين أن شعبيته و شعبية حزبه تراجعت، تنازل من أجل إمرأة قبل أن تكون تظاهرات ومشاكل وقتلى ودماء ودموع، فتعالوا لنفهم كيف نتنازل لبعضنا، فالتنازل لبعضنا في الحقيقة تصاعد، وليس تنازل، لأننا نحافظ على وحدة البلاد ونخدم العباد وبمثل هذا العمل نستطيع أن نتعايش ونبقى كأمة..".واضاف " سبق وإن قلت وأكرر: إننا نخشى من أن ننحدر في العراق في أزمة هوية وليس فقط أزمة سياسية، أزمة تنخر في عظامنا وتؤثر في مستقبل أبنائنا، فلا يعود العراقي يشعر انه ينتمي الى وطن، إنما كل يحس بأنه ينتمي الى جماعة أو طائفة أو منطقة أو اقليم أو محافظة، وهناك اشارات هنا وهناك تحذرنا فلا بد أن ننتبه.. وهنا يجب ان يحذر ايضاً بعض الاطراف والمسؤولين بأن لا يفكروا باستغلال الظرف الصعب ويحاولوا أن يحسنوا ويقووا مواقفهم ومواقعهم هنا وهناك على حساب الوحدة الوطنية"، وتابع سماحته بالقول " ياخوان، نحن في العراق اليوم بحاجة الى السلم الأهلي، الى أن نحب بعضنا، وقد رأيتم ماحدث مؤخرا في قيرغيزستان .. وهنا مسؤولية اصحاب الفكر والأقلام النيرة والكلمة الصادقة، والمراجع والعلماء والمسؤولين الكبار، ورؤساء العشائر، عليهم مسؤولية كبيرة في أن يوجهوا الى التعاون والتفاهم والحوار، و الصلح، فالله تعالى مع الصلاح والاصلاح، والإمام علي (ع) يقول: إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصيام، فتعالوا ونحن في ايام رجب الاصب، كشعب نتوجه كلنا أولاً الى الله سبحانه وتعالى حتى ينزل علينا رحمته و روح الإيمان والمحبة ويؤلف بين قلوبنا، ثم يتوجه كل واحد من موقعه وفي موقعه نحو الاصلاح والحوار.. حتى ننهض بهذا البلد .. ونصبح ان شاء الله مثلاً صالحاً يقتدى به من قبل الآخرين ولا نصبح إمثولة".