أليس للشيعة حقوق يا مولانا؟
كتبت أمينة النقاش في جريدة الاهالي المصرية تقول:
|
فشلت الدولة الوطنية في عالمنا العربي بأمتياز في التعامل الصحي ،مع التنوع العرقي والديني والطائفي والثقافي في بلدانها ، وانتهي بها الفشل في السودان إلي قسمه إلي دولتين واحدة في الشمال والاخري في الجنوب ،والي قمع الشيعة في البحرين واليمن والسعودية والتحرش بهم في مصر،وقمع الاغلبية لصالح النخبة الحاكمة في سوريا،وتهميش الامازيج في دول المغرب العربي،والاعتداء شبه المنظم علي حقوق اقباط مصر،ووجدت الانظمة الحاكمة دوما "مشايخ" يبررون لها القمع والعدوان،والتمادي في انكار الحقوق. وكان اخر هؤلاء الشيخ يوسف القرضاوي،رئيس ما يسمي بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،الذي اعترف بأن المعلومات تنقصه،ومع ذلك اعتلي منبر احد المساجد القطرية ليقول في خطبة الجمعة بثقة، ان ما يجري في البحرين ليس ثورة شعبية،بل هو ثورة طائفية شيعية،متجاهلا الروح الطائفية المتعصبة التي يحملها تصريحه،الذي يؤجج مشاعر البغض ، بينما يدعو للحوار بين المذاهب داخل القاعات الفاخرة لمؤتمرات اتحاده العالمي .
أليس للشيعة حقوق مهدرة في البحرين يا مولانا؟الا يعانون من التهميش والاقصاء والعدوان الشامل على حقوقهم،والتمييز الاداري والمذهبي والاقتصادي والسياسي ضدهم وهم اغلبية البلاد اذ يمثلون 60 % من بين 750 الف مواطن؟ أيجوز لشيخ يوصف بالاعتدال ان ينكر تلك الحقائق وان يبعث برسالة دعم للحكومة البحرينية كي تواصل التنكيل بهم، وبكل أطياف المعارضة البحرينية،التي لوحرص الشيخ على استكمال معلوماته ،كما حرص على توصيفه الطائفي لها ،لعلم انها تضم شيعة وسنة ويساريين وقوميين وكل مقومات المجتمع البحريني الثقافية والاجتماعية والسياسية،وانها تطالب بالديمقراطية والحريات العامة،وبالاصلاح الجذري الذي ينهي حكم المشايخ والاسر ويقضي على الفساد، ويحول البحرين الى ملكية دستورية وفقا للمعاير الدولية.ولو ان الشيخ يؤمن حقا بالديمقراطية،وبالحق في التظاهر ،لاعترض من باب سماحة الاسلام ودعواته الاخلاقية ،على ضرب المظاهرات السلمية بالرصاص الحي،لقوات الامن والجيش وقوات درع الجزيرة،التي جاءت لتحمي عروش حكام الخليج، بسحق الانتفاضة الشعبية للمعارضة البحرينية،ذات التاريخ الممتد في مقاومة االاستبداد،والذي قدمت خلاله عددا لايستهان به من الشهداء والتضحيات منذ ثمانينيات القرن الماضي في مواجهة سلطة لايخجل رئيس وزرائها من القول بالحرف الواحد "ان شعب البحرين مثل السجاد العجمي، كلما دسته بالاقدام صار افضل "!. المساواة أساس العدل والانصاف،والانتفاضة الشعبية البحرينية، قامت لكي تتسع البحرين بالعدل و الانصاف لجميع مواطنيها لاسيما الاغلبية الكبيرة والفقيرة والمهمشة، التي كانت ، تستحق بجدارة دعم الجميع، وفي القلب منهم الشيخ القرضاوي، اذا كان استطاع ان يتخلى عن تعصبه المذهبي وانحيازه الوظيفي، وثقافته الطائفية.. وصدق قول الرسول الكريم"ان ابغض الخلق الي الله عالم السلطان".
|
|