اية الله السيد هادي المُدرّسي:إهانة القرآن والتهديد بحرقه "فتنة وجريمة" كبرى.. ولكن كيف يكون الرد؟
|
الهدى/ كربلاء المقدسة:
مانشيتات في مقدمة الموضوع واحد في اليمين والاخر في اليسار:
* (( القرآن الذي هو اعز علينا من انفسنا ويجب أن نحميه وندافع عنه لابد ان يكون بالدرجة الاولى محترم عندنا نحن المسلمين، نعمل به وبأحكامه وثقافته، فهو للأسف لا يُعمل به في بلادنا الاسلامية، ونتخذه فقط للتلاوة اللفظية في المؤتمرات والمحافل، بينما حياتنا والانظمة في بلادنا لاتقوم على مفاهيم القرآن وتعاليمه واحكامه..))
* ((إهانة القران اهانة لكل الانبياء والأديان فلايجوز ذلك ليهودي او مسيحي و لأي شخص يؤمن بنبي وبالقيم، فحرقه واهانته حرق واهانة لكل القيم والمثل التي اقام الله الكون عليها.. وبالتالي هي جريمة كبرى لابد ان تتحد ضدها البشرية كلها، فجميع المسلمين والنصارى واليهود، ومن يحترم مبدأ من المبادئ في هذه الحياة لابد ان يدافع عن القرآن..))
يتعرض الاسلام ونبيه الاكرم (ص)، و كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، بين اونة واخرى، لهجمة من هنا، ومحاولات اهانة من هناك، تصل الى حد التجرأ على تمزيق و حرق القرآن او التهديد بذلك، اخرها محاولة قس متطرف في امريكا تنظيم حملة لحرق القرآن الكريم في امريكا، ومن ثم تراجعه عنها، وماتبعها من اساءات وعمليات حرق قام بها متطرفون اخرون لصفحات من كتاب الله سبحانه، ما اثار موجة من التنديد في جميع انحاء العالم، ومن مختلف الاتجاهات والمستويات، ومظاهرات لاتزال تجري لغاية اليوم، في العالم الاسلامي وغيره من مناطق العالم..
وفي هذا السياق، وفي كلمة متلفزة له بهذا الشأن بثتها قناة اهل البيت (ع) الفضائية، اوضح سماحة اية الله السيد هادي المُدرّسي، أن "هؤلاء الذين هددوا او اقدموا على حرق القرآن الكريم او صفحات منه، انما يريدون خلق حواجز بينه(القرآن) وبين بني البشر من غير المسلمين وهم اقلية متطرفة يريدون اثارة الفتنة.. وعلينا ان لا نقع في ردة فعل يريدها صاحب الفتنة، ولكن المطلوب هو الرد الصحيح، فحرق القرآن ليس جريمة عادية ولابد من الرد ولكن السؤال كيف يكون الرد؟".
واوضح في هذا السياق أن القرآن الذي هو اعز علينا من انفسنا ويجب أن نحميه وندافع عنه، لابد ان يكون بالدرجة الاولى محترم عندنا نحن المسلمين، نعمل به وبإحكامه وثقافته، حتى يحترمه الاخرون، حيث أن البعض يجرأ على اهانة القران لان المسلمين الذين خوطبوا بهذا الكتاب في كثير من الامور تخلو عنه و اتخذوه ـ للاسف الشديد ـ مهجورا..فهو لا يُعمل به في بلادنا الاسلامية، ونتخذه فقط للتلاوة اللفظية في المؤتمرات والمحافل، بينما الانظمة في بلادنا لاتقوم على مفاهيم القرآن وتعاليمه واحكامه. وفي جانب اخر من حديثه اوضح سماحته أن " القرآن كتاب ليس كباقي الكتب، انه مشروع ومنهج وراية وصراط، انه اعظم الكتب الموجودة في الارض واكثر الكتب تاثيرا على الحياة، انه صانع حضارات، وهو اليوم محور دين مليار ونصف من البشر واكثر الكتب قراءة.. فهو عظيم لانه كتاب الله، ولانه نور، ولانه ذكر، ومنهج رباني للحياة.. و هو مفتاح الجنة.. . فإذا اقدم البعض على حرقه بدل تلاوته فهو كمن يقتل النبي بدل الاستماع اليه.." وتسائل : " لماذا يكفرون به؟ لماذا يهينونه؟" وتابع بالقول : " اولاّ لانهم يجهلون هذا الكتاب والناس كما قال الامام علي عليه السلام: اعداء ما جهلوا"، واضاف " ان الطفل الصغير اوالمجنون، والذي لا يعرف الالماس والذي لا يستطيع ان يميز بينه الالماس و الزجاج، اذا اعطيته قطعة من الالماس لربما رماها في البئر لانه لا يعرف قيمتها، الصاغة والخبراء هم الذين يعرفون قيمة الالماس.." و" ثانيا هؤلاء الذين اقدموا على حرق القرآن انما يريدون خلق حواجز بينه وبين بني البشر من غير المسلمين وهم يريدون اثارة الفتنة وهؤلاء وان كانوا اقلية الا ان اثارة الفتنة يمكن ان يقوم بها اي متطرف نكرة خامل الذكر، لا يقومون بالفتنة رجال عظماء وإنما يقوم بالفتنة مجاهيل"، وبخصوص خطوات الرد الصحيح على مثل هذه الاثارات و على محاولات اهانة القرآن الكريم ومحاولة حرقه امام الملئ ودفع الناس لكي يكونوا ضد كتاب الله، قال سماحته أن علينا:
1ـ " أن نزداد عملا بالقرآن، لان القران كتاب هداية وربنا انما بعث الانبياء وانزل الكتب وخاتمتها كتاب القرآن لكي يعمل الناس بهذا الكتاب وليس فقط لكي يرفعونه شعارا ويتلونه بألسنتهم ولا يعملون به بجوارحهم، فأن نزداد نحن المسلمين عملا بالقران رد ممتاز على محاولات اهانته وحرقه..".
2ـ "ان ندعو الاخرين اليه، وننشر ما فيه من المبادئ السامية، لقد اقدمت احدى المنظمات الاسلامية في الولايات المتحدة الامريكية على خطوة لطيفة جميلة جدا وهي طبع 200000 الف نسخة من القران الكريم مع الترجمة واهدائها الى الناس لكي يقرأوا هذا الكتاب، في القرآن مبادئ سامية، من قرأ ما فيه تعلق به، وقد حدث انه بعد احداث سبتمبر بـ22 يوما نشرت احدى الصحف رسالة من احدى النساء، تقول فيها: حينما رأيت هذه المباني تهبط بفعل الطائرات التي اصطدمت بها قلت لنفسي ان الذين قاموا بهذه الاعمال كانوا مدفوعين بدوافع معينة، اريد ان اعرف تلك الدوافع، فقيل لي انهم مسلمون، فقلت ما هو اعظم كتاب عندهم فقالوا القران، فقلت لابد ان اقرأ الكتاب، وحينما قرأت الكتاب اكتشفت امرين، الامر الاول ان ما قام به هؤلاء من قتل ابرياء وهدم مباني على رؤوس اصحابها لا يمت الى القران بصلة، بل العكس القرأن يقول ولا تزر وازرة وزرة اخرى، وثانيا اكتشفت ان هذا كتاب الله وان هذا من افضل الكتب التي قرأتها في حياتي، فأسلمت، فنحن إذن علينا ان ننشر ما في القران من مبادئ سامية "
3ـ "ان ندافع عنه ليس فقط بالمظاهرات، وانما ندافع عن هذا الكتاب في مجالسنا، الخاصة والعامة، وبكل ما نستطيع من وسائل، ولكن من دون الوقوع في فخ الفتنة، ايها الاخوة الكرام، اهل الفتن يقومون باعمال تثير عواطف الاخرين وهم يرجون من وراء ذلك السمعة وان يكون لهم اسم القسيس الذي اعلن انه سيبدأ بحرق القرآن، كنيسته هي عبارة عن بناية صغيرة جدا وعدد رواد هذه الكنيسة لا يتجاوز الـ50 لكنه اراد ان يحصل على الشهرة، وكانت تعجبه كاميرات الصحفيين والمؤتمرات الصحفية التي كانت يعقدها واساسا الذين يقومون بعملية الفتنة جهلة يدعون العلم واناس لابد من الشك في نياتهم لان صاحب النية الصادقة لا يقدم على فتنة، والفتنة في القران اشد من القتل، اي فتنة كانت سواء بين بني البشر او بين المسيحيين والمسلمين او بين المسلمين انفسهم، الفتنة ليست من مبادئ القران وما اتى نبي ودعا الى فتنة، ومن هنا علينا ان ننشر مافي هذا الدين، في هذا الكتاب، ما في هذا المذهب، من مبادئ سامية، بدل اثارة الفتنة..".
4ـ " ان يعمل العاملون خاصة في الغرب، لكي تسن قوانين تجعل اهانة القران جريمة يعاقب عليها في القانون، كما فعل المسيحيون، فما من احد في جميع الولايات المتحدة الامريكية، والاوروبية، يقدم ضد السامية الا ويحاسبه القانون، لماذا لا نعمل وهذا ممكن، ان تسن قوانين تجعل من اهانة القران والاسلام جريمة يعاقب عليها في القانون". 5 ـ " ان نحاول فهم القران، فالقران هو للاقربين اولا، وانذر عشيرتك الاقربين، صحيح أن القران كتاب الله للناس كافة، لكن نحن الذين علينا حمل القران من خلال فهم ودراسة تفسيره والاهتمام به ثم نشره بين الناس والامم ".
6ـ " ان نتحدى به، وكما قال الله تعالى منزله: فأتوا بسورة من مثله..، فنقول يا اهل العالم، التحدي الذي واجه القران به اعداءه في البدايات هو نفس التحدي الذي نواجه به اعدائه اليوم وغدا، ان تعالوا اذا كنتم تشكون في ان هذا الكتاب من الله عزوجل فتعالوا وأتوا بسورة او آية من مثله، تعالوا وآتونا بالمبادئ السامية التي فيه والتي يدعو اليها، بالقيم والمثل التي في هذا الكتاب العظيم، بالقصص والعبر التي فيه، تعالوا قارنوا بين القران وما ينسب الى السماء من الكتب الاخرى.."
7 ـ " ان نقيم المؤتمرات حول مفاهيم القرآن، ان حرق القرآن اهانة لكل الانبياء هذا ما نريد قوله لكل الناس، لا يمكن لمسيحي يحترم عيسى ابن مريم ان يقدم على حرق القرآن لسبب بسيط وهو ان القرآن فيه ذكر السيد المسيح ككلمة من الله، في القران سورة كاملة عن مريم، فمن يحرق القرآن يريد ان يحرق مريم ويريد ان يحرق عيسى ويريد ان يحرق موسى، لا يمكن ليهودي ان يقدم على حرق القرآن ولا لمسيحي ولا لشخص يؤمن بالصدق او الاخلاص او يؤمن بنبي من الانباء، لان القرآن ذكرهم، القرآن احترمهم، وحرق القرآن حرق لكل القيم والمثل التي اقام الله الكون عليها، حرق لقيمة الصدق والايمان بالله والتعاون والعمل الصادق. ومن هنا نرى ان هذه جريمة كبرى، لابد ان تتحد ضدها البشرية كلها، جميع المسلمين والنصارى واليهود ومن يحترم مبدأ من المبادئ في هذه الحياة لابد ان يدافع عن القرآن".
8ـ وختم سماحته بالقول "هذا هو القران الكريم، هذا ما نؤمن به، نحميه وهو اعز علينا من انفسنا، ولابد ان يكون بالدرجة الاولى محترم عندنا حتى يحترمه الاخرون، البعض يجرأ على اهانة القران لان المسلمين للاسف وهم الذين خوطبوا بهذا الكتاب، في كثير من الامور تخلو عنه، هل القرآن يعمل به في بلادنا الاسلامية ؟، هل الانظمة قائمة على مفاهيم القرآن،؟ نعم يتلى القران في مؤتمراتنا، بما في ذلك مؤتمرات القمة، ولكن هل المسؤولون والزعماء هؤلاء مِن الذين يرون انفسهم مخاطبين بهذا الكتاب ومسؤولين امام مفاهيمه ؟، هول هؤلاء ينظرون اليه باعتباره شافع مشفع؟، هل يجعلونه امامهم ويعملون به؟، هل يتعاملون بهذا الكتاب مع الناس؟، هل حينما ترى زعيما يأتي ويتجبر ويتكبر ويمتلك ما يمتلك يعمل بهذا الكتاب؟، نحن المكلفون بهذا القران كتابا وحفظا وقراءة وتلاوة وقبل وأهم من كل ذلك عملا.."
|
|