سماحة المرجع المُدرّسي يستقبل مستشار رئاسة الجمهورية واعضاء من مجلس ناحية الحسينية:
نحن نفوّت الفرص ونهدر الطاقات ولو استثمرناها ما وصلنا الى مانحن عليه اليوم
|
الهدى - كربلاء المقدسة :
استقبل سماحة السيد المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" بمكتبه في كربلاء المقدسة، المستشار في رئاسة الجمهورية الفريق محمد رضا الجشعمي. وجرى خلال اللقاء تداول اوضاع البلاد واخر التطورات في الساحة.
وفي جانب من حديثه اكد سماحة المرجع المُدرّسي على انه " لو قامت كل فئة بواجبها وتحمل مسؤوليتها لصلحت الامور، وتغيرت الاوضاع للافضل، فالعلماء يجب عليهم ابداء النصيحة والاخلاص في ذلك، وكذا الاغنياء عليهم اصلاح امورهم باداء حقوق الناس والمجتمع، والمسؤولين والساسة في الدولة وهم من يسمون في تراثنا بالامراء يعملون لتحقيق العدل ورعاية مصالح الناس.. وهكذا، فلو تم تحمّل واداء المسؤولية والواجب لصلحت الامة"، واضاف سماحته ايضا اننا للاسف عادة ما نفوّت ونهدر الطاقات والفرص " ولو اغتنمنا واستثمرنا كل الفرص التي اتيحت لنا في سبيل الاصلاح لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم، فلو قمنا على سبيل المثال باستغلال مثلا مايتوفر في بلادنا من اراض خصبة وموارد مائية، لتنمية وتطوير القطاع الزراعي، وكذلك استثمار الثروات المعدنية الوفيرة الموجودة في البلاد بشكل صحيح، لتمكنا من تطوير وبناء اقتصاد جيد ومتنامٍ.. فنحن الان مثلا لدينا مشكلة كبيرة وهي انه لا يوجد لدينا مصافي، فيجب ان نبني مصافي كثيرة افضل من ان نستورد المشتقات النفطية ونصرف عليها مليارات الدولارات..". كما اشار سماحته الى " الدستور امن ضمن تلك الفرص ايضا، ونعتقد ان الدستور للاسف لا يطبق بشكل صحيح".
وقال سماحته في هذا السياق " في الحقيقة أن حكومتنا لو خففت من اعبائها شيئاً فشيئا فأن الناس يعملون على هذه المجالات، وبالتالي تتغير ثقافة ان الدولة مسؤولة عن كل شيء وأن عليها توفير كل شيء.." واضاف " البشر، المجتمع، حينما يتحرك يتحرر شيئا فشيئا .. فالحكومة عليها ان تؤسس الى هذا المبدأ، فعلى سبيل المثال من المفيد التفكير بتأسيس شركة النفط العراقية ومثيلات لها في باقي القطاعات وشيئاً فشيئاً تبيع جزءاً من اسهمها الى المواطنين الى ان تكون الشركة من الناس واليهم وتمثل مصالحهم وتطلعاتهم ويشعرون انهم مالكون لها فيحرصون عليها وعلى تطويرها وتنميتها، فتزداد ثقتهم بأقتصادهم لانهم هم من يحركه وينميه... فنحن نحتاج الى ان نوجه المسؤولين ان يخففوا العبء عن انفسهم ليركزون على الامور المحورية، فتقوم الدولة او الحكومة بالرقابة والتوجيه والتخطيط، وليس النيابة عن الناس والمجتمع والتدخل في كل صغيرة وكبيرة، كلما خففنا العبئ عن الدولة واوكلنا المهمة للناس فسوف يتحسن الوضع لا محال.." وختم سماحته بالقول "نحن بعون الله وببركة تمسك الشعب العراقي بأهل البيت(ع) وبروح الاخاء والتعايش المشترك، نحن متفائلون لمستقبل العراق ..".
كما استقبل سماحته في لقاء اخر اعضاء مجلس ناحية الحسينية في كربلاء المقدسة، الحاج جواد مدلل والدكتور فائز الاسدي والاستاذ محمد جواد عبدالكاظم والحاج مسلم عمران. واكد سماحته خلال اللقاء على ضرورة التفكير والتخطيط للنهوض بواقع كربلاء المقدسة وتطويرها في مختلف المجالات، بما يجعلها واهاليها الكرام، متميزة، وبما يتناسب وقدسيتها ومكانتها العظيمة المتأتية من بركات وروح الامام الحسين (ع) ونهضته المباركة.
|
|