قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
المرجع المُدرّسي"دام ظله" في محاضرته الأسبوعية:
بناء البلاد ومواجهة الفساد والازمات بحاجة الى روح وهمة شباب الانتفاضة الشعبانية
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى / كربلاءالمقدسة:
قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي "دام ظله"، إن الأبطال والرجال الحقيقيين يتخرجون من المجتمع الرسالي الذي يزكّي بعضه بعضاً ويتواصى أفراد بالحق والموعظة الحسنة، ونحن في العراق بحاجة الى هكذا رجال لنقف بوجه الازمات وحالات الفساد في مختلف أشكالها. و دعا الى تلك الشجاعة وروح الحماسة والبسالة التي ظهرت في الانتفاضة الشعبانية المجيدة التي عدّها سماحته من العوامل الأساسية التي مهدت للاطاحة بنظام صدام المقبور. وفي المحاضرة الأسبوعية التي القاها سماحته في مكتبه بكربلاء المقدسة بحضور وفود وجمع غفير من الأخوة المؤمنين وطلبة الحوزة العلمية، دعا سماحة المرجع المدرسي ابناء المجتمع الى صقل النفوس وتزكيتها من خلال عملية التواصي والتواصل فيما بينهم بالحق، وقال موضحاً، عليك أن تلتفت قليلاً الى روحك لأنها هي التي سترافقك في القبر وتكون معك في البرزخ ويوم القيامة وعلى الصراط، فكلما اصلحت نفسك كان ذلك مكسبا حقيقيا لك.. وفي معرض حديث سماحته عن طريقة التواصي والتزكية قال سماحته إن أول حلقة في هذه المسيرة هي الأسرة، موضحا: ربما تتحول الأسرة من خلال ذلك الى بيت من بيوت الرحمة الإلهية وبيت من بيوت العلم. وتحدث عن الحلقة الأخرى وهي حلقة المجتمع والدولة، وقال: اذا حولنا مجتمعنا الى مجتمع رسالي، ومجتمع يعلّم بعضه البعض، ويوصي بعضه بعضاً، نكون في حالة نمو مستمر، وفي هذا المجتمع الرسالي ينمو الرساليون الابطال. وأضاف سماحته أيضاً: نحن اليوم في العراق بحاجة ماسة الى هؤلاء الرجال؛ لماذا نواجه باستمرار حالات الفساد والانحرافات والنواقص؟ إن أي حق في التاريخ لا يضيع مادام وراءه من يطالب به، أما اذا تركنا الامور تجري هكذا فأقول إن الأمور ستسير من السيئ الى الاسوأ والعياذ بالله. وعرّج سماحته الى واقعة الانتفاضة الشعبانية والدور الكبير لرجال العراق فيها، وقال: بعض الناس يقولون إن النظام البائد سقط بفضل الرئيس الفلاني (...)، ولكن أقول وبصراحة: إن النظام الصدامي اسقطته الانتفاضة الشعبانية، فهذا النظام كان نظاماً مبنياً على شاكلة الخرسانة الكونكريتية، وكان مسنوداً من قبل أطراف كثيرة، لكن أولئك الشباب العزّل نزلوا الى الشوارع في البصرة وفي كربلاء مروراً بالناصرية والديوانية والسماوة والنجف وغيرها، فكل هذه المناطق من الوسط الى الجنوب كلها انتفضت بحركة كبيرة جداً وأذا بذلك البناء يهتزّ بشدة . وتساءل سماحة المرجع المدرسي عن سر اختفاء تلك الروح الوثابة لأولئك الشجعان والابطال ، وقال مؤكداً: إن الحياة بلا شجاعة ولا ايمان ولا استقامة ، هي حياة تافهة، وأضاف: لقد درسنا في مدرسة ابي عبد الله الحسين سلام الله عليه، وقد قال: "اني لا ارى الموت الا سعادة ولا الحياة مع الظالمين الا برماً"، وفي هذا السياق أوضح سماحته بان بعض الناس يتصورون ان التقية معناها انه تنطوي على نفسك ولا تعمل ولا تسمع، وقال: إن هذه ليس تقية، فاذا كانت هذه تقية فلماذا تكلّم أئمتنا عليهم السلام واتخذوا المواقف؟ فهم قالوا بالتقية والعمل السري والعمل بحكمة، وحيث يقول الله سبحانه وتعالى: "أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". و خاطب سماحته المؤمنين والرساليين وابناء الانتفاضة الشعبانية، وقال: اذا تركتم الساحة الى الهمج الرعاع الذين يميلون مع كل ريح، فلا تلوموا الى انفسكم، بل ادخلوا انتم في كل ساحة، وتحدثوا وارفعوا صوتكم بالحق والعدل في مواجهة الفساد، والازمات، و والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن بحكمة ووعي ..