سور المرأة حجابها
|
عدنان رسول
من حق المرأة أن تصون نفسها وشرفها وكرامتها، وللأسف من يظنون أنهم بدعوتهم لنزع الستر والحجاب عن المرأة يدافعون عن حقوقها، هم بالحقيقة يغتصبون حقوقها ويهدرون كرامتها وشرفها ويضعونها في موضع خطير.. ولانقول هذا الكلام لاختلافنا في الرأي معهم بخصوص الحجاب وإنما نقول ذلك دفاعاً عن حق المرأة في أن تحيا حياة كريمة وشريفة ملأها الحنان والسلام.
إن من يدعو إلى نزع الستر والحجاب أو حتى من يحاول الالتفاف على الحجاب من خلال الأزياء وإثارة العرائز، ندعوه لينظر قليلاً إلى واقع المرأة في الغرب، فهناك الآلاف من النساء الغربيات يتعرضن إلى الاغتصاب سنوياً، فهل هذه العاقبة هي التي توعدنا بها الاقلام والمنظمات الداعية للسفور وتخلّي المرأة عن الحجاب ؟
وربما يأتي مجادل ويقول ما علاقة السفور و رفع غطاء الرأس وحتى إظهار المفاتن بجريمة الاغتصاب التي تتعرض لها النساء في العالم الغربي؟
هذا السؤال عفوي لكنه مهم في نفس الوقت لمعرفة العلاقة الدقيقة بين جريمة الإغتصاب التي تكون النساء أو الفتيات ضحاياها، وبين تفشي ظاهرة التعرّي في المجتمعات الغربية، وتقوم هذه العلاقة على أساس الأدوات الحسية والتفاعلية لدى الإنسان، فهذا الإنسان لديه أدوات وأعضاء يستعملها في حياته الذهنية والفكرية فهي تنقل إليه الإشارات الحسية والضوئية والشمسية وغيرها ليقوم العقل بتحليلها والإستفادة منها في خلق التصورات العلمية، فإذا سمعت شيئاً عبر أداة السمع فأنت تتأثر بهذا الصوت الذي سمعته وتكون ردة فعلك بنفس مستوى الصوت الذي سمعته، فإذا كنت تسير في مكان مظلم وسمعت صوتاً مرعباً، سينتابك شعور بالخوف والهلع، وكذلك بالنسبة إلى أداة النظر، إذا شاهدت أحدهم وهو يهجم عليك بالسكين فانك ستشعر بالرعب والارتباك والهلع بنفس مستوى التهديد الذي تشهده، نفس الأمر إذا وقعت عينا الرجل أو الشاب على مفاتن المرأة فانه بأي حال من الأحوال، ستنتابه مشاعر مختلفة تثير فيه الغريز الجنسية بشكل لا يتمكن من السيطرة عليها، ومن الصعب على أي شخص الإدعاء بانه لا يتعرض للإثارة الجنسية اذا ما سقطت عيناه على إمرأة بمظهر مثير.
وإذن، فإن احاسيس الإنسان ومشاعره طبيعية، فإذا استثيرت بأدوات وإشارات خارجية، وإذا وضع الإنسان في موضع الحاجة إلى الغذاء، كأنك احتجزته مدة من الزمان.. يتوجب عليك عند ذلك أن توفر له الطعام أما إذا لم تطعمه، فإنه سيفعل أي شيءمن أجل الحصول على هذا الطعام حتى وإن كان ذلك من خلال اقتراف جريمة.
فإنك عندما تدعو إلى نزع الحجاب وإلى التفسخ والتعرّي فإنك بذلك تفسح المجال للاثارة الجنسية بأن تدفع الانسان نحو ارتكاب العمل المحرم، ومنها الاغتصاب، لاسيما واننا اليوم وفي هذه البرهة الزمنية وفي ظل تكنولوجيا المعلومات والفضائيات، لا نضمن وجود شريحة واسعة من الشباب والرجال الذين يمتلكون كوابح قوية من التقوى والايمان بالله والخوف من عذابه، وكأمر واقع فان نسبة كبيرة من شباب اليوم عنده الغريزة الجنسية مثل ورق الشجر يتحرك بعنف ما أن تهب عليه نسمة هواء بسيطة.
من هنا نفهم بأن الحجاب هو الذي يحافظ على حقوق المرأة وعلى شرفها وعلى كرامتها، وهو الذي يحافظ عليها من عيون ضعاف النفوس، والبعيدين على أصول التربية الدينية.
وربّ سائل أو بالحقيقة سائلة من بعض النسوة تسأل: لماذا لا تثقفون شبابكم ورجالكم على التربية الدينية والالتزام بحرمة المرأة وغضّ النظر وعدم التحرّش و... وهو سؤال وأسئلة مشروعة وصحيحة من جانب، لكن من جانب آخر، فان الصحيح أيضاً بان المرأة ومعها المجتمع والأسرة أيضاً والتي تشكل فيه المرأة عنصراً مؤثراً ومهماً، عليه أن يزيل الشوائب والاوساخ من أمام الشباب حتى لايرتطم بها ويرتكب بسببها مخالفات اجتماعية واخلاقية، بعدئذ ستصدر بحق الشاب أو الرجل كل الأوامر والنواهي بالسير وفق الآداب العامة والتعامل مع المجتمع بمنتهى الالتزام والاحترام..
وهذا ما يفسر لنا سبب عدم تمكن الغرب ومؤسساته الاجتماعية الضخمة من أيجاد حلّ لظاهرة الاغتصاب التي جرت الى حضيضها حتى المسؤولين الكبار، فهم لا يربطون بين ما يسمونه بـ(التحرش الجنسي) وبين الحجاب والتزام المرأة بالزي والملابس التي تبعد الرجل عن الإثارة الجنسية، بل العكس تماماً نجد الاهتمام البالغ والاصرار من شركات تجارية عظيمة في الغرب تراهن على الملابس الفاضحة والمثيرة ومستحضرات التجميل لكسب المزيد من الارباح على حساب أمن واستقرار المرأة والفتاة، فكم نسمع من وسائل الإعلام فتيات صغار يتعرضن للاغتصاب لاسباب واهية وهم لايعرفون السبب وخلفية القضية ومن أين أتتهم هذه البلية!
نعود ونؤكد إن الحجاب يصون المرأة ويصون المجتمع من التفكك والضياع وانعدام الأمن، لأنه إلتزام بالقيم والأخلاق وبالانسانية أيضاً، وهذا ما يشعر به كل فرد حتى وإن لم يكن ملتزماً بالدين وهو يؤمن بضرورة احترام الاخلاقيات في مجتمعه.
ويحاول من يدعو إلى نزع الستر والحجاب عن المرأة أن يربط بين الحجاب وبين حق المرأة في العمل ويقول بأن الحجاب يعوق المرأة عن القيام بواجباتها الوظيفية وغير ذلك، بينما الأمران منفصلان، وأن الحجاب لايعوق المرأة المسلمة عن القيام بواجباتها الوظيفية وغير ذلك، وأن الإسلام لايحرم المرأة عن العمل بل هو يفترض لها حقوقاً عند العمل تفوق حقوق الرجل، ففي فترة الحمل والأوضاع الخاصة تحصل المرأة على امتيازات خاصة، كما يكون للمرأة دور خاص و مهم في بعض المهن، ربما لا يتقنه الرجل مثل التمريض والتعليم في بعض مراحله الأولية ومهن أخرى يفرضه تطور الحياة وتوسعها.
فلا نربط بين السفور والاباحية وبين تطور المرأة وانطلاقها وراحتها، فهذه مغالطة سقط فيها الغرب ويريدنا اليوم أن نسقط معه، فيكون الاغتصاب أمراً شائعاً وطبيعياً، والعلاقات الجنسية مباحة، حتى وإن رافقتها أمراض خطيرة وآثار اجتماعية مدمرة..
|
|