قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
مدير زراعة كربلاء : حصلنا على المرتبة الثانية واكثر من 50 الف دونم يمكن استثمارها في الزراعة
فيما تموت "عمتنا" في "أرض السواد" .. الأمارات "تهدي" كربلاء 15 ألف فسيلة نحيل !؟
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى / تيسير الاسدي:
لاشك ان شحة المياه التي يعاني منها العراق حاليا أثرت وبشكل كبير على مستوى الانتاج الزراعي في البلاد حيث تراجعت مع هذه الشحة مساحات الاراضي الزراعية. وقد دفعت هذه الشحة بمديريات الزراعة في المحافظات الى إتباع أساليب تقنية جديدة تمكنها من الاقتصاد في صرف المياه وتقليل نسبة الاضرار الناجمة عن شحته. ولمعرفة مدى تاثير أزمة المياه على الزراعة في كربلاء ومستويات الانتاج الزراعي فيها التقت "الهدى" مدير الزراعة المهندس رزاق علي الطائي، فكان هذا الحوار:
س: في البدء، كيف عالجتم مسألة شحة المياه وهل أثرت هذه الشحة على المستوى الزراعي في كربلاء ؟.
ج : (محافظة كربلاء لم تعاني من شحة مياه بشكل قاسٍ مقارنة بباقي المحافظات عدا بعض المقاطعات الزراعية التي كانت نسبة الضرر فيها ليست بالكبيرة. فمثلا يعتمد قضاء عين التمر الذي يعد من المصادر الزراعية المهمة على مياه الآبار ومع ان هذه المياه قلت نسبتها عن السابق لكن مديريتنا أخذت على عاتقها دراسة واقعية للسيطرة على بعض الآبار وغلق الفائض منها من خلال لجنة متخصصة من الموارد المائية والزراعة ومجلس المحافظة وفعلاً حصل ارتفاع في مناسيب مياه العيون بالقضاء والآبار المهمة وهي الان تعمل بشكل جيد. أما بخصوص الري في المناطق الصحراوية فقد تم إدخال تقنية الري بالتنقيط إذ تم حفر أكثر من 500 بئر في هذه المناطق لاستخدامها في البيوت المغطاة ذات المواصفات العالمية) .
ونظرا للشكاوى المتواترة من قبل المزارعين والفلاحين من وجود تقصير واهمال رسمي من قبل الدولة بالقطاع الزراعي خصوصا والأمن الغذائي عموما في العراق، من خلال قلة الدعم او ضآلته وغياب التخطيط العلمي المدروس، وفقدان المشاريع المعلنة لإسس حقيقية ومثمرة على ارض الواقع.. فقد انعكس ذلك سلبا على واقع هذا القطاع الحيوي وعلى حياة الفلاح وانتاجية الارض. وهنا سألنا مدير الزراعة عن الخطط التي تم وضعها من قبل وزارة الزراعة لتحسين الانتاج الزراعي في المحافظة ؟.
ج : " قدمت وزارة الزراعة الاتحادية الدعم من خلال ثلاثة محاور الأول دعم المستلزمات الزراعية من أسمدة ومبيدات وآليات مختلفة بنسبة تجاوزت 65% من أسعارها في السوق المحلية. والمحور الثاني دعم المزارعين بحملات الوقاية المتعلقة بمكافحة الآفات الزراعية كالدوباس وذبابة الياسمين البيضاء وتعفير بذور الحنطة والشعير وكذلك فحص وتصديق البذور من خلال فرع الهيئة العامة لفحص وتصديق البذور للمحاصيل الإستراتيجية بشكل مجاني. أما المحور الثالث فكان من خلال دعم القروض الزراعية المقدمة من الصناديق التخصصية للإقراض بالتعاون مع المصرف الزراعي التعاوني والمكاتب الزراعية المصرفية المنتشرة على مستوى الأقضية والنواحي. فضلاً عن المنح الزراعية التي تقدم من قبل الدول المانحة ومعظم هذه القروض بدون فوائد) .
س : كم تبلغ نسبة الاراضي الزراعية في محافظة كربلاء ؟.
ج : (تبلغ نسبة الاراضي الزراعية في كربلاء والمسجلة لدينا بأكثر من 250 ألف دونم وقد وضعنا خططا طموحة لغرض زيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل الإستراتيجية كالحنطة والشعير باستخدام منظومات الري بالرش لمواجهة شحة المياه كما تم زيادة المساحات المزروعة في المناطق المروية حيث تم تسويق أكثر من 5000 طن من محصول الحنطة و أكثر من 1000 طن من محصول الشعير في العام الماضي).
ولعل من ابرز مظاهر تدهور القطاع الزراعي في البلاد عموما، ومنها كربلاء، ماشهدته بساتين النخيل طوال العقود الثلاثة المنصرمة وحتى هذه اللحظة، من تدمير وخراب ادى بأرض السواد التي كانت تفاخر بملايين الثلاثين من النخل بصنوفها كافة، الى التراجع لمرتبة متأخرة وبنسبة قد لا تتجاوز في الوقت الحاضر برأي الخبراء الزراعيين والفلاحين الـ 11 مليون نخلة، وهي ايضا معرضة للموت والامراض والعطش يوما بعد آخر. بل وصل الامر الى أن تقوم دولة مثل الامارات بـ(إهداء) العراق فسائل نخيل نسيجية لزراعتها، ومن ذلك(15) الف فسيلة الى محافظة كربلاء، كما اوضح السيد الطائي، في اجابته عن السؤال التالي: تتعرض بساتين النخيل الى التجريف المستمر، هل وضعتم خطة لوقف هذا التجريف وزيادة نسبة زراعة النخيل ؟.
ج :( إيقاف عملية تجريف بساتين النخيل من واجبات السلطة التنفيذية ومهمة مديرية الزراعة هي التشخيص والتبليغ عن هذه الظاهرة وعدم الموافقة على انجاز معاملات البيع للبساتين المجرفة، كما أنشأت زراعة كربلاء ثلاث محطات للنخيل في المحافظة في منطقة عون والحسينية، بالاضافة الى محطة الزراعة النسيجية قرب بحيرة الرزازة حيث تم استلام 15 ألف فسيلة من دولة الإمارات العربية كهدية لزراعتها في المحافظة، وتنفيذ مشروعين ضمن موازنة الخطة الاستثمارية لمديرية الزراعة وهما مشروع تنمية البساتين في المنطقة الصحراوية وتطوير البساتين في أم غراغر في ناحية الحسينية، فضلا عن إنجاز مشروع الحزام الأخضر المحيط بالمدينة والذي يبلغ طوله 27 كم وبعرض 100 م مغروس بأكثر من 20 ألف فسيلة نخيل 80 ألف فسيلة من أشجار الزيتون ويوكالبتوس) ويضيف : (حصلنا على المرتبة الثانية بعد الموصل في الانتاج الزراعي هذا العام. ولتحسين الواقع الزراعي أرسلت مديريتنا العديد من الموظفين ومن مختلف الاختصاصات كإيفادات إلى دول أمريكا واستراليا واليابان والأردن وسوريا ومصر وايطاليا والدنمارك والصين والإمارات للاطلاع على التجارب الزراعية في هذه البلدان ولأغراض التدريب).
وبخصوص خطر الآفات الزراعية خاصة تلك التي تصيب أشجار النخيل، فيقول مدير زراعة كربلاء، أن: (وزارة الزراعة الاتحادية عملت على استيراد المبيدات الزراعية من مناشىء عالمية موثوقة ومعتمدة ويتم توزيع هذه المبيدات على المزارعين. وأود أن أوضح أن المبيدات المستورة من الوزارة ليست لها تأثيرات سمية وصحية على الإنسان والحيوان وذلك لمعرفة مناشئها مسبقاً. ولعل مكافحة حشرتي الدوباس والحميرة التي جرت هذا العام أعطت نتائج جيدة من خلال زيادة محصول التمر الذي بلغ إلانتاج فيه أكثر من (65) كيلو غرام للنخلة الواحدة وهو إنتاج كبير مقارنة بالأعوام السابقة التي لم يصل فيها إلانتاج اكثر من (15 كيلو غرام) للنخلة الواحدة.
س : هل هناك خطط تتعلق بتنمية الانتاج الحيواني في كربلاء او على الاقل المحافظة عليه؟.
ج : (وضعت مديرية زراعة كربلاء خطة طموحة لزيادة انتاج العسل من خلال دعم مربي النحل بنسبة تصل إلى 30% -50% لشراء مستلزمات النحل وتمت المباشرة بالمشروع وأثمر عن نتائج جيدة بالإضافة إلى وجود مناحل خاصة بالمديرية تنتج العسل. وتم هذا العام انتاج أكثر من 600 كليوغرام تجاوزت نسبة إنتاج العام الماضي بحوالي 20% ومن النوعيات الجيدة).
واذا كانت منتجات الدواجن في العراق وكربلاء ليست بأحسن حالا من القطاع الزراعي، وتبدو متواضعة جدا بالقياس الى حاجة السوق المحلي، و العراقي بشكل عام، مع تنامي ظاهرة تفضيل الاعتماد على الدواجن والبيض المستورد من مناشىء من اقصى بقاع الارض، وبإسعار منافسة، ماحدى بأصحاب حقول الدواجن انفسهم في التفكير جديا للاتجاه الى الاستيراد عوضا عن الانتاج الوطني، فأن السيد مدير الزراعة، وفي معرض اجابته عن نفس السؤال السابق، واصل بالقول:
(ونفذت وزارة الزراعة (3) مشاريع كبيرة تجاوزت كلفها مليار و 400 مليون دينار للمشروع الواحد من خلال تربية الدجاج بطريقة الأقفاص وهي طريقة حديثة بالإضافة الى إنشاء حقول الدواجن وترميم قاعات التربية بشكل كبير على مستوى الأقضية والنواحي وهناك خطة لدى مديرية الزراعة بدعم مربي الدواجن بالوقود والأعلاف وهي مستمرة ). وتابع : (وحضيت مدينة كربلاء بمشروع استثماري ضمن خطة هيئة الاستثمار من قبل احدى الشركات العالمية وهو مشروع انشاء محطات لتربية الابقار وزراعة الاعلاف على مساحات واسعة ونحن بانتظار اقرار هذا المشروع من قبل الجهات المختصة، اضافة الى ذلك فان كربلاء بيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الزراعي اذ تتوفر اكثر من 50 الف دونم يمكن تهيئتها للاستثمار من قبل الشركات الاجنبية والمحلية في المجال الزراعي).
س: هناك مشروع أسميتموه القرى العصرية، هل لك ان تعطينا نبذة عن هذا المشروع ؟
ج : (مشروع القرى العصرية واحد من المشاريع الضخمة في محافظة كربلاء والغاية منه زراعة اكبر قدر ممكن من المناطق الصحراوية حيث تم تشييد قرية عصرية غرب المحافظة بمسافة (15 كيلو متر) ووصلت نسبة الانجاز الى 95% وتضم القرية العصرية 100 دار سكنية بمساحة 200متر إضافة إلى بناء مدرستين ومستوصف ودائرة بريد وماء ومصرف ومركز شرطة ودار لرياض الأطفال وساحات للرياضة وأسواق وسيتم توزيعها على المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين وخريجي المعاهد الزراعية ومنحهم ارض زراعية بمساحة 40 دونما إضافة إلى منحهم قروض ورواتب شهرية لمساعدتهم في عمليات الإنتاج وهذا سيعمل على زيادة المساحات الزراعية وتقليل نسب البطالة).