سماحة المرجع المُدرّسي"دام ظله": نعاني من مخلّفات نظام فاسد في الثقافة العامة لإدارة الدولة و في القوانين والجميع يتحمل مسؤلية الإصلاح
النزاعات و توزيع الاتّهامات لا يجدي نفعاً وليكن الإنجاز في ميدان الخدمة العامة الفيصل بين الإدّعاء والحقيقة
|
الهدى/ كربلاء المقدسة:
قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" ،إنّ مسيرة وزيارة الاربعين المليونية إلى مرقد الإمام الحسين عليه السلام، التي يقوم بها ابناء الشعب العراقي، إنّما هي مسيرة الإصلاح، وإنّ كل واحدٍ منهم يجد نفسه في قمّة الوعي وعنفوان المسؤولية حينما ينخرط في هذه المسيرة الالهيّة إتّباعاً لنهج الإمام عليه السلام.. موضحا بالقول، عشية انطلاق حشود الزائرين المشاة نحو كربلاء المقدسة من مختلف ارجاء البلاد :" حين أجدكم – أيها الزائرون – كيف تتعاونون وأنتم في سبيل زيارة الإمام عليه السلام، أقول: يا رب كيف لو انتشرت هذه الأخلاق الحسينية الطيبة في كل جوانب حياتنا ودوماً وفي كل مكان؟. حقاً حينما ترفرف راية السبط عليه السلام على مؤسساتنا الأسرية والعشائرية، والادارية، والهيئات الدينية، والتجمعات الخدمية، فإنّ بلادنا سوف تتقدم بإذن الله تعالى وفي كل الحقول.
وفي جانب من البيان السنوي لسماحته، والذي سيتم توزيعه خلال الايام القليلة المقبلة، بمناسبة أربعين الامام الحسين عليه السلام، ووصلت "الهدى" نسخة منه، قال سماحة المرجع المُدرّسي : " إننا نعاني من مخلّفات نظام فاسد في الثقافة العامة لإدارة الدولة، وفي كثير من القوانين التي لا تنسجم مع الدستور، والبعيدة عن احكام الشريعة وعن مبادئ الحريّة. وإنّما بالعمل الجدّي ومن قِبَل جميع أبناء الأمة نرجو أن يوفقنا الله سبحانه لإصلاحها. فعلينا أن نستلهم روح الصبر والإستقامة من الإمام الحسين عليه السلام الذي أسّس بنهضته المباركة لأعظم مسيرة إصلاحية، حتى جعله الله سبحانه مصباح هدى وسفينة نجاة، لنستلهم تلك الروح من أجل المثابرة في إصلاح أجهزة الدولة: أولاً: بنشر ثقافة الخدمة بين المنتسبين، ومحاربة الرشوة والفساد، وتجاوز الروتين القاتل في تمشية معاملات الناس بيسر وسرعة. ثانياً: بإصلاح كافّة المنتسبين إلى الدوائر الرسميّة وإسداء النُصح إليهم بالتي هي أحسن، وإذا لم تنفع النصيحة – لاسمح الله- باستبدالهم بأفضل منهم، وهكذا بتشجيع الصالحين منهم بكل وسيلة ممكنة. ثالثاً: بالتوصية للمجالس المنتَخَبة، سواء الوطنيّة أو المحليّة، لكي يستبدلوا القوانين بأفضل منها، حتى تتحرك عجلة التنمية، ويعم الرفاه الجميع إن شاء الله تعالى".وأضاف "لقد ابتُلي شعبنا بعد سقوط النظام الطاغي بالنزاعات المختلفة، وعلينا أن نسعى جاهدين لتحويل هذه النزاعات المدمِّرة إلى تنافس بنّاء على المكرمات، وتسابق إيجابي نحو الخيرات، وليكن ميدان الخدمة العامة هو الفيصل بين الإدّعاء والحقيقة. قولوا لمن يدّعي أنّه الأفضل: تعال وأثبت إدّعاءَك بالعمل الصالح وفي ساحة الإنجاز"، واوضح أن "النزاعات الحادّة قد تبدأ صغيرة، ولكنها تنتهي – لا سمح الله – إلى إراقة الدماء، فليكن عزمنا إصلاحها منذ البدء. علينا أن لا نستمع للأصوات الشاذّة التي تنال من هذا وذاك بلا دليل، وأن نواجه من يتّهم الآخرين بالكلمة الرادعة، فإمّا أن يُثبت دعواه بالبرهان القاطع، أو يسكت..". وقال سماحته أيضا :" إنّ الوساوس التي يلقيها دائماً شياطين الجن والإنس في المجتمع، هي من عمل إبليس، وهي تمنع تقدّمنا، وتحجب بصائرنا، وتُقيِّد أيدينا. فترى البعض يلقي اللوم أبداً ودائماً على الآخرين وكأنّه يريد أن يبرّئ نفسه ويجرّدها عن مسؤوليّاتها، ولكن هل نفعت هذه الوساوس أمةً أم زادتها ضراراً؟.. دون أن يتذكّروا إنّ النهضة من مسؤولية الجميع، وإنّ توزيع الإتّهامات لا يجدي نفعاً، وإنّ نهج السبط الشهيد هو أن نقوم جميعاً بتحمّل المسؤولية بكل صبر واستقامة". ودعا الأخوة المؤمنين، بالقول: "إنّ راية السبط الشهيد ترفرف على رؤوسنا، وتوحِّد صفوفنا، والعلماء الذي يمثِّلونه يفضّون نزاعاتنا، والقيم المُثلى التي جاء بها القرآن تزكي نفوسنا، فلماذا الإختلاف؟ ليقم كلٌ منا بدوره في إصلاح ذات البين، وليتوكّل على الله سبحانه.." (نص البيان ص3)
|
|