صدر حديثا .. " الحكم الإسلامي في مدرسة الإمام علي عليه السلام"
|
صدر حديثا عن مركز العصر للثاقة والنشر، وطباعة ونشر دار المحجة البيضاء ودار اقلام، كتاب (( الحكم الإسلامي في مدرسة الإمام علي عليه السلام)) لسماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله". وهو يعتمد على قراءة ثاقبة وعصرية لعهد الامام علي عليه السلام الى مالك الاشتر رضوان الله عليه حين ولاّه حكم مصر. وما جاء في مقدمة الكتاب، أننا : حينما نتكلم عن الحكم الاسلامي، لايمكن أن نتجاوز اثراّ خالدا ومنهجا واضحا رسمه الامام عليه السلام عبر عهده لمالك الاشتررضي الله عنه، هذا العهد الخالد ،والذي لم يكن سر خلوده بسبب نوع الكلمات المستفادة، ولا في ظرائف الأدب المستخدم.. وإنما يكمن خلود هذا العهد في روحه وقيمه وتعاليمه.. فهو منهاج قويم لكل حاكم يريد أن يحكم بالقسط، وأن ينفع الناس.. لذا تجده رغم كل الانتقالات العسكرية، والتحولات السياسية، والتغرات الجغرافية، واتساع الفواصل الزمانية .. بقي منارً لكل من ينادي بكرامة الانسان، ويسعى إلى العدالة، ويأمل بناء حكومة صالحة في الارض .. إذ حمل هذا العهد في طياته من البيان ماقل نظيره، ومن الحكمة ماقل بيانها، ومن الدقة ماقل وجوده ..
وهذا العهد ليس للحاكم فقط، بل للجميع أن يستفيد منه ،وذلك لمعرفة نوع الحكام الذين يحكموننا، هل هم سائرون على هدى الدين ومنهاج الرسالة .. هل هم يحافظون على كرامة الانسان ويسعون باتجاه العدالة .. هل اتخذوا المناصب لخدمة الناس أم لتعزيز مواقعهم في السلطة ..هل همهم الأول الأمة أم مصالحهم الشخصية؟... وليعرف كل إنسان ماهي حقوقه على الدولة، وماهي الفرص التي ينبغي أن تتوفر له .. فإذا ماحرم منها، فليعرف أنه قد سلب حقه، وعليه أن يطالب به بالاسلوب المناسب.هذا بالاضافة الى إن كل انسان في موقعه قد يكون حاكماً على عمله ومحيطه الذي يعيش فيه؛ فرب العائلة حاكم على عائلته، والمعلم حاكم على طلابه، وصاحب المعمل حاكم على عماله، والقائد العسكري حاكم على جنوده، وهكذا ..وبهذا يمكن لكل واحد منا أن يستفيد من هذا العهد في بناء حكومة صالحة، ولو بشكل مصغر حسب دائرة عمله .. وقد حظي هذا الأثر باهتمام العلماء والمفكرين والسياسيين .. فشرحوا كلماته وتأملوا في محتوياته، وسجلوا ما استلهموه منه .. وكان لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (حفظه الله تعالى) دور مشهود في هذا الجانب أيضاً، حيث ألقاه دروساً لنخبة من طلبة العلوم الدينية ، وذلك إبان كتابة الدستور العراقي بعد سقوط الطاغية ( صدام)، وبثت في حينه مراراً .. وحرصاً منا على إيصال هذه الدروس الى القراء الأعزاء رجاء تعميم فائدتها، قمنا بتحريرها واعدادها في كتاب، سميناه (الحكم الإسلامي؛ في مدرسة الإمام علي (عليه السلام)). راجين من الله تعالى ان يتقبله منا جميعا بخالص قبوله، وأن يجعل فيه البركة والهدى .
|
|