حذروا من ضعف الجهد الاستخباري واستمرار(القاعدة) والدور الامريكي
نواب ومحللون :تردي الوضع الأمني والخروقات المستمرة انعكاس لعدة عوامل
|
بغداد/ الهدى:
شدد نائبان ومحلل مختص بالشأن الأمني، على أن نشر القوات الأمنية بدون معلومات استخباراتية لا جدوى منه، منوّهين إلى أن التركيز على الجهد الاستخباري كفيل بالقضاء على الهجمات الارهابية. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية قاسم الأعرجي لـ (الهدى) إن "تردي الوضع الأمني وخاصة في بغداد أسبابه عديدة منها عدم اتفاق الكتل السياسية فيما بينها، إذ توجد أطراف مشتركة في الحكومة ولكنها تعمل على إضعافها وإسقاطها تنفيذاً لأجندات يعملون لأجلها"، متهماً القوات الأمريكية "بتمويل بعض الهجمات من اجل إبقاء قواتها لأطول فترة ممكنة". وتابع الأعرجي أن " فشل الأجهزة الأمنية والاستخبارية أحد أسباب تردي الوضع الأمني، فضلا عن إخفاق عمل وكالة المعلومات والتحقيقات الوطنية من انجاز عملها بالشكل الصحيح. .إذ أن القوات الأمنية تشكو من ضعف وانعدام المعلومة الأمنية في نقاط التفتيش والمواقع العسكرية. .".وأوضح أن "فشل الجهد الاستخباري. . فضلا عن المحاصصة المقيتة كلها أسباب أدت إلى تدهور الوضع الأمني ". وبشأن توقيت تنفيذ الهجمات والتفجيرات قال الأعرجي إن "التوقيت مقصود لأن القوات الأمريكية وبحسب الاتفاقية تحتاج إلى موقف محدد من الحكومة للتمديد من عدمه خلال حزيران المقبل". وأضاف أن "القوات الأمريكية تسعى إلى التواجد في تسع قواعد في خمس محافظات، وهذه القواعد تمتد على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية وفي مناطق حيوية بالقرب من المطارات في اربيل والموصل وبغداد والبصرة وكركوك ولفترة لا يعلمها إلا الله" حسب قوله.
من جهته عزا عضو لجنة الأمن والدفاع حاكم الزاملي أسباب الخروقات الامنية المستمرة واخرها التفجيرات التي ضربت عدداً من مناطق بغداد، صباح الأحد، إلى عدم القضاء على تنظيم القاعدة بشكل نهائي،فضلاً عن وجود بقايا النظام المقبور والمتعاونين مع القوات الأمريكية. وقال الزاملي لـ (الهدى) إن "التفجيرات تأتي بالتزامن مع الانسحاب المزمع للقوات الأمريكية، إذ أن هناك من يريد القول بضرورة بقاء الاحتلال في العراق، كما أن عدم القضاء على تنظيم القاعدة بشكل نهائي ووجود بقايا النظام السابق وبعض المتعاونين مع المحتل أسباب رئيسية للتدهور الأمني". وحمّل الزاملي القوات الأمريكية مسؤولية التدهور الأمني قائلاً إن "قوات الاحتلال مسؤولة عن هذه التفجيرات لأنها لم تعمل على الإيفاء بوعودها إزاء تسليح وتجهيز المؤسسة العسكرية وبالتالي تبحث عن مبررات لبقائها مدة أطول". معتبراً أن هذه الهجمات "ليست مبرراً لتمديد بقاء القوات الأمريكية"ورأى في الوقت ذاته أنها "ليست مؤشراً على عدم قدرة الأجهزة الأمنية على حفظ الأمن والإستقرار في عموم البلاد".من جانبه قال المحلل المختص بالشأن الأمني علي الحيدري إن "تردي الوضع الأمني وحدوث خروقات مستمرة فيه هو انعكاس لعدة عوامل، العامل الأول تحالف المجاميع المسلحة التي تعمل ضمن خط الإرهاب ومرتبطة بالبعث الصدامي وبقايا النظام السابق، والتي فتحت قنوات اتصال مع دول معادية للتجربة الديمقراطية الجارية في العراق من خلال مخابرات تلك الدول التي تريد الإطاحة بالتجربة الديمقراطية بالعراق". وأضاف أن "العامل الثاني قيام مجاميع معادية للشريعة الإسلامية وهذه المجاميع تعبث بأمن العراق وبأمن والعديد من الدول العربية منذ زمن طويل ومن الممكن أن يندرج ضمن هذا القسم تنظيم القاعدة تحت ما يسمى بدولة العراق الإسلامية وهم يريدون استغلال موضوع انسحاب القوات الأمريكية والضرب على القوات الأمنية العراقية من اجل زعزعة الثقة فيها، تمهيداً لتمديد بقاء القوات الأمريكية في العراق". ودعا الحيدري الأجهزة الأمنية إلى "تركيز الجهود الاستخبارية والعمليات الاستباقية للقضاء على الخلايا الإرهابية المتداخلة والمتشعبة خصوصا في بغداد والموصل وديالى. واعتبر أن "توقيت شن الهجمات الآن مقصود لغرض حصول المجاميع المسلحة على مبرر للاستمرار كونها تحقق مكاسب على الأرض"، مستبعداً في الوقت ذاته "وقوف الأمريكيين وراء هذه الهجمات لتبرير تمديد وجودهم العسكري في البلاد".
وكانت العاصمة بغداد قد شهدت صباح أمس الاول، سلسلة تفجيرات ارهابية متعاقبة استخدمت فيها عبوات ناسفة وسيارات مفخخة انفجرت في مناطق متفرقة، حيث أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا غالبيتهم من المدنيين فضلاً عن عدد من أفراد الشرطة.
|
|