من هم (أصحاب الرسّ)؟
|
إعداد / علي عبد الحسين
إن الله تعالى يمنح البشر قدراً من العقل والعلم لو أستثمره عن طريق تمسكه بالوحي الذي يثير في قلبه دفائن العقل، لازداد عقلاً وعلماً، وتمكن من النجاة والفوز في هذه الدنيا وفي الآخرة، لكن اذا رفض الرسالة فانه يفقد ا لعقل، حيث يسلبه الله ما أوتي، فيمشي مكبّا على وجهه يتخبّط في حياته كالأنعام بل أضلّ سبيلا.
وجاء في القرآن الكريم صوراً ومشاهد لأقوام كذّبت بالرسل بل وارتكبت الجرائم الفضيعة بحق المرسلين من أجل أن يثبّتوا موقفهم، فذبحوا وأحرقوا ونشروا بالمناشير، فحلّ عليهم العذاب الأليم بأشكال متعددة يرويها لنا القرآن الكريم، ومن هؤلاء (أصحاب الرسّ)، فقد جاء ذكرهم مرتين؛ في سورة (الفرقان) الآية (38)، وفي سورة (ق) الآية (12).
ففي سورة الفرقان تقول الآية الكريمة: "و َقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً، وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً" (الفرقان / 37-38)، وجاء في تفسير من هدى القرآن لسماحة المرجع الديني آية الله السيد محمد تقي المدرسي (حفظه الله)؛ ينقل سماحته عن حديث مفصّل يرويه الامام الرضا (عليه السلام) عمّن سأل جده أمير المؤمنين (عليه السلام) ما مضمونه: إن اصحاب (الرسّ) كانوا يعبدون أثنتي عشرة شجرة صنوبر واقتبسوا أشهر السنة من اسمائها، وزعموا إن نوحاً (عليه السلام) قد زرعها، وقد حرموا على انفسهم مياه نهر لهم، بدعوى أنها خالصة لتلك الاشجار المقدسة – بزعمهم-.
فبعث الله تعالى نبياً من بني اسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب، فدعاهم الى التوحيد فرفضوا، فدعا ربّه ان يهلك معبودهم فيبست كبرى الاشجار، فزعموا أنها غضبت عليهم لدعوة الرسول بنبذها، وقالوا دعنا ندفن نبيّنا تحتها حيّا فلعلّها ترضى!! فحفروا بئراً عميقاً وألقوا نبيهم فيها، ووضعوا عليه حجراً كبيراً، ومات في ذلك البئر، فغضب الله عليهم وعمّهم عذاب شديد، حيث هبّت عليهم ريح عاصف شديدة الحمرة، ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد، وأطلتهم سحابة سوداء فألقت عليهم كالقبّة كتلة جمرية ملتهبة، فاذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص.
وأضاف المرجع المدرسي في تفسيره عن أفعال وجرائم أولئك القوم، أنهم كانوا يرتكبون أفعال مشينة وقبيحة منها السحاق وهو الشذوذ الجنسي بين النساء.
|
|