الديمقراطية تحمل الغث والسمين ولابد من الاحتكام لقيم الدين في الانتخاب والموقف
المرجع المُدرّسي:نحتاج (الرشد) السياسي والاجتماعي وإعادة هيكلة أنفسنا ومجتمعنا
|
كربلاء المقدسة/ الهدى:
قال سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي(دام ظله)، أن الولاء الصادق للنبي وأهل البيت(ص)، ومن ثم اتباع العلماء بالاسلوب وبالنهج الذي امرنا به الله تعالى، يمكننا من أن نتخلص من مشاكل كثيرة.. وأنه لابد أن يتجسد هذا الولاء والاتباع الواعي في حياة الانسان اليوم على ارض الواقع (موقفا وسلوكا وفي جميع الميادين، بما في ذلك في السياسة وانتخاب المسؤولين وفق المبادىء والقيم التي تؤكد عليها وتقوم بها الولاية..) واضاف في حديثه له خلال استقباله وفودا من الزائرين، واساتذة وطلبة من الحوزات، نهاية الاسبوع، بمناسبة ميلاد امير المؤمنين عليه السلام : ( لقد جاؤوا لنا بديمقراطية ودعوا الناس لخوض الانتخابات ثم حملت صناديق الاقتراع عددا من الاشخاص الى مجلس النواب ومجالس المحافظات، ولا أحد ينكر ان ممن دخلوا هذه المجالس ثمة أناس طيبيون صالحون ومجاهدون قضوا اعمارهم في سبيل الله، وبعد عقود من الجهاد والعمل جلس تحت قبة البرلمان او تسلم هذا المنصب اوذاك، ولكن والى جانب هذا المخلص ربما يجد أن الى جانبه وفي مقابله رقما مضاعفا من ااشخاص تسلقوا المناصب دون ان يعرف احد كيف حصل ذلك...، ونحن نعرف كيف جاء (بريمر) بمجلس الحكم وأمثاله، وأتى بالكثير من هؤلاء الاّ من عصمه الله تعالى، استحوذوا على النفوذ و الاموال وشكلوا بها تجمعات و احزاباً وحركات وجمعيات، وكرسوا انفسهم عبر ذلك وبطرق مختلفة.. و رشحوا وصعدوا الى المجالس...، لذلك نقول: ان هذا الاسلوب والمنهج لا يناسبنا بالمرة، انما حصلت ظروف معينة فرضت نفسها على واقعنا... نعم لنواكب الاحداث، وننتخب هذا وذاك، لكن لا يجب ان ننسى قيم ديننا واسس ولايتنا وتاريخنا الذي نفتخر به، حيث كان الشاب والفتى وما ان يبلغ سن الرشد والبلوغ يسأل اباه او عمه وخاله ، و بدقة وتمحيص عمن يقلده...), واوضح سماحته ان( تشكيل التجمعات الايمانية هي التي يجب أن تفرض نفسها بقوة وقدرة وكفاءة في العمل والتأثير، على السياسة وعلى الاقتصاد وباقي جوانب الحياة في المجتمع فتكوّن بذلك المجتمع الاسلامي الصحيح) وتابع ( وهذا لا يعني أن لا نشارك في الانتخابات مثلا، او ان نخلق الفوضى وندعو لها ، كلا، انما المهم في ذلك هو التمسك بقيم الدين وولاية أهل البيت(ع)، بحبل الله المتين الذي يقول عنه القرآن الكريم: "واعتصموا بحبل الله جميعا"، فاذا تكونت هذه القناعة في مجتمعنا يكون قد خطا بشكل اعمق نحو ولاية الله و ولاية اهل البيت عليهم السلام ، بما يترك اثره على اختيارات ومواقف الانسان، بما في ذلك انتخابه سياسيا واداريا لجماعات وافراد يتميزون حقا بالايمان والولاء وبالاخلاص والنزاهة والكفاءة والصدق..) واضاف (ادعوا ابناء شعب العراق ان يفكروا جدّيا في اعادة هيكلة انفسهم ومجتمعهم ضمن هيكلة سليمة يدخلون من خلالها الى ميادين العمل وتحمل المسؤولية سياسيا وانتخابيا واقتصاديا واجتماعيا .. نحن بحاجة الى بلوغ مرحلة الرشد، فالشعب العراقي مرت به فترات عجاف والحمد لله ولت الى غير رجعة ، لذا ومن الشعوب المحترمة المتميزة بالفطنة واليقظة ، يكون ان شاء الله عارفاً بما ينبغي ان يفعله..)
|
|