قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

المستقبل في تنمية الشباب
حسن الأنصاري
أكثر ما يشغل بال المواطنين، لاسيما الشباب، الخوف من المستقبل وعدم تكافؤ الفرص في الوظائف العامة بعد تخرجهم. وبعيدا عن الشعارات والتصريحات والوعود الرسمية التي اصبحت عادة ما تطلق ـ للاسف ـ ذراً للرماد في العيون، على البرلمان والحكومة الجديدين، خلال عملهما التشريعي والتنفيذي خلال السنوات القليلة المقبلة، أن يوليا الشباب اهتماماً كبيراً من خلال وضع سياسات و خطة تنموية مدروسة وناجحة خلال السنوات الأربع المقبلة تركز على التنمية البشرية، والاعتماد في ذلك على مزيد من الدراسة والبحث العلمي المبني على قاعدة بيانات للاستفادة منه مستقبلا وخلال السنوات المقبلة لاعتقادي أن تنفيذ المشروعات كبيرها وصغيرها لتنمية الاقتصاد الوطني غالبا ما تعتمد على تركيبة وثقافة المجتمع.
المشكلات التي تحتل اهتمام الشباب بحاجة لوقفة تأمل وإعادة نظر في برامج التنمية لأجل الحاضر والمستقبل الأفضل من دراسات تعد من قبل الجهاز المركزي للاحصاء ، ووزارات التخطيط والتعليم العالي والتربية خاصة، وعموم الوزارات والمؤسسات ذات الصلة عامة، ، وذلك من خلال بيانات نموذجية إحصائية وبمشاركة الشباب أنفسهم، وأعتقد أن من المناسب إجراء استبيان ومسح ميداني لمجموعتين قبل العمل (طلبة الثانوية السنة النهائية وطلبة الجامعة سنة التخرج)، ومجموعتين بعد العمل (بعد سنة من العمل وبعد أربع سنوات) بهدف تنمية ثقة الشباب في المستقبل ومعرفة اتجاهاتهم، وهل هي اتجاهات حذر وترقب، ومعرفة درجة الوعي بأبعاد واحتمالات المتغيرات المستقبلية لديهم. ولا شك أن جدية التخطيط للمستقبل تعتمد على الاستمرار الطبيعي للحاضر، وأيضا حتى لا يكون معدل نسبة الخطأ في مشاريع التنمية المستقبلية مرتفعا.
مشكلات الشباب ـ كما باقي الشرائح ـ كثيرة وتبدأ في مدى التوافق مع الذات وتأثرهم بين التطور المدني الذين يرونه في العالم وخاصة في الغرب، وواقعهم المعاش لهم، والاحساس بالضياع وقيمة الحياة من خلال تحديد الأهداف.. مشكلاتهم وجني المال والأمور الاقتصادية والحاجة إلى العمل للحصول على الثروة ومراعاة تحقيق الوفرة المالية مقابل ارتفاع تكاليف المعيشة بهدف استقرار اسر الشباب وتقليل معاناتهم المادية.
لابد مثلا من التفكير بإيجاد منتدى او برنامج حقيقي للمشروعات الصغيرة للشباب، واستراتيجيات دعمها، والى جانب ذلك فإن الشباب أيضا بحاجة ماسة للشعور بعدم الخوف من الغد حينما يدركون أن المستقبل لم يعد مجهولا لدى تبني آمالهم من خلال برامج تنموية متكاملة ، فيجب أن يكون بين برلمانيينا والمسؤولين في الدولة، وبالخصوص ممن لايزالون في مرحلة الشباب(او يشعر بذلك على الأقل !) من هم جديرين بتحمل وضع خطط استراتيجية واضحة المعالم لمستقبل شبابنا.