من طلب الرئاسة هلك
|
عمار كاظم
(يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم).
حركة الإنسان في خط المسؤولية في الحياة من خلال التزامه مع الله تعالى والتزامه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتزامه بنهج أهل البيت عليهم السلام والتزاماته الإنسانية في علاقاته بالناس، هذه الالتزامات تعتبر عهدا لا بد للإنسان أن يفي به ويقف عنده ويتحمل مسؤوليته.
حياتنا مسؤولية علينا أن نتحرك في بناء الحياة على أساس الرسالة والتعليمات التي جاء بها خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم فالله تعالى يعلمنا كيف نلتزم بالعهد (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون) البقرة 40، عهد بين الله وعبده أن يعطي الإنسان ما يريد إعطاءه في الدنيا وأن تفتح له أبواب النعيم في الآخرة.
كوننا مؤمنين والإيمان وعي في العقل وخفقة في القلب وإقرار باللسان وحركة في الواقع يتطلب منا الالتزام بالعهد وعدم الخيانة وعدم الشعور بأن الحق لك وحدك في المجتمع بل للآخرين حقوق ولا تعتبر نفسك صاحب الحق الوحيد.
من السهل علينا أن نكون مؤمنين أن نملأ المساجد لأننا اعتدنا أن نذهب إليها ومن السهل علينا أن نصلي لأننا اعتدنا الصلاة منذ نعومة أظفارنا ومن السهل علينا أن نصوم وأن نحج ولكن من الصعب جدا علينا أن نكون الصادقين في المواقف التي يكون الكذب فيها هو الربح وأن نكون الأمناء في موقف تكون الخيانة فيه هي الدنيا، فقد روي عن الإمام زين العابدين عليه السلام (إذا أردتم أن تعرفوا الرجل فلا تنظروا إلى طول ركوعه وسجوده فلعلها عادة اعتادها ولكن اختبروه بصدق الحديث وأداء الأمانة) فقد ترى إنسانا يقضي ليله في العبادة ونهاره في الصيام ولكنه يكذب ويخون، فالله تبارك وتعالى يريد منا الصدق في الفكر والصدق في العاطفة والصدق في الحركة والصدق في الموقف والموقع والصدق مع الله تبارك وتعالى والصدق مع النفس والصدق مع الناس والالتزام بالأمانة مع الله تبارك وتعالى والالتزام بالأمانة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والالتزام بالأمانة مع الناس.
الصدق والعهد مع نفسك لا أن تقول كلاما فيكون كلام الليل يمحوه النهار لا يكون منطلقك المصالح الذاتية بحيث تتحالف مع من تريد بما يوافق مصالحك الشخصية الأنانية وتحنث بعهدك العهد الذي تعطيه لإخوانك (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) فالله تعالى سيسألك عن العهد، ومسؤوليته دقيقة جدا وصعبة (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا).
عليك ألا تعيش الازدواجية في الشخصية بين فكر ينطلق مع الحق وقلب يتحرك مع الباطل وحركة تنطلق هنا وهناك لتأخذ حقا من هنا وباطلا من هناك، يريد الله تبارك وتعالى منا أن نفتح عقولنا لتفكر بحرية ومسؤولية وأن نفتح قلوبنا لنتحسس بحرية ومسؤولية لا أن نتحرك من أجل الذات من أجل أن أصل أبذل كل شيء أبيع ديني أستبيح الحرمات أبذر الأموال أعبث بالأمانة وأدفع الرشا وأستغل وجودي حتى أصل إلى الكرسي وإلى المنصب الذي أحبو إليه.
نقض للعهود والالتزامات والصدق حتى مع النفس ناهيك عن الصدق مع الآخرين وحتى الصدق الأكبر وهو الصدق مع الله تبارك وتعالى بأداء الأمانة وحفظه (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون). فلا تغرنكم الحياة الدنيا فإنها متاع زائل والآخرة خير لكم من الأولى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وإن سعيه سوف يرى فلنتحمل جميعا مسؤوليتنا أمام الله تبارك وتعالى وأمام أنفسنا وأمام مجتمعنا وأمام وطننا الذي يتطلب منا العمل الكثير من أجل بنائه في صدق وأخلاق وأداء للأمانة، إن الله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
|
|