الربا في النظام العالمي "خدعة" كبرى وسرقة منظمة للشعوب والعالم يعيش "ازمة جاهلية" تواجه السنن الالهية
المرجع المُدرّسي: لنواجه القيم المادية التي غزت بلادنا مع القوات الاجنبية بثقافة العطاء والتراحم
|
يتحدثون عن وزارة الكهرباء او غيرها فيما هي قضية نظام وقيم وكيف نريد ان نبني مجتمعنا
الهدى/ محمد الموسوي:
أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" على ضرورة الانتباه والكشف عن مكامن الخلل والقصور في نظام ادارة البلاد وبناء المجتمع، والعمل الدائب بوعي ومثابرة على الاصلاح ومعالجة الثغرات والمنطلقات والأسس الخاطئة البعيدة عن القيم والتي قد تؤدي إلى نتائج وخيمة، ضاربا مثلا على ذلك بنظام الادارة الاقتصادية والمالية، واثرها على البلاد والعباد فيما لو قامت وبنيت على اسس وثقافة مادية بحتة بعيدا عن هدي وبصائر الدين الحنيف. واعطى ـ في جانب من الكلمة الاسبوعية لسماحته ـ امثلة من الازمة المالية والاقتصادية التي بات العالم يعاني منها منذ نحو 3 سنوات وحتى الأن. وقال سماحته أننا في العراق " نحتاج الى ان نواجه القيم والثقافة المادية التي غزت بلادنا مع القوات الاجنبية التي احتلت بلادنا، هذه القيم يجب ان ننتبه اليها، أن لا تكون القيمة والثقافة الاساسية لدينا كيفية الاستحواذ على المال وزيادته ، لأن المال الذي لا يتحول الى إنفاق و الى عمل صالح وتنمية وسعادة للمجتمع ، يتحول الى وبال على صاحبه ووبال على المجتمع.." مضيفا في هذا السياق " أليس من العيب ان يصبح العراق مثلا الدولة الثانية في الفساد المالي والاداري والاقتصادي" وتابع بالقول " يتحدثون عن ما جرى في وزارة الكهرباء او غيرها ، انا في الحقيقة اقول إن القضية ليست قضية وزير او مدير بل إن القضية قضية نظام وقيم، القضية هي اننا كيف نريد ان نبني مجتمعنا ، على اي اساس واي قيم، هل على اساس السرقة والفساد ؟ وهل أن مجتمعاً من مجتمعات العالم في التاريخ استطاع ان تقوم له قائمة على اساس السرقة والنهب والاحتيال والفساد المالي والفساد الإدراي؟ ".
وفي إطار حديثه عن اسباب الازمة المالية والاقتصادية التي يعيشها ، وفشل القمم والمؤتمرات في وضع حلول ناجحة لها ، اوضح سماحته في جانب من حديثه أن العالم بات يعيش "ازمة حضارة و جاهلية تعبد المال وتواجه السنن و القيم الالهية" وأن " الربا في النظام الربوي الاقتصادي الرأسمالي العالمي .. خدعة كبرى وسرقة منظمة للشعوب والمستضعفين" مبينا بالآيات القرآنية الكريمة أن "المعادلة والسنة الإلهية توضح أن الربا ينتهي بالتضخم وانهيار الاسواق.. وأن الانفاق ينتهي بتفعيل المجتمع وتحريك الساحة وزيادة فرص العمل والنمو" وأن " مجتمع الصدقات و الإنفاق والاحسان، متحرك وعامل.. ومجتمع الربا يكدس المال لنفسه ومن ثم يضر الاقتصاد ويجمده" وأن "الربا وإن كان ظاهراً في حالة تزايد إلا إن نتيجته التسافل، و الإنفاق وإن كان ظاهراً في تناقص إلا إن نتيجته الزيادة على المستوى الفردي والاجتماعي".
واشار سماحته الى ان "مجتمعنا توارث عبر التاريخ قيم الانفاق والصدقات والاحسان، وقد مرّ في ظروف صعبة، ولكنه عاش حياة وظروفا افضل.. و النعم قد اقبلت عليكم اخواني في العراق ولكن لا تبددوها وتهدروها.. فتعالوا ننشر في مجتمعنا ثقافة العطاء والانفاق والتراحم وليس ثقافة البحث عن المال والاثراء بأي طريقة ممكنة مهما كان فسادها ، وهنا مسؤولية الكل ، مسؤولية الاب في تربية ابنائه ومسؤولية المعلم في تربية الصغار ومسؤولية الاستاذ الجامعي والموظف الكبير والحديث في دائرته، مسؤولية الرؤساء ومسؤولية اعضاء البرلمان ومسؤولية العلماء الخطباء.. الكل يوصي بعضهم بعضاً لكي يعملوا جميعا من اجل الله ، من اجل انفسهم ومجتمعهم ومستقبلهم.." واضاف " تعالوا نعود الى الله سبحانه وتعالى وندعوه ونستغفره ونربي مجتمعنا ونبنيه على قيم العدل والاعتدال والحق، وانا كلي أمل ان المجتمع العراقي ، المجتمع الذي نجده والحمد لله قد امتزج بثقافته ورؤاه بولاية اهل البيت عليهم السلام وبحب النبي صلى الله عليه وآله وبمعرفة ودراسة القرآن الكريم ، كلي امل في ان هذا المجتمع يصير مجتمعاً نموذجياً، ومثالا صالحا، لا أن يكتبوا عنه في العالم بأنه الافسد في دول العالم بعد الدولة الفلانية.. لا ينبغي لنا ان نكون كذلك، بل على العكس تماما .. وها نحن في رحاب ايام شعبان ورمضان المباركة، التي نسأل الله ان يجعلها ايام رحمة وبركة وعطاء وتحول جذري في مجتمعنا وحياتنا وعلاقاتنا ".
( التفاصيل ص6)
|
|