الأنواء الجوية في كربلاء: ستبدأ بالإنحسار بداية آب اللّهاب
العواصف الترابية.. هـّم آخر يثقل كاهل المواطن الكربلائي ويحرمه من" سطح" داره !
|
تيسير الاسدي/ الهدى/ كربلاء المقدسة:
شهد العراق والمنطقة بصورة متكررة ولاسيما في الاونة الاخيرة العواصف الترابية التي باتت سمة بارزة للمناخ في العراق. هذه العواصف لابد من معرفة اسبابها بصورة علمية من قبل الجامعات والجهات ذات العلاقة للوقوف على حقيقتها ووضع الحلول للحد من إثارها السيئة على صحة الانسان والبيئة بشكل عام في بلادنا. ويلاحظ أن العواصف الترابية أزدادت بشكل كثيف منذ سنوات قليلة ماضية، واستمرت بشكل ملفت للنظر خصوصا في فصل الصيف وبكميات ثقيلة. ويرى بعض الخبراء أنه طالما ان هذه الظاهرة تشمل رقعة واسعة في المنطقة أيضا وليس العراق فحسب، فلابد في هذا المجال من التعاون بين الدول القريبة بعضها من البعض الاخر، لحماية السكان، والبيئة من الاضرار التي تسببها هذه العواصف.
وبغية اطلاع القراء على الاسباب التي تؤدي الى العواصف المتكررة والاضرار التي تسببها والحلول المتاحة للتعامل معها كان لنا هذا اللقاء مع مدير الأنواء الجوية في كربلاء المقدسة الأستاذ شاكر الخفاجي، حيث يقول " إن هذه العاصفة الترابية تنشأ نتيجة التقاء المنخفض الجوي القادم من البحر المتوسط والمرتفع الجوي القادم من شمال أفريقيا في غرب العراق، وهي أجواء تحدث سنويا وبالتحديد في الغرب من محافظة كربلاء المقدسة والأنبار والسماوة". ويضيف في حديثه لـ"الهدى" إن "تلاقي هذه الكتل الجوية جراء التعرية الهوائية تتكون منها العاصفة الترابية، فتجعل من المنطقة جافة قليلة الأمطار، وذلك لعدم وجود أي غطاء نباتي، وقد بدأت العواصف نحو الازدياد بعد عام 2003-2004، وأصبحت موسمية" إلا أنه أكد من جانب آخر أنها "سوف تبدأ بالانحسار مع نهاية شهر تموز وبداية شهر آب لهذا العام حيث تقل وتنتهي، والسبب نهاية التأثير الجوي، حيث إن العواصف ستنتقل إلى الأردن وفلسطين".
وتابع الخفاجي :" إن سبب قلة العواصف الترابية في السنوات الماضية يرجع لوجود كميات من الأمطار ووجود غطاء نباتي (البساتين والمزارع) ".وعن التوقعات الجوية للسنين القادمة وكمية العواصف وهل هي بإزدياد أو نقصان، قال مدير الأنواء الجوية في كربلاء المقدسة، أن " هنالك تنبؤات جوية لمدة (24) ساعة و( أسبوع) و (شهر) وكلما طالت فترة التنبؤ كان التقدير العام للتنبؤات أقل وأضعف من المدة القصيرة، وتوجد بدائل ومقترحات ضرورية هي زيادة حجم الحزام الأخضر والغطاء النباتي وضرورة وجوده في كل مدينة قريبة من غرب العراق". كما اوضخ إن "المديرية تقوم بإبلاغ المواطنين بالعواصف الترابية القادمة الصادرة من الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية عبر الإذاعات والتلفاز، وإن هناك جهدا متواصلا لتبادل المعلومات مع جميع دول العالم للتعاون فيما بينها" مشيرا الى انه "عند حدوث العواصف الترابية تنخفض درجات الحرارة نتيجة عدم وجود مصدر طاقة جوي". وبهذا الخصوص أيضا اشار مسؤول في وزارة البيئة الى "تردّي الواقع البيئي في العراق بسبب ما تركه النظام السابق "، وإن "هذا الأمر دعا وزارة البيئة التي تأسست في عام 2003 من أجل العمل على معالجة الواقع البيئي باعتباره عصب الحياة" حسب تعبيره.واضاف السيد احمد السوداني اثناء زيارته مدينة كربلاء في وقت سابق ان "الوزارة تقوم حاليا بنشر فرق توعية في كل محافظات العراق، لتشخيص الإصابات البيئية ومعالجتها وإرسال التقارير الخاصة بها إلى رئاسة الوزراء لاتخاذ ما يلزم في حالة تحديد أية إصابة" موضحا ان "الوزارة قامت مؤخرا بعقد اتفاقات دولية وإقليمية في مجال التنوّع الإحيائي ومعالجة مشكلة التصحّر والمجالات الأخرى للنهوض بالواقع البيئي في العراق".من جانبها حذرت دراسة حديثة من زيادة معدلات الإصابة بأمراض الصدر والعيون والربو والأمراض الجلدية بسبب كثرة العواصف الرملية والترابية.وبحسب الدراسة، فإن أمراض الجهاز التنفسى والصدر مثل الربو، وأمراض العيون كالرمد الربيعى، والأمراض الجلدية، منتشرة فى معظم الدول التي تكثر فيها مثل هذه العواصف والمتمثلة فى العواصف الرملية والترابية، والرمال المثارة والأتربة، و"العجاج" الناتج عن هبوب الرياح من الجنوب حاملة الأتربة والرمال المفككة، والتى تظل بفعل الظروف الجوية عالقة فى الجو.
مع الكهرباء.. الى متى نردد :(هفِ بإيدك محّد مايفيدك) ؟!
وعلى مستوى المواطن، فأن الكثير منهم يرون أيضا أن هناك "معاناة اخرى" تزداد مع ازدياد لهيب الصيف وهبوب العواصف، ولاتزال تبحث عن حلول ومعالجات جدية، وانها تسهم في التخفيف عنهم من مشكلة العواصف الرملية، وتقدم بعض الحلول، وانها ترتبط بوزارة الكهرباء، وتوفير التيار، معربين عن رجائهم للوزارة هذا العام ان تحسن شبكاتها الكهربائية، لخدمة المواطنين والتخفيف من معاناتهم، وان يتم ترك شعار (هفِ بإيدك محّد مايفيدك)، الذي بات يتكرر مع قدوم كل فصل .كما طالب مواطنون التقتهم "الهدى " الجهات المعنية، باخذ الموضوع بعين الأهمية، و إيجاد الحلول المناسبة للتقليل من آثار العواصف الترابية عليهم وعلى الزرع والبيئة عامة. وعبر بعضهم عن رأيه في الموضوع، حيث قال المواطن حسين عبد الهادي ،ان "حالات العواصف الرملية والظواهر الجوية تكررت خلال الاعوام الماضية بشكل ملحوظ وبات الغبار لا يحدث في فصل الصيف فقط بل في جميع فصول السنة ومن دون أي مقدمات"ـواضاف" ان الكثير من الناس استغربوا حالة الغبار المفاجئة وخاصة ان الرياح باتت خفيفة ولكن كان هناك انخفاض كبير في الرؤية" موضحا ان "أسباب مثل هذه الظواهر الجوية المفاجئة الى تشكل سحباً ركامية رعدية تكون بعيدة المنشأ عن العراق " حسب قوله. فيما قال المواطن ابراهيم احمد، ان "من اسباب هذه الظواهر الجوية ايضا طبيعة الأراضي المحيطة بالعراق، كزيادة رقعة التصحر وقلة الامطار وتفكك التربة السطحية وتآمر دول الجوار العراقي على هذا الشعب من خلال تعطيش انهاره الحدودية واستغلال هذه المسألة سياسيا " حسب تعبيره.امّا المواطنة أم امجد، فتقول "قبل هذه العواصف الرملية كانت سطوح المنازل السكنية في كربلاء قد تحولت محطة للجوء اغلب المواطنين ليلا اليها بعد ازدياد ساعات قطع التيار الكهربائي، و بعد ان قابلتها زيادة كبيرة في درجات الحرارة، الأمر الذي دفع بالمواطنين الى النوم فوق السطوح بدلا من البقاء داخل منازلهم" وتضيف " ولكن هذه العواصف قد حرمت العوائل الفقيرة من النوم فوق السطوح ايضا، ونحن لانعلم ماذا نصنع، فالأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى ".
|
|