بين جشع البائعين وغياب الرقابة الرسمية .. حمى الاسعار تغزو أسواق كربلاء (الرمضانية) ..
|
كربلاء المقدسة/ علي الجبوري:
تلجأ العديدُ من العوائل الكربلائية خلال شهر رمضان المبارك إلى شراء ما تستطيع من المواد الغذائية التي تحتاجها قبيل مجيء الشهر الفضيل، حيث أصبحت الصورة المرافقة لحالة أسواق كربلاء؛ فيه تنذر بمعاناة وشكوى كبيرة من قبل المستهلك، بسبب قيام التجار والبائعين الجشعين برفع أسعار البضائع والمواد الغذائية ليقف المواطن الكربلائي متحيراً وخاصة من ذوي الدخل المحدود (المعدمين) أمام هذه الحمّى التي تقضي على تفكيرهم وجيوبهم في آن واحد في ظلّ سكوت حكومي واضح أمام ما يحدث.
وهي تقف متحيّرة؛ عند أحد بائعي المواد الغذائية في سوق الزينبية بمركز مدينة كربلاء، ذكرت (أم حسام) وهي ربة بيت، بأنّها "تعاني لسنين طويلة من الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية من البقوليات والخضروات والذي يرافق المناسبات وخاصة شهر رمضان المبارك، حيث يصطدم الصائم بقائمة الأسعار الخيالية التي يعجز الكثيرون أمامها".وتضيف أم حسام (52 عاماً)، لـ(صحيفة الهدى) بالقول "يقف المواطن الكربلائي الفقير أمام نوعين من المعاناة، وهما انقطاع الحصة التموينية الشهرية عن المواطن والارتفاع الجنوني لأسعارها في السوق وبالتالي لا يستطيع شراء ما يلزمه من المواد الغذائية لعائلته".
بينما يشير المواطن أبو علي (36 عاماً) في حديثه لـ(الهدى) إلى إنّ "عدم دعم الحكومة للمواطن العراقي وانقطاع توزيع مواد الحصة التموينية (الضرورية) يزيد من ارتفاع أسعارها في السوق، خاصة وإن معظم التجار والبائعين يحتكرون الكثير من المواد الغذائية (الأساسية) لبيعها بحسب أمزجتهم والتي تكون جشعة وأسعارها جنونية". فيما يقول (أحمد عباس)، صاحب محل لبيع المواد المعلّبة، بأنّ "البائعين تفاجئوا برفع أسعار المواد قبيل حلول شهر رمضان، حيث قام التجار بزيادة نسبة كبيرة على الأسعار القديمة ومنها الدجاج والبقوليات واللحوم المعلبة وهي ما تسبب تذمراً كبيراً ليس لدى المواطنين فحسب وإنما يقع فيها البائعون".ويضيف عباس، "عندما يقبل شهر رمضان يبدأ التجار بالشكوى من الضرائب والكمارك الملقاة عليهم، وبالتالي يسارعون إلى رفع أسعار بضائعهم بشكل خيالي، مما يؤثر على حالة السوق بصورة عامة حيث يقل إقبال المواطنين على الشراء لغلاء الأسعار". أما البقّال سمير جاسب ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه إلى اعتماد السوق العراقية على البضائع المستوردة دون المحلية، وعادة ما يستغلها التجار المستوردون برفع الأسعار خلال المناسبات الدينية مع حاجة المواطنين لها.
وسجّلت عدسة (الهدى) الارتفاع المفاجئ لأسعار المواد الغذائية في أسواق كربلاء،، ومن ذلك ارتفاع ملفت للنظر في مواد (الدقيق، السمن، اللحوم الحمراء والبيضاء، البقوليات) وبقية المواد التي يحتاجها الصائم في هذا الشهر الفضيل، وهذا ما يزيد من تذمر وسخط المواطن الكربلائي أمام قلة الرقابة الحكومية على هذه الأسواق.ويرى المواطن صالح العميدي (63 عاماً) بأنّ "الحكومة المحلية فشلت على مدى هذه السنوات بوضع خطة رقابية صحيحة للقضاء على ظاهرة ارتفاع الأسعار غيرة المبرر في المناسبات الدينية"، على حدّ تعبيره. وطالب العميدي خلال حديثه لـ (الهدى)؛ الجهات الحكومية المختصّة بنشر "لجانها الرقابية على أسواق المدينة لمنع جشع البائعين والتلاعب بأسعار المواد الغذائية الضرورية على حساب المواطن الفقير"، لافتاً في الوقت نفسه إلى "ضرورة تفعيل دور السيطرة النوعية على المواد الداخلة إلى المحافظة حيث تدخل إلى الأسواق بضائع مجهولة المنشأ وبعضها رديء وغير صالح للاستعمال ناهيك عن ارتفاع أسعارها بشكل فاحش ويتعب كاهل المواطنين". وتعلّق المواطنة سعاد فاضل (42 عاماً) على ظاهرة ارتفاع الأسعار بأنها "كارثة ولعب على الذقون"، مشيرة إلى إن "المواطن العراقي يتفاجئ بارتفاع أسعار المواد الغذائية قبل حلول الشهر الفضيل والذي يجب أن يكون فيه المؤمنون متعاونون فيما بينهم وليس سارقين لأموال الفقراء"، بحسب وصفها.
من جانب آخر تقول اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة كربلاء انها وضعت خطة اقتصادية لمكافحة الجشع والارتفاع الخيالي للأسعار في شهر رمضان. وأكّد رئيس اللجنة الاقتصادية؛ طارق الخيكاني، في تصريحه لـ(الهدى) بأنّ "اللجنة ستعمل على نشر لجانها التفتيشية والرقابية المتفرقة في أسواق المدينة لكشف عملية التلاعب بالأسعار خلال شهر رمضان المبارك" والتي أسماها بـ (الجريمة الاقتصادية) التي يعاقب بها المقصرون.
|
|