يحوك المدى بخيوط دمه
|
صلاح حسن السيلاوي
أعنيكَ ياوطني
كل الخليقة فاضت من مدامعنا
يختطُّ الف سما هذا جناح دمي
أعنيكَ تلتفتُ الأكوانُ في رئتي عن حسرة
ولدتْ أُفقاً تطير به الأحزان من عدمِ
هذي الضلوع جسور الكون، أعبرها
كي أستشفّ حدود القلب أو وطني
هذا نطاق دمي، تخضرُّ فيه عناقات الفضاءاتِ
تلتفُّ في عنقي..
هذي يدي ويديَّ كون تسافر في أعصابه أممٌ
هذا ندى قلمي...
أُم، تفكُّ شباك الحزنِ عن دمها، أبناؤها
عبروا سورَ الموت، وأحتفلوا
شيخٌ، يحوك خطى أعصابه شبكاً
يصطاد حسرته الحبلى من الشهقات بالسدم.
طفلٌ، يداعب تحت الصمت قنبلةً
موقوتة ظنّها إحدى هداياه
ولدٌ، يسجل إسم الله في دمه
حتى يوحِّدَ صوت الخلق في دمه
بنتٌ، يطوّقُ عمر العشب خاتمها
تنمو بساتين حيفا في ظفائرها
شدَّت عباءتها ليلاً على أفقي
كي لا يطير صباحي من مراميها
طفلٌ يغبِّشُهُ اليتيم راعياً، تلوي عصاه
صباحات الفضاءات
جيلٌ، تلوك حصى الأفلاك خطوتهم
قد دوَّنوا... الموت ينبوعاً... وما ماتوا
|
|