"شوية مطر" تفضح شوارعنا!
|
محمد سالم
"ماكادرين على شوية مطر شلون لو صارت عدنا سيول وفيضانات ياجماعة " ؟!.
بهذه الجملة التي لاتحتاج الى تفسير وتوضيح ، عبر رجل كبير في السن سقط (تزحلك) بينما كان يمشي في شارع (مُنجز حديثا !) ، مليء بالبرك والوحل، بأحد أحياء كربلاء المقدسة، بعد تساقط زخات المطر قبل يومين. الامطار نعمة من الله مافي ذلك من شك، لاسيما ونحن نعاني منذ نحو سنتين، من موجة جفاف وقلة نسبة مياه الانهر، ولكن الامطار أيضا على قلتها، باتت "تفضح" وتكشف عورات الكثير من مشاريع الطرق والمجاري، ليس في كربلاء بالتأكيد بل في اغلب مدن البلاد، وتبين الاخطاء والخلل في التنفيذ، افضل من اي لجان مراقبة وتقييم، وهي بالمناسبة مشاريع باتت اليوم سلعة رائجة في سوق الدعاية الانتخابية !؟.
ورغم ذلك نبقى بكل تأكيد نعدّ المطر خيراً وكرماً وعطاء ربانياً ، وقد نلجأ أحيانا الى صلاة الاستسقاء كما في الكثير من بلدان المنطقة ، حتى يرزقنا الرب منحة المطر فيورق الشجر ويزهر الثمر. وبالتأكيد أيضا سوف لن نتمنى "انقطاع" هذه المنحة ومنع هذا الكرم عن بلادنا بسبب بعض الشوارع والمشاريع والبلوعات التي تثمر وتزهر مع الشجر والثمر ، ولكن على طريقتها ! فتطفح، وتنبثق برك المياه ، والطين الناتج عن الخلطة السحرية ما بين كوكتيل التراب والتلوث والمطر والنفايات.
المطر ياسادة هو افضل لجنة نزاهة ومراقبة يقول بوضوح وبالصوت والصورة إن الكثير من مشاريع الطرق وتبليطها وهندستها، تتم بسوء تخطيط وتنفيذ. تشققات وتعرجات ونتوءات وتلال وهضاب وحفر ومطبات فضحها "شوية مطر" ، والمواطن (الحجي) الذي قال جملته اعلاه، بالتأكيد يبحث مع غيره من المواطنين عن حل، فهل يكون ذلك بتوزيع سيارات "همر" على كل مواطن مثلا لكي يستطيع تكملة رحلة السفاري في شوارع مدننا كلما "زخت" الغيوم ؟!
|
|