قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
في ظل الواقع الصحي وحاجة الناس المتزايدة للمشاريع والخدمات في هذا القطاع
إسهام المشاريع الخيرية في توفير الخدمات للناس .. مجمع "أُم البنين(ع) الطبي" الخيري (نموذجاً)
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى/ احمد كامل/ كربلاء المقدسة:
تتميز مدينة كربلاء المقدسة بكثافة التوافد عليها من زوار مرقد الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام ، كما ان عدد نفوسها يتزايد بشكل كبير ليصل اليوم بحسب بعض المسؤولين الرسميين في المحافظة الى نحو مليون ونصف المليون نسمة، فضلا عن اعداد كبيرة من المهجرين القاطنين فيها. و هناك عدد من المناسبات المعروفة على مدار العام والتي يحيي فيها الناس شعائرهم الدينية, حيث تستقبل كربلاء المقدسة الملايين خلال ايام قلائل، الامر الذي يتطلب توفير قدر عظيم من الخــدمات (كما ونوعا) ، ومن بينها الخدمات الصحية.
وباتت كربلاء المقدسة، كما غيرها من محافظات البلاد، بحاجة متزايدة الى المؤسسات الصحية من مستشفيات ومراكز صحية وغيرها، لتلبية حاجات الناس وتلقيهم للعلاجات والكشوفات المختلفة، وتبرز هنا الحاجة الى تضافر الجهود في هذا السبيل، ومن ذلك الجهود الخيرية ، التي تسهم في تقديم قدر من الخدمات الصحية للمواطنين، أما مجاناً لفئات معينة كالايتام والفقراء، او باسعار رمزية بسيطة تسهم في توفير جانب من رواتب الاطباء والكادر الصحي العامل في مثل هذه المؤسسات والمراكز، مايعني أن هذه الخدمات الخيرية لا تبغي وتستهدف الربح كما يشيع البعض، بل وعلى الدوام يتحمل القائمون عليها، وبجهودهم الذاتية، وتبرعات الخيرين هنا وهناك، القسط الاكبر من توفير مواردها المالية المطلوبة، سواء للبناء او توفير الاجهزة والمعدات والادوية وغير ذلك من المستلزمات.
ولتسليط الضوء على نموذج من هذه المشاريع الصحية الخيرية، وماتقدمه من خدمات للمواطنين، زار مراسل "الهدى" مجمع " أُم البنين (ع) الطبي" الخيري، في مدينة كربلاء المقدسة، حيث قدم الاستاذ احمد جواد حسن، المدير الاداري للمشروع نبذة عن عمل هذا المشروع وما يقدمه من خدمات، فقال أن هذا المشروع " وبقدر ماهو متاح من الامكانات هو "اسهام يعد ّمتواضعا بالنظر الى الحاجات الفعلية والماسة ، ونأمل أن يسهم مع غيره من المشاريع الخيرية، وبتضافر الجهود وتكاملها مع ماتقدمه الدولة من جهود وانجازات في القطاع الصحي، بتوفير اقصى وافضل وأكثر مايمكن من خدمات صحية للمواطنين، نظرا لما عاناه هذا القطاع بسبب عوامل وظروف كثيرة مرت علىالبلاد ليس هنا مجال تعدادها وبحثها، و المجمع هذا يقع في قلب هذه المدينة المقدسة، حيث يســتطيع الأهالي والزوار الوصـول إليه بسهولة. وهو يحتوي اليوم على اقسام عمومية تخصصية مهمة، وقد تم بعون الله تعالى افتتاحه بدعم واشراف من مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي "دام ظله" في السابع من محرم لعام 1429 / 2008".
أقسام عدة تقدم خدمات متنوعة وضرورية
ويضيف الأخ أحمد أنه "في بداية الافتتاح تم انشاء اقسام الباطنية والاسنان والمختبر والتضميد فقط، ولكن بمرور الزمن تم استحداث اقسام اخرى فضلاً عن تطوير الاقسام السابقة وعلى فترات متقاربة خلال العام". وعن طبيعة الخدمات المقدمة قال أن " هناك عدة اقسام منها : قسم الاسنان، ويحوي اليوم على وحدتين للاسنان منفصلتين عن بعضها البعض الاولى خاصة بالذكور، و الثانية بالنساء، وقسم النسائية ، وقسم الباطنية، وقسم الفحوصات القلبية، وقد تم افتتاح هذا القسم في الشهر الثامن لعام 2009 وهو عبارة عن عيادة للفحوصات القلبية ويتظمن اجهزة فحص اجهاد القلب وجهاز الايكو وجهاز التخطيط حيث كان هذا القسم من الاقسام المهمة التي تحتاجها مدينة كربلاء باعتبار انها كانت تفتقر لمثل اجهزة كهذه وبالخصوص جهاز فحص الاجهاد القلبي".
وتابع بالقول : " وهناك أيضا قسم التحليلات المرضية ، وبفضل الله سبحانه وتعالى تم زيادة الاختبارات لكي يصبح المختبر اكثر شمويلة في انواع التحاليل المختبرية فاليوم يحوي هذا القسم على اكثر من 35 نوع من انواع التحاليل المختبرية التي تسد حاجات المراجعين، و الأجهزة المستخدمة في أغلب التحاليل هي أحدث الاجهزة التي قد تكون غير موجودة في اكثر المختبرات الاهلية وربما حتى الكثير من المراكز الحكومية ومن هذه الاجهزة جهاز الرفلوترون الذي يستطيع ان يعمل بحدود 25 تحليل من التحاليل الكيميائية والتي تكون بطبيعة الحال باهضة الثمن في المختبرات الاهلية الخاصة، علما ان هذا الجهاز قد تم التبرع به من قبل احد المؤمنين من اهالي كربلاء المقدسة وايضا تم الحصول على جهاز لفحص نسبة الهيموكلوبين في الدم من نفس المتبرع، وايضا يعتبر هذا الجهاز من الاجهزة المتطورة وسريعة القراءة هذا بالاضافة الى باقي التحاليل التي تشكل تقريبا 85 % من اجمالي التحاليل التي يحتاجها المراجع بشكل عام، ونشير هنا الى أن كلفة هذه التحاليل رمزية ولا تتعدى سوى التكلفة وفي اكثر الاحيان اقل من ذلك، وهكذا الامر مع الكثير من الخدمات التي نقدمها للمراجع".
ويضيف أن من الاقسام المهمة التي تم افتتاحها ، هو "قسم المفاصل والكسور وتم استحداثه في نهاية عام 2009 وهو من الاقسام الضرورية للمراجعين وخصوصا ان مثل هذا القسم غير متوفر في المجمعات والمراكز الطبية الخيرية، لذا يضطر المريض الى مراجعة العيادات الخارجية الاهلية والتي تكون بطبيعة الحال باهضة الثمن، فقد تم الاتفاق مع طبيب اخصائي جراحة العظام والمفاصل وايضا لديه اختصاص جراحة عامة، و سعر باص المراجعة يقل بنسبة 80% من قيمة الباص في العيادات الخارجية..، وهناك أيضا قسم السونار، ويعدّ من الاقسام المهمة للمراجعين وبإسعار تقل كثيرا عن الاسعار التي تؤخذ في العيادات الخارجية ولكن هذا القسم متوقف الآن ونأمل ان نوفق قريبا لايجاد طبيب او طبيبة إختصاص لكي نفعل هذا القسم إن شاء الله، وفي الحقيقة الأمر متعلق بمسألة الراتب العالي جدا الذي يطلبه المختصون في هذا الجانب". وقسم التضميد، " و يتم فيه التضميد بشكله الاشمل ، من تضميد الجروح وخياطة بعضها وعلاج الحروق وتعقيمها وبناء الكسور البسيطة ووضع المغذي للمرضى الذين يعانون من الضعف، وهبوط ضغط الدم ، وزرق الابر وقياس الضغط، وتم تطوير هذا القسم حيث اضيفت اجهزة تبخير والتي تفيد الاطفال الذين يعانون من حساسية القصبات والربو القصبي حيث يسهل عملية التنفس وايضا يستفيد منه للكبار في موسم الغبار والعواصف الرملية وايضا يحوي على قسم انعاش القلب بالكهرباء وايضا جهاز الاوكسجين لحالات الطوارئ".
وعن قسم الصيدلية ، قال أنه "يعدّ من الاقسام المهمة ولكنه في الحقيقة يشكل عبئا كبيرا ، لان جميع الاقسام الموجودة في المجمع تعتمد عليه، وان الدواء يعطى. ويضيف أن " الاقسام التخصصية تتطلب أدوية اكثر تكلفة من الاقسام الاخرى ويتم الحصول على الادوية عن طريق شرائها من المذاخر الاهلية وبأسعار تجارية".
آمال وطموحات لتوفير اجهزة وعلاجات متطورة
ويؤكد المدير الاداري للمشروع، أن " من ضمن الانجازات التي تمت خلال العام المنصرم ، توفير علاجات نادرة وغير متوفرة ويحتاجها المريض, حيث تم بتوفير فيالات (دسفرال) وهذا النوع من العلاج مهم للمرضى الذين يعانون من الثلاسيميا حيث كانت غير متوفره بشكل كاف حينها في مستشفى الاطفال، وتم بتوفير 1500 فيالة وتم توزيعها على المرضى حسب الاحتياج، كما تم الاتفاق مع اطباء اخصائيين وباختصاصات مهمة والتي يصعب على المجمع توفيرها بحيث يكون المستفيد الاول والاخير هو المريض وذلك عن طريق تحويل المريض الى هؤلاء الاطباء من مجمعنا ويتم علاجهم مجانا بشرط ان يحملوا ورقة خاصة من مجمع ام البنين، ومن هذه الاختصاصات اختصاص الامراض النفسية والمجاري البولية والقلبية والمفراس والجملة العصبية أيضاً، ونسعى الى أن يتم الاتفاق مع اكثر الاختصاصات بإذن الله تعالى وتوفيقه " . ويقول .. إننا نعمل ونتطلع الى ايجاد مختبر صناعة الاسنان، ولدينا الآن أحدث الأجهزة لهذا الغرض. كما نتطلع إلى شراء معدات وأجهزة جديدة لمختبر التحليلات تمكننا من إجراء تحاليل إضافية ومهمة مثل فحص صورة الدم (Blood Picture) وتحاليل القلب مثل (B.M.P) وغيرها ، وفحص الهرمونات الذي يتطلب إلى شراء جهاز خاص بفحص الهرمونات وأيضا شراء بعض الاجهزة لكي نتمكن من تفعيل قسم زراعة الأوساط.