المرجع السيد محمد هادي الميلاني
العلم والجهاد.. من كربلاء الحسين الى مشهد الرضا
|
*حسين هاشم آل طعمة
يتشرف كل صاحب قلم وباحث أن يبحث ويصنف في سيرة العلماء الأعلام ممن خدموا دينهم ومجتمعهم الاسلامي ودافعوا عنه ليبقى هذا الدين القيم والمجتمع المسلم كما تركه رسول الله (ص) ناصعاً عزيزاً بالكتاب الكريم وبتعاليم العترة النبوية الطاهرة، والعلماء الأجلاء من بعدهم هم ورثة الأنبياء و ورثة الأئمة الهداة، ومن هؤلاء العلامة الكبير والسيد الجليل آية الله العظمى المرجع السيد محمد هادي الحسيني الميلاني (قدس سره).
*نسبه وأسرته..
هو السيد محمد هادي بن جعفر بن أحمد بن مرتضى بن علي الأكبر بن أسد الله بن أبي القاسم بن الشريف حسين المدني الحسيني من أشراف المدينة المنورة، ينتهي نسبه الى سيدنا علي الأصغر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب (ع).
هاجر الشريف حسين - جد عالمنا الجليل – من المدينة المنورة الى بلاد إيران بطلب بعض الحجاج الايرانيون من أهالي أذربيجان وتبريز وقرية ميلان، وذلك لإيمانهم العميق وحبهم الشديد لذرية آل رسول الله (ص) وخلو مناطقهم من السادة الأشراف، بدايةً طلب الحجاج الإيرانيين من الشريف الكبير نقيب أشراف المدينة المنورة زيارة بلاد أذربيجان ولم يرفض الدعوة، إلا إن كبر سنّه منعه من ذلك، فطلبوا منه أن يبعث بالنيابة عنه بعض السادة الأشراف الحسينيين من قرابته على أمل البقاء عندهم هناك فأجابهم الشريف الكبير الى ذلك وأرسل إليهم من قرابته الشريفين السيد حسين (جد المترجم له) وأخيه السيد علي الأكبر، فغادرا برفقة الحجاج الايرانيين المدينة المنورة الى ايران، وكانت عودة الحجاج يوماً مشهوداً في منطقة (أسكوجاي) القريبة من تبريز فقد استقبلهم عامة الناس، وتجمع أهالي القرى من كل مكان لزيارة الشريفين.
واحتضنت (ميلان) القريبة من تبريز الشريف السيد حسين بكل حفاوة وتكريم، وأصبحت الذرية العلوية الطاهرة للشريفين السيد علي الأكبر والسيد حسين من ذوي النفوذ والجاه ومن الأسر العلمية المعروفة والذائعة الصيت في أذربيجان.
أما السيد جعفر والد عالمنا الكبير فقد عزم على التوجه الى النجف الأشرف لنيل درجة الإجتهاد على يد أساطين العلم والأصول، وذلك بعد أن وصل الى أعلى المراتب السامية في الفضل والعلم في تبريز، وفي النجف الأشرف درس السيد جعفر الفقه والأصول على يد آية الله العظمى الشيخ حسن المامقاني.
وتوثقت العلاقة أكثر عندما خطب أبنته ووافق المرجع على ذلك وتزوج كريمته التي أنجبت له السيد محمد هادي وأخوانه، السيد موسى والسيد كاظم.
*النشأة العلمية..
ولد السيد محمد هادي الميلاني في مدينة النجف الأشرف عام 1313 هـ (1895م) ونشأ في هذه المدينة المقدسة نشأة علمية على يد والده وعلى يد أخواله مشايخ العلم وفي سنة 1329 هـ (1911م) توفي والده السيد جعفر على أثر مرض عضال في إحدى مستشفيات بغداد ونقل جثمانه الطاهر الى الصحن الكاظمي الشريف ودفن في الرواق الشمالي رحمه الله، وعند وفاة السيد جعفر كان السيد محمد هادي في السادسة عشرة من العمر، لكن هذا الحادث الأليم لم يثن السيد الميلاني من مواصلة طلب العلم والمعرفة والبحث والتحقيق وهو في مقتبل الشباب وكان يواظب على دروس المقدمات والسطوح على يد أساتذة جمعوا بين العلم والتقوى.
وبعد إكمال دروس المقدمات والسطوح حضر السيد الميلاني البحث الخارج في الفقه والأصول على يد أساتذة كبار، وبعد أن بلغ مرتبة الاجتهاد لم يكتف السيد الميلاني بهذا الحد من العلم بل توجه الى العلوم الأخرى مثل التفسير والحديث والرياضيات والفلسفة وعلم الكلام والأخلاق وغيرها.
*إلى كربلاء المقدسة..
عندما انتشرت الحمى في مدينة النجف الأشرف وشاعت بشكل كبير وكان السيد وعقيلته ممن أبتلي بها، فأمره الطبيب بالخروج من النجف الأشرف للراحة والاستجمام وحينئذ رجح السيد الميلاني السفر الى كربلاء المقدسة، فخرج إليها سنة 1356 هـ (1937م) غير أنه بعد ما عادت إليه صحته وعافاه الله عزّ وجل طلب منه آية الله العظمى السيد حسين القمي (ت 1366 هـ) البقاء في حوزة كربلاء المشرفة تقوية لها وتنشيطاً للحركة العلمية فيها، واستجاب السيد الميلاني للطلب وشرع بالتدريس في بحوث خارج الفقه والأصول.
وبقي السيد (قدس سره) في حوزة كربلاء المقدسة علماً بارزاً أغنى بوجوده الكثير من فضلائها وعلمائها من الهجرة الى النجف الأشرف حتى ماثلت حوزة كربلاء المقدسة، حوزة النجف الاشرف في القوة والنشاط والإزدهار، وأصبحت حوزتها المشرفة موضع استقطاب الطلاب من كل مكان ومن شتى البلدان الإسلامية. واستفاد منه أهل العلم والفضل حتى أصبح الكثير من الأعلام الذين أفادوا الأمة بآثارهم وخدماتهم الجليلة للإسلام والمسلمين، وكان (رحمه الله) يقيم صلاة الجماعة داخل الروضة الحسينية.
ومن إنجازاته الخالدة في كربلاء هو إشرافه على بناء الحسينية الأصفهانية، وذلك عندما زاره كل من آية الله السيد حسن الروضائي، وآية الله السيد حسين الخادمي، وهما من كبار علماء أصفهان وبحث مع السيد المرجع الميلاني حول أوضاع الزوار الإيرانيين في العتبات المقدسة في مواسم الزيارات، فطلب الوفد من سماحة المرجع السيد الميلاني الموافقة على تشييد حسينية لأهالي أصفهان في كربلاء المقدسة تحت رعايته وإشرافه، فاستجاب السيد الميلاني لهذا الطلب بالرغم من إنشغاله بالبحث وإلقاء الدروس، وتم شراء أرض لهذه الحسينية المباركة بلغت مساحتها حوالي ألف متر مربع، ثم دعا السيد الميلاني خيرة المهندسين والمعماريين والبنائين وأشرف على هذا البناء الحاج حمود المعمار.
وتُعد الحسينية الأصفهانية من أوائل الحسينيات ذات المساحة الكبيرة التي تم تشييدها في كربلاء المقدسة وبعد إتمام بنائها أصبحت نموذجاً ناجحاً مما زادها شهرة واسعة في الأمصار، وعلى أثر ذلك تأسى أهالي البلدان والمدن الأخرى فشيدوا الحسينيات المماثلة.
*الجهاد..
أصدرت وزارة المعارف في العهد الملكي قراراً باقحام التعاليم الدينية وفق المذهب الحنفي في المناهج الدراسية، وهذا ما أثار استنكار وشجب المرجع السيد الميلاني، وعندما زار الحاج عبد الواحد سكر - وهو من كبار شيوخ عشائر الجنوب- السيد الميلاني، استغل السيد الفرصة ليبدي أستنكاره لهذا القرار الجائر و المجحف بحق الأغلبية الشيعية في العراق، فقال الحاج عبد الواحد: سيجتمع غداً في داري شيوخ الفرات الأوسط، فليحضر نجلكم السيد محمد علي الجلسة ويرى ما أقوله فيها والقرار الذي نتخذه، وفعلاً قرروا مفاتحة ولي العهد ورجال الحكومة في بغداد، وأنتهى الأمر بإلغاء القرار الصادر من وزارة المعارف.
كان للمرجع الميلاني شخصية مرموقة ليس فقط على صعيد الحوزات العلمية، وإنما على الصعيد السياسي والاجتماعي، فقد كانت الشخصيات السياسية تجد طريقها الى داره للقاء به والتعرف على رؤاه ومواقفه. وممن زاروا السيد المرجع الميلاني (قدس سره) في كربلاء المقدسة السفير الباكستاني ببغداد حيث أبلغه تحيات مؤسسة الدولة محمد علي جناح، ثم سأل السيد المرجع السفير عن أوضاع باكستان بعد الاستقلال والإنفصال عن الهند وأوصاه بضرورة إلتزام الحكومة بالعدل بين أفراد الشعب وأن يُسمح للشيعة الإمامية بإقامة الشعائر الدينية ومنها المآتم الحسينية.
كما زار السيد المرجع الميلاني سفير الهند في العراق سنة 1371 هـ (1951م) وكان أول سفيراً لبلده في العراق فأبلغ السيد تحيات رئيس حكومته جواهر لآل نهرو، فرد السيد التحية وسأله عن شؤون المسلمين في الهند، ثم أكد عليه ضرورة أن تتعامل الحكومة الهندية مع المسلمين معاملة طيبة كما تتعامل مع أتباع الديانات الأخرى.
وبمناسبة تتويج الملك فيصل الثاني زار العراق الدكتور حسين فاطمي وزير الخارجية الإيرانية في وزارة الدكتور محمد مصدق سنة 1372هـ (1952م) وخلال ذلك زار السيد الميلاني في بيته بكربلاء المقدسة وأبلغه تحيات رئيس الدولة الدكتور محمد مصدق، فرد السيد التحية ثم أظهر قلقه تجاه ما يحدث في إيران وأكد على لزوم التفاهم والوحدة لما فيه خير الإسلام والمسلمين.
*الى مشهد الرضا:
زار المرجع السيد الميلاني مدينة مشهد الرضا (ع) عام 1373هـ (1953م) وكان يوم عرفة فأصر عليه العلماء وطلبة العلم والفضلاء والوجهاء بالبقاء في بلدهم واستلامه لإدارة المرجعية الدينية فيها فاستخار الله في ذلك فخرجت هذه الآية: "وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ" (يونس109) عندها استجاب لطلبهم.
وبهذا ينهي المرجع السيد الميلاني وجوده في كربلاء المقدسة الذي استمر فيها من سنة 1937 والى سنة 1953 اي ستة عشر عاماً، وكان معاصراً لزعيم حوزة كربلاء العلمية المرجع آية الله العظمى الميرزا السيد محمد هادي الخراساني (قدس سره) المتوفى سنة 1368هـ (1948م) وكان أيضاً معاصراً لخلفه المرجع الراحل آية الله العظمى السيد الميرزا مهدي الشيرازي (قدس سره).
وأول ما قام به السيد الميلاني في حوزة مشهد هو تجديدها وبعث الحيوية في أرجائها مثل تشجيعه لطلبة العلم على مواصلة الدراسة ومساعدتهم وزيادة رواتبهم وتقديم الجوائز للمتفوقين منهم، ووضع برامج منتظمة لهم وما الى ذلك، كما قام أيضاً بفتح المدارس الجديدة، كما جعل لحوزة الإمام الرضا (ع) فروعاً في المناطق البعيدة في محافظة خراسان ليسهل لطالب العلوم الدراسة في مقر إقامته دون تحمل عناء السفر والغربة، ولا يأتي الى مشهد إلا لمواصلة الدراسة في المراحل العليا. ولم يقتصر نشاط المرجع السيد الميلاني على أروقة ا لحوزة العلمية، بل تعداه الى إصلاح كل ما هو فاسد في مدينة مشهد المقدسة.
وفيما كان شاه إيران المقبور (محمد رضا بهلوي) في زياة الى مشهد الرضا (ع) اجتمع به وطلب منه عدة أمور منها:
أولاً: أن يأمر بإكمال خط سكك الحديد المتوقف في مدينة شاهرود، ليصل الى مدينة مشهد المقدسة ويعبد طريق السيارات بالإسفلت من أجل راحة الزوار والمسافرين، وبعد فترة تحقق ما طلبه المرجع الميلاني.
ثانياً: إغلاق جميع محال إنتاج وبيع الخمور في هذه المدينة المقدسة، مذكراً إياه بأنه يتزعم بلداً إسلامياً كبيراً والمدينة ذات قدسية كبيرة حيث تضم جثمان إمام معصوم من ذرية رسول الله (ص)، فأستجاب الشاه تحت الضغط وأمر بنقل المصنع الى مدينة (قوجان) القريبة من مشهد.
وعندما كانت تجارة الخمور مباحة في مشهد، خصصت الحكومة ضمن مشروع لها لشراء قطعتا أرض لإنشاء مخزنين لبيع الخمور، ولما علم السيد المرجع الميلاني (قدس سره) بذلك دعا المؤمنين من ساكني المحلتين وقال لهم: عليكم بشراء قطعتي الأرض، لتضيعوا الفرصة على تجار الخمور، وفعلاً حصل ذلك، وشيّد الأهالي على تلك الأرض مراكز دينية وثقافية، منها مسجد وحسينية (صاحب الزمان) في ساحة (سعد آباد)، والذي تحول فيما بعد الى اسم (صاحب الزمان) وكذلك تم تشييد وبناء (مسجد الرضا(ع)) في شارع (بهار).
وبقيت تجارة الخمور رائجة في مشهد حتى عين الدكتور السيد شمس الدين الجزائري محافظاً لخراسان وحين اجتمع بالسيد الميلاني تعرض السيد لهذه القضية المهمة بقوله: (لا ينبغي أبداً وجود مخازن بيع الخمور في إيران وهي دولة إسلامية وشيعية وخصوصاً في المدن الدينية المقدسة كمشهد وقم والري وعلى الدولة أن تمنع هذه الظاهرة السيئة المحرمة)، وبالفعل نقل الدكتور الجزائري حديث السيد و استنكاره الى المسؤولين في طهران، فصدر قرار حكومي يحظر تداول وبيع الخمور في هذه المناطق المقدسة، وأغلقت جميع المحلات والمراكز المذكورة.
ومن المواقف المثيرة والمعبّرة جداً، أن الشاه وفي إحدى زياراته لحرم الإمام الرضا (ع) اقترب من الضريح وقبله ثم أدار ظهره وهمّ بالخروج فأمسك به المرجع الميلاني وقال له: إنك تدعي الإسلام والتشيع، فمن المستحسن أن تقف وتصلي ركعتي الزيارة أمام الناس على الأقل ليشاهدوك وأنت تصلي!! وفعلاً نفذ الشاه الطلب، فأنهالت عليه عدسات المصورين فظهر للإعلام وهو في حالة صلاة!
القضية الفلسطينية لم تغب عن رؤية المرجع الميلاني التي شملت كل الأبعاد، وقد عزّ عليه تضييع القدس الشريفة بكل سهولة فيما يُعرف بهزيمة حزيران عام 1967، فكان له موقف مشرف تجاوز الأطر الطائفية والفئوية الضيقة عندما وجه خطاباً الى العالم الإسلامي والعالم بأسره تنديداً بهذا الاحتلال الغاشم فأصدر فتواه بوجوب قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني متضامناً مع الجنود المحاربين ضد قوات الكيان الصهيوني في هذه الحرب، ومما جاء في هذه الفتوى: (قال رسول الله (ص): (من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم) وألف تحية وإكبار للجنود المسلمين الذين اشتركوا في هذه الحرب ودافعوا عن الحدود والثغور الإسلامية وعن المسجد الأقصى بكل بطولة وشجاعة، ولا شك أنهم خلدو لأنفسهم أحسن الذكر "أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ". الإمضاء/ السيد محمد هادي الميلاني – ربيع الأول 1387 هـ)
*التركة العلمية والأدبية
خلف المرجع السيد الميلاني مؤلفات عديدة منها مطبوع ومنها غير مطبوع بلغت (31) مؤلفاً، فضلاً عن مكانة السيد الميلاني (قدس سره) العلمية فقد كان أديباً وشاعراً بارعاً وله مطارحات أدبية مع الأدباء المعاصرين له من أمثال الأديب الشيخ محمد علي الأردوبادي والأديب السيد محمد علي خير الدين الحائري والأديب الشيخ محمد السماوي والأديب الشيخ جعفر النقدي، ومن شعره في رثاء الحسين (ع):
عرّج على الطفّ وادي الكرب والفتن
ترى الدماء هَمَت من ساكب المُزن
حدّاؤها لوعةٌ في النفس مُكمنةٌ
ونار بارقها تسدي من الشجن
ما المزنُ إلا عيونٌ بالمصاب غدت
فيها نجيع دمٍ من شدّة المحن
فيا له من مصاب لا يكون له
من بعد ثان وإن من قبل لم يكن
ويا لها محنة وافت وقد عقمت
عن شبهها أمهات الدهرُ والزمن
وكيف لا تسكب الأجفان صوب دمٍ
والطف بحر دماء غير محتقن
* وفاته:
توفي السيد المرجع الميلاني يوم الجمعة في الثلاثين من شهر رجب المعظم سنة 1395هـ (1975م) في مدينة مشهد المقدسة وشيع تشييعاً مهيباً حضره الفقهاء والمجتهدون ورجال الدين ورجال الدولة وطلاب الجامعات ومن شرائح الناس كافة وكانوا بالآلاف وعلى أثر هذه الوفاة عطلت المدراس الدينية وعطلت الأسواق وعمّ الحزن في البلاد.
وفي الروضة الرضوية المباركة حيث صلى عليه نجله الأكبر السيد نور الدين ودفن في داخل الروضة على بعد بضعة أمتار من ضريح الإمام الرضا (ع) وهذا الجوار المبارك هو ما كان يتمناه ويرجوه وأقيمت على روحه الطاهرة مجالس الفاتحة في جميع أرجاء إيران وأذربيجان وفي مدن العراق ولا سيما في مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وكذلك في بلاد الهند وباكستان ودول الخليج ولبنان والجاليات الإسلامية في الدول الأوربية.
|
|