السلام عليك يا رسول الله
|
عبد العزيز عبد الكريم(*)
مرت علينا بالأمس ذكرى وفاة سيد الخلق وخاتم الأنبياء والرسل مولانا الرسول الأكرم والنبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا كانت وفاته أكبر وأعظم خسارة في تاريخ الخلق وهي كذلك بالفعل لأنها خسارة لا يمكن قياسها بأي خسارة ثانية مهما عظمت وجلت، فقد خسر العالم برحيل الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله رسولا ونبيا منقذا استطاع خلال 23 عاما أن ينشر رسالة سماوية تحمل الرحمة والهداية للبشر كما هي للجن وتحطم كل الأصنام وتلغي كل المعتقدات الفاسدة والمحرفة، رسالة تجاوزت مكة والمدينة المنورة لتصل لكل بقعة من بقاع الأرض، كما استطاع خلال هذه السنين القليلة عددا والكثيرة عطاء أن يؤسس دولة الحق والقانون ويرفع من مكانة الإنسان ويصون كرامته ويضع دستورا ويمهد طريقا للنجاح في الدنيا والآخرة على مستوى الأفراد والمجتمعات.
وإذا كان رحيل رسول الله خسارة للعالمين فإننا كعرب من سكان شبه الجزيرة العربية أولى بإحياء هذه الذكرى الأليمة والفاجعة العظيمة من غيرنا فلقد كان للرسول الكريم والنبي العظيم دور وفضل لا يمكن أن يماثله دور أو فضل لأي مخلوق على سكان هذه المنطقة ففي الوقت الذي كانت فيه هناك حضارات وممالك ودول وأنظمة وقوانين تحكم المناطق القريبة من شبه الجزيرة العربية من فارسية ورومانية ويونانية وحضارات سبقتها وبادت، كان أهل شبة الجزيرة يعيشون في جاهلية مطبقة على كل ناحية من نواحي حياتهم وأحسن ما لديهم هو التفاخر بالأنساب وشن الغارات وقطع الطرق ولم تعرف منطقتهم أي حضارة حتى بعث الله تعالى رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقاد أهل المنطقة لحكم العالم وإنشاء حضارة غطت على ما سبقها وجاورها من حضارات، فرسالة الإسلام انتشرت ووصلت لكل مكان ولا تكد اليوم تجد قانونا عالميا أو معاهدة دولية إلا وتعليمات ومبادئ وروح الرسالة المحمدية فيها، فأهل شبه الجزيرة بالرسول الأكرم وبالرسالة الأشمل اكتسبوا مكانا بارزا في الواقع الإنساني بغض النظر عن اختلاف النظرات بين محب وكاره.
ومع ذلك مرت علينا هذه الذكرى الأليمة برحيل الرسول الأعظم والغالبية العظمى منا لم يروا في تلك الخسارة سببا للحزن والترحم على صاحب الرسالة والمنقذ الذي استنقذهم من ذل الجاهلية والكفر وقادهم إلى عز الإسلام وقيادة العالم والمؤلم أن الغالبية من سكان المنطقة تنظر للرسول كشخص أدى مهمة وانتهى دوره بموته بل لقد وصل بهم الحال أنهم يحرمون حتى زيارته والسلام عليه في قبره ويرفعون أصواتهم على زواره بحضرته وفي مسجده ومنهم من يحرض على هدم قبره والأعظم ألما أنهم يجدون في نشر هذه الثقافة في أوساط المسلمين من عرب وعجم في أنحاء المعمورة كافة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإليك ياسيدي ومولاي نعتذر ومنهم ومن أفكارهم نبرأ ونعاهدك أن نبقى متمسكين بعهدك الذي عهدته إلينا بالتمسك بكتاب الله وعترتك أهل بيتك صلوات الله وسلامه عليك وعليهم. وحسبنا الله ونعم الوكيل
(*) كاتب كويتي
|
|