قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

ظاهرة
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة * حسن الحسني
الحريات ام الخدمات.. اوّلاً؟!
ـ قلت لزميلي: في رأيك، ان شعوبنا العربية كافة ماهي اولوياتها. . تحقيق الخدمات أم الحريات؟
ـ قال: أرى... ان الخدمات اذا تحققت كاملة ومستوعبة في كافة ابعادها فهي الأولى.
ـ قلت: انا اختلف معك.. فان الحريات هي محور الحرية والخدمة، ولا يمكن تحقيق الخدمات من دون فضاء الحرية بشكل صحيح.
ـ قال: الآن في العراق... الشعب ماذا يريد؟ انه يريد البطاقة التموينية ويريد القضاء على البطالة ويريد الماء والكهرباء والمجاري ولقمة العيش الكريم.
ـ قلت: أتعجّب منك.. فهل هذا (مستوى) الشعب العراقي؟ ان تنزّل به الى مستوى خدمات بسيطة، في الوقت الذي نرفع شعار: العراق بلاد الحضارات فهل الحضارة تبنى على لقة العيش؟!
ـ قال: ان الحديث الشريف يقول: (لولا الخبز لما عُبِدَ الله) و (لو كان الفقر رجلاً لقتلته)
كما يقول الامام علي عليه السلام ـ فهذا يعني ان كرامة الانسان لايمكن تحقيقها مع وجود الجوع والفقر.
ـ قلت: في اعتقادك الجوع والفقر ونقص الخدمات هي نتيجة ام سبب؟
ـ قال: ماذا تقصد؟
ـ قلت: الخدمات وهي منظومة مترابطة تبدأ من توفير لقمة العيش وتنتهي الى مالانهاية من حاجات البشر المتعددة.. وكما نعرف ان الانسان (روح) و (مادة)، وكل هذه الحاجات لايمكن تصوّرها من دون معرفة الانسان حديثه وتفجير طاقاته الداخلية.
ــ قال: ان الكثير من شعوبنا تنتفض وتتظاهر من اجل ايقاف مسلسل الفساد الاداري وتوفير الخدمات.. وهذا ما نشاهده كل يوم في بلادنا وفي العراق بالذات.
ـ قلت: في اعتقادك.. لماذا ينتفض الشعب الليبي او السعودي. . رغم ان القدرة الشرائية لهذين البلدين بالنسبة للمواطن جيدة؟.. او لماذا انتفضت شعوب وهي عندها كهرباء في بلادها (24) ساعة اما في العراق يحلم العراقي بالكهرباء!
ـ قال: في اعتقادي، الخدمات والحريات مطلوبتنان ولكن الخدمات اولاً.
ـ قلت: عفواً هذه فطرة سطحية للأمور، فالإمام علي عليه السلام كما يحذر من الفقر والجوع ولكنه يقول :(لاتكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً).. فألم ترى بان الشعب الليبي والسعودي والبحراني و.. اصبحوا (عبيداً) لحكوماتهم وملوكهم رغم توفّر العيش؟
ـ قال: ولكن لابد ان نعرف ماهي الحرية وماهي حدودها.
ـ قلت: الانسان حرٌّ في هذه الدنيا، وهذه نعمة عظيمة حباها الله تعالى الى البشر وهي عالم لامتناهي وماحدودها الاّ بمعرفة حقيقتها ومن منحها للانسان، بعبارة اخرى ان الحرية لا يقيدها الا من منحنا الحرية وهو المولى تعالى ولا مجرد بشر ناقص العقل من امثالنا، ثم لايمكن تصور مستوى للخدمات من دون تصور ابعاد الحرية!
ـ قال: ولكن في العراق الشعب يريد خدمات والقضاء على الجوع؟
ـ قلت (مقاطعاً): احسنت.. هذه نتيجة عدم وجود فضاء الحرية وابعادها سواء بسبب تراكمات حكومات العلمانيين او البعثيين في العراق والى اليوم او عوامل اخرى.
ـ قال: ولكن الى متى نتحجج بذريعة البعثيين.. فمتى نبدأ؟
ـ قلت: انا معك. . ثم ان الديمقراطية في العراق هل فضلت للمواطنين كافة ام لاصحاب القوائم الانتخابية؟!
فلماذا قانون الانتخابات في العراق يجعل الحكومة المركزية او المحلية لاتمثل الا ثلث الاصوات او بعبارة اخرى ان الاقلية هي الحاكمة اما الاكثرية فاصواتها ترمى جانباً.. فألم تكن هذه هي احد اسباب سوء الخدمات.؟!